احتجاجات أميركا..ترامب يتلقى الطعنات من داخل إدارته

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2020/06/03
© Getty
عارض وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، الأربعاء، نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اللجوء إلى قانون يسمح بنشر قوات الجيش لمواجهة المظاهرات المحتدمة في البلاد منذ تسعة أيام، احتجاجاً على مقتل الأميركي الاسود جورج فلويد.

وقال إسبر: "لا أؤيد اللجوء إلى قانون الطوارىء"، وذلك بعد يومين من قول ترامب إنه قد يلجأ لتفعيله. وأضاف "لطالما اعتقدت وما زلت أعتقد أن الحرس الوطني هو الأنسب لدعم السلطات المدنية محلياً في هذه الحالات".

وتابع أمام الصحافيين في وزارة الدفاع: "على خيار استخدام قوات في الخدمة أن يكون الملاذ الأخير ويقتصر على الحالات الأكثر إلحاحا والأخطر... لسنا في وضع كهذا الآن". ووصف مقتل فلويد بأنه "جريمة مروعة" وقال: "العنصرية حقيقة في أميركا".

قال ترامب الأربعاء، إنه لم يطلب إبعاد المتظاهرين قبل أن يترجل إلى كنيسة تاريخية محترقة جزئيا بالقرب من البيت الأبيض، برفقة إسبر ورئيس الأركان الأميركية، للتصوير هناك وهو يحمل الكتاب المقدس مع كبار مساعديه.

وقال ترامب في مقابلة مع راديو "فوكس نيوز": "لم يستخدموا الغاز المسيل للدموع". وأضاف "الآن، عندما ذهبت لم أقل أبعدوهم من هنا. لم أعلم من كان هناك".

ويتهم ترامب جماعات يسارية متطرفة بالتحريض على النهب والعنف الذي تشهده مدن أميركية ليلاً، لكن تقييماً استخباراتياً لا يقدم أدلة تذكر على أن متطرفين منظمين هم المسؤولون عن الاضطرابات.

وفي جزء اطلعت عليه وكالة "رويترز" من تقييم استخباراتي داخلي للاحتجاجات صادر في 1 حزيران/يونيو، قال مسؤولون في وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن معظم أحداث العنف قادها انتهازيون استغلوا الحدث.

وقال التقييم، الذي أعدته وحدة الاستخبارات والتحليل بالوزارة، إن هناك أدلة تستند إلى مصدر مفتوح وإلى تقارير وزارة الأمن الداخلي تشير إلى أن حركة "أنتيفا" المناهضة للفاشية ربما تكون مشاركة في العنف، وهي وجهة نظر عبّرت عنها أيضاً بعض مراكز الشرطة المحلية.

ولم يقدم الجزء الذي اطلعت عليه "رويترز" دليلاً محدداً على عنف يقوده المتطرفون، لكنه أشار إلى أن أنصار فكرة تميّز البيض يعملون على الانترنت لتأجيج التوتر بين المحتجين وأجهزة إنفاذ القانون عن طريق الدعوة إلى ارتكاب أعمال عنف ضد كل من الطرفين. ومع ذلك، قالت الوثيقة إنه لا توجد أدلة على أن أنصار فكرة تميّز البيض كانوا يثيرون العنف في أي من الاحتجاجات.

ومع تصاعد الاحتجاجات في عطلة نهاية الأسبوع، قال وزير العدل وليام بار إن العنف في منيابوليس وغيرها تحركه "جماعات يسارية متطرفة"، مردداً فحوى تصريحات سبق وأن أدلى بها ترامب. وقال إن الذين يسببون العنف ينتقلون من خارج الولايات إلى بؤر الأحداث الساخنة.

وقال مسؤولان في وزارة العدل ل"رويترز"، إنهما لم يجدا أدلة تذكر تدعم هذا الزعم. ومع ذلك، ذكر مسؤولون محليون واتحاديون أن هناك مؤشرات واضحة على وجود تنظيم خلف الاشتباكات. وقال مسؤول في شرطة مدينة نيويورك، إن المحتجين هناك استعدوا لمواجهة مع الشرطة بالاستعانة بمرشدين وباستخدام وسائل اتصال مشفرة وتنظيم فرق طبية مقدماً.

كما قال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي إن هناك "مؤشرات قوية للغاية" على أن العنف منظم في بعض المدن. وأشار إلى مزاعم في مدينة نيويورك عن محاولة المتظاهرين إحضار إمدادات من الحجارة والزجاجات والسوائل القابلة للاشتعال إلى مناطق الاحتجاج وإن المحتجين في مدينتين على الأقل حاولوا التشويش على الاتصالات اللاسلكية للشرطة.

وفي السياق، رفض السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف تحميل روسيا المسؤولية عن الاضطرابات التي شهدتها الولايات المتحدة. وقال إن موسكو لا تشمت بموجة الاحتجاجات. وقال: "إنها بالطبع مأساة كبيرة يتخللها إزهاق أرواح بشرية.. نرى هذه المظاهرات الضخمة، ونرى ما يصنعه السارقون والمستفزون الذين يندسون في صفوف المتظاهرين السلميين".

وتابع: "من المؤسف جدا أنه حتى في الظروف الراهنة التي تواجه فيها البلاد المشكلات من هذا الحجم، إلا أن هناك من يحاول أن يبحث عن يد روسية خفية واتهام روسيا بالتدخل في الشؤون الأميركية وتشجيع ما يحدث هنا". ووصف ما يحدث بأنه في أميركا بأنه "دليل جديد على انتهاك حقوق الإنسان وازدواجية المعايير". 

من جهته، قال المرشد الإيراني علي خامنئي الأربعاء، إن موت جورج فلويد كشف الوجه الحقيقي لحكام الولايات المتحدة. وأضاف أن "الجريمة التي ارتُكبت بحق هذا الرجل الأسود هي نفس ما تفعله الحكومة الأميركية ضد العالم بأسره".

وتابع خامنئي قائلاً إن "ما يتكشف اليوم هو الطبيعة والسمة الحقيقية للحكومة الأميركية". وقال: "تتصرف الحكومة الأميركية بأسوأ طريقة ممكنة مع شعبها. لشعب الولايات المتحدة كل الحق في أن يشعر بالخزي والعار من حكوماته، خاصة الحالية".