نتنياهو يهدد.. ومحاكمته "ستنتهي بالدماء"

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2020/05/25
نتنياهو يرفض التوصل إلى اتفاق قضائي بشأن اتهامه الفساد (Getty)
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التوصل إلى اتفاق قضائي بشأن اتهامات موجهة ضده بالفساد. وقال في تصريح للقناة "20" الإسرائيلية، "لم آتِ إلى المحكمة للتعاطي والمتاجرة، بل للكشف عن الحقيقة".
في المقابل، شبّه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الحالي نتنياهو ب"العراب المحاط بعصابة إجرامية" من وزراء حزب "الليكود".

وقال: "رأيت ذلك خطاب نتنياهو قبل الجلسة وشعرت أنه مشهد من فيلم العراب (God father) لفرانسيس فورد كوبولا. رئيس منظمة إجرامية محاط بأشخاص ينفذون الأوامر".
وأضاف أن "ما حدث بالأمس كان أعمال شغب قام بها مجرمون برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي. في رأيي، يمكن لشخص قوي أن يتكلم بهدوء، كلما شعر بالذنب كان أكثر استخداماً لعبارات التهديد".

في غضون ذلك، ركزت التغطيّة الإعلامية الإسرائيلية الاثنين على هجوم نتنياهو الحادّ قبيل المحاكمة على منظومتي القضاء وإنفاذ القانون الإسرائيليّتين.
وأجمعت الصحف المعارضة والمؤيّدة لنتنياهو على أن هجومه الحادّ هو ردّ على الاتهامات داخل المحكمة، في محاولة لتحويلها من محاكمة بجرائم فساد إلى محاكمة ل"ليكود" ومعسكر اليمين، كما قال نتنياهو نفسه، وأكثر من ذلك، عبر اعتبار هجومه رسالة إلى القضاة أنفسهم.
 
وقالت "هآرتس" إنّ خطاب نتنياهو جاء "كمن يقول للجالسين في المحاكمة: بعدما انشغلت بالشرطة والادعاء والمستشار القضائي للحكومة، اعلموا أن دوركم هي التالي".
وهو الأمر ذاته التي أشارت إليه "يديعوت أحرونوت"، قائلة: "الرسالة التي حوّلها نتنياهو لأنصاره ومن ثم للقضاة هي مثلما دسنا على رأس المستشار القضائي، سندوس على رؤوسكم".
في حين كتب رئيس قسم التحقيقات في صحيفة "هآرتس"، غيدي فايس، إنّ الأجواء التي حرّض عليها نتنياهو، عبر تصوير نفسه ضحيّة للمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية والمدعيّة العامة "قد تدفع إلى وضع فيه يتحرّك شخص يكاد يتفجّر غضبًا لفعل شيء لإنقاذ الدولة من هؤلاء الذي يهدّدون بخرابها، ويحاول استهداف حياة واحدٍ من مهندسي الخراب"، في إشارة إلى أعضاء النيابة والادعاء والقضاة.
وذكّر فايس في مقاله الذي جاء تحت عنوان: "سينتهي هذا الأمر بالدماء"، بتهديدات وصلت الى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيليّة، أفيحاي مندلبيليت، هدّدته بالتعرّض له ولأبنائه.
وعلى النهج ذاته سارت "معاريف"، التي قارنت بين خطاب نتنياهو بالأمس والأجواء التي رافقته وبين الأجواء التي سبقت اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيليّة الأسبق، اسحاق رابين، عام 1995.
وكتبت: "سجال (كالذي تشهده إسرائيل) مشابه لما جرى قبل قتل رابين. قتل رابين أنهى النقاش. اندلع ضدّ رابين تحريض أرعن. كان نتنياهو جزءًا لا يتجزأ منه. كان يملك القدرة على تغيير الأجواء في الشوارع، أن يشدّ الخطّ الأحمر، أن يزيل الشكّ. لم يفعل ذلك".

وأضافت أن "نتنياهو يقود الآن رحلة تحريض جديدة. ما الذي يثبت ذلك؟ الحقائق البسيطة أن مندلبليت و(المدعية العامة، ليئات) بن آري يخضعون مؤخرًا لحماية أمنية مشدّدة. عندما يزداد التحريض ضد كبار مسؤولي إنفاذ القانون، فإنّ التحريض حيّ وينبض".