عمال مرفأ طرطوس:أجورهم 60دولاراً..والشركة الروسية تحسم منها

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2020/04/08
الشركة تريد خسم الحوافز والعلاوات من رواتب العمال (فايسبوك)
بعد أخذ ورد، باشرت شركة "ستروي ترانس غاز" (STG) الروسية المستثمرة لمرفأ طرطوس، بدفع رواتب نحو 2500 عامل سوري، وذلك بعد سجال ساد لأيام بين العمال وإدارة الشركة، على خلفية تأخير دفع الرواتب، واقتطاع الإضافي منها والحوافز والعلاوات.

ويبدو أن الشركة الروسية رضخت أخيراً لمطالب الموظفين، بعد أن انتشرت دعوات في المرفأ للامتناع عن تسلم الراتب المقطوع فقط (40 ألف ليرة سورية/ 33 دولار أميركي) كما كانت تنوي الشركة.

وحسب مصادر "المدن" فإن الرواتب الشهرية التي يتقاضاها عمال المرفأ كاملة (مقطوع، حوافز، إضافي، كتلة) لا تتجاوز ال"75 ألف ليرة سورية/62 دولار أميركي".

وبغية تهدئة أجواء الاحتقان التي سادت المرفأ، وعد رئيس "نقابة عمال النقل البحري والجوي بطرطوس"، فؤاد حربا، العمال بتحصيل رواتبهم كاملة من دون اقتطاع أي مبالغ منها، مشدداً على أن النقابة لن تفرط بحقوق العمال.

وأضاف حربا في منصة مخصصة لعمال المرفأ على "فايسبوك" رصدتها "المدن": "نعلم مدى الضغوط المادية التي يتحملها عمالنا في هذه الظروف الصعبة، ونطالبكم بالصبر، لنحل الإشكالات العالقة".

أحد العاملين في المرفأ، رد بقوله إن "الراتب لا يكفي لشراء الكمامات والمواد المعقمة، للوقاية من فيروس كورونا".

وفي العام الماضي، كانت شركة "ستروي ترانس غاز" التي تعد واحدة من أكبر شركات المقاولات في روسيا، ويملكها رجل أعمال مقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، قد استثمرت مرفأ طرطوس لمدة 49 عاماً، من أجل استخدامه من قبل قطاع الأعمال الروسي.

وتسلمت الشركة المذكورة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، المرفأ بعد مصادقة "مجلس الشعب" التابع للنظام السوري على العقد الموقع مع الشركة، في حزيران /يونيو الماضي.

الجمل بما حمل

وقال الكاتب الصحفي زياد الريّس ل"المدن": "في مسألة مرفأ طرطوس ينطبق على النظام السوري المثل الشعبي الدارج "باع الجمل بما حمل"، حيث أجّر النظام أو باع الميناء بمحتوياته واليد العاملة فيه، للروس".

وأوضح أن "العقد الذي فُرض على النظام لا يلزم الشركة الروسية بدفع أجور كل العمال، وخصوصاً أن الميناء يغص بعدد كبير من العمال الذين يتقاضون الرواتب دون مقابل من العمل (البطالة المقنعة)".

وتابع الريّس أن قسماً كبيراً من عمال المرفأ، كما هو الحال في مؤسسات النظام الأخرى، يتقاضون رواتب من دون عمل حقيقي، وفي الغالب هم من المحسوبين على المسؤولين في نظام الأسد.

وقال الريّس إن الشركة الروسية تستغل تدني أجور العمال التي لا تتجاوز ال60 دولاراً أميركياً في الشهر، ومع ذلك تساوم على الأجور، وهذا يدل على واقع الحال الذي وصلت إليه روسيا في سوريا.