إسطنبول: قوافل المهاجرين تجتاح اليونان

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2020/02/28
قوافل من المهجرين تنطلق من إسطنبول إلى أوروبا (المدن)
بعد ساعات على إعلان تركيا أنها ستفتح حدودها مع أوروبا، بدأ تدفق اللاجئين من كافة المناطق التركية باتجاه الحدود اليونانية براً، ونحو بحر إيجه للتوجه إلى اليونان بحراً.

ورصد مراسل "المدن" أحمد الناصر باصات كبيرة تقوم بنقل المهاجرين من إسطنبول باتجاه الولايات الحدودية مع اليونان، تمهيداً لانتقالهم باتجاه أوروبا، الأمر الذي تهدد به تركيا باستمرار ويتخوف منه الأوروبيين بشدة.

وكان المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" عمر جليك أكد أمام وسائل الإعلام التركية، الجمعة، بأن سياسات بلاده حيال أزمة اللاجئين لم تتغير، مضيفاً "ولكن لسنا حاليًا بوضع يجعلنا قادرين على ضبط اللاجئين وإيقافهم". وأوضح أن "تركيا لن يكون بمقدورها من الآن فصاعداً أن تتحمل ضغط اللاجئين، فقدرة التحمل والصبر، نفدت بالفعل، ولم يعد بمقدورها مواصلة الضغط كما كانت بالسابق".

وأفادت مصادر خاصة ل"المدن"، بوصول أول مركب (بلم) يحمل على متنه 30 مهاجراً إلى شواطئ جزيرة ميدلي (ليسبوس) اليونانية، قدموا من الشواطئ الغربية من تركيا.

وتستمر جموع المهاجرين غير الشرعيين، من كافة الجنسيات، بالتدفق منذ ساعات الصباح الأولى إلى ولاية "جناق قلعة" الواقعة على شاطئ بحر إيجة شمال غربي تركيا، بهدف الوصول إلى الجزر اليونانية القريبة.

وبدأ توجّه المهاجرين نحو سواحل الولايات الغربية عقب انتشار أوامر من جهات رسمية تركية لحرس الحدود البرية والبحرية بعدم التعرض للمهاجرين باتجاه أوروبا.

وشهدت إسطنبول انطلاق أولى القوافل البرّية للمهاجرين المتّجهين صوب ولاية أدرنة، أقصى شمال غرب تركيا، قرب الحدود البلغارية اليونانية. ونقلت 6 حافلات سياحية ما يقرب من 280 مهاجراً من مختلف الجنسيات، غالبيتهم من ذوي الأصول الآسيوية، كالأفغان والإيرانيين والعراقيين، والإفريقية أيضاً، ويشكل السوريون ما نسبته 30 في المئة منهم، بحسب وصف أحد المهاجرين السوريين عبر اتصال مع "المدن".

ويتجمع ما يقرب من 20 حافلة أخرى في منطقتين رئيسيتين وسط إسطنبول، الأولى بالقرب من دائرة الهجرة (الغوتش إدارة سي) في حي الفاتح، والثانية في موقف حافلات حي "زيتون بورنو"، استعداداً لنقل المهاجرين نحو الحدود اليونانية والبلغارية.

من جهتها، أعلنت اليونان عن اتخاذ إجراءات احترازية بالتزامن مع سماح تركيا للاجئين بعبور حدودها، سيما وأن موجة كبيرة من المهاجرين أخذت بالتوجّه سيراً على الأقدام في ساعات متأخرة من الليلة الماضية، عبر الغابات، للوصول إلى الحدود البرية المشتركة.

ويبدي العديد من النشطاء والمتابعين تخوفهم على مصير السوريين المهاجرين بمجرد وصولهم سواء إلى الجزر اليونانية أو الحدود البرية المشتركة.

وفيما أفاد المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، بيتر ستانو، بعدم وصول أي بيانات من تركيا حتى الآن حول نيتها تغيير سياسة الهجرة، دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي لزيادة الدعم المقدّم لتركيا في ما يخصّ اللاجئين السوريين.

وقال ستانو إن المسؤولين الأتراك لم يبلغوا بروكسل بأي تغيير للاتفاق رغم التقارير التي أشارت إلى أن السلطات التركية "فتحت الأبواب" أمام اللاجئين السوريين للتوجّه إلى أوروبا.

وتأتي الخطوة التركية الأخيرة احتجاجاً على عدم اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً لوقف العنف في شمال غرب سوريا، خصوصاً بعد مقتل 33 من الجنود الاتراك، الخميس، في ضربة جوية نفذها طيران النظام السوري.