ريف إدلب الشرقي: المعارضة تحاول الوصول إلى "إم5"

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2020/02/26
© Getty
أرسلت قوات النظام والمليشيات الموالية لها الأربعاء، المزيد من التعزيزات العسكرية إلى الجبهات المحيطة بمدينة سراقب شرقي إدلب، وكثفت من قصفها الجوي والبري لمواقع المعارضة السورية والبلدات المدنية القريبة من منطقة العمليات.

القوة الأكبر من تعزيزات قوات النظام والمليشيات والتي أتت من حلب شمالاً تمركزت على الطريق الدولي "إم5" قرب سراقب وتحت الجسر، وعند عقدة انطلاق طريق حلب-اللاذقية "إم4"، وغالبية التعزيزات الواصلة إلى المنطقة هي من المليشيات الإيرانية"، بعض الألوية والتشكيلات التي يدعمها "الحرس الثوري الإيراني" في حلب والساحل.

وتصدت المعارضة، ليل الثلاثاء/الأربعاء، لأكثر من هجوم بري معاكس شنته قوات النظام والمليشيات الموالية مستهدفة مناطق غربي سراقب، وفشلت القوات المهاجمة في استعادة مواقعها التي خسرتها لصالح المعارضة برغم الكثافة النارية والعمل الهجومي المشترك للمليشيات في أكثر من محور.

وكانت المعارضة قد نجحت، الثلاثاء، في الجولة الثانية من عملياتها الهجومية نحو سراقب، وتمكنت من السيطرة على عدد من القرى والمواقع، أهمها، معارة عليا وسان وشركة الكهرباء وصومعة وغيرها من المواقع التي تشرف على الأطراف الغربية لعقدة الطريق الدولي "إم5"، وأوقع هجوم المعارضة خسائر كبيرة في صفوف قوات النظام والمليشيات الموالية، وتمكنت المعارضة من تدمير آليات عسكرية مدرعة واغتنام أخرى.

المنسق الإعلامي في الجيش الوطني يحيى مايو أكد ل"المدن"، أن الفصائل المعارضة تمكنت من الوصول إلى مشارف مدينة سراقب برغم صعوبة المعركة. وأضاف أن قوات النظام والمليشيات زجت بقوة كبيرة في محاور القتال لمنع الفصائل من التقدم، وهي الآن تحاول امتصاص الصدمة العسكرية، ولكنها ستفشل مجدداً.

وتابع أن الفصائل المعارضة تحضر لمزيد من الجولات وصولاً إلى الطريق "إم5" والذي يمثل أحد أهداف المرحلة الأولى من العمليات الهجومية. وقال إن قوات النظام والمليشيات الموالية لها خسرت في جبهات النيرب وغربي سراقب أكثر من 100 عنصر بين قتيل وجريح، وعشرات الآليات العسكرية التي دمرتها الفصائل واغتنمت بعضها خلال العمليات الهجومية التي تشنها الفصائل خلال اليومين الماضيين.

وتحاول قوات النظام من خلال إشراك المليشيات الإيرانية في معارك الدفاع عن سراقب تحقيق أهداف متعددة، أهمها، الحفاظ على القوة الهجومية في جبهات جنوبي إدلب ومنع تأثرها بهجمات المعارضة، تعزيز الدفاعات ومنع وصول المعارضة إلى الطريق "إم5".

وأبرز المليشيات المدعومة من إيران التي تشارك في معارك أطراف سراقب الغربية، مليشيا "ذو الفقار" و"سرايا العرين" و"لواء الباقر" ومليشيات "نبل والزهراء".

وأكد الناشط الإعلامي عبد الفتاح الحسين ل"المدن"، أن القوات الروسية أوكلت لمليشيات النظام الإيرانية حماية الطريق "إم5" في مناطق شرقي إدلب وسهلت لها الانتشار في الأطراف الغربية لمدينة سراقب، في حين نقلت الجزء الأكبر من مليشيات النظام الروسية إلى جبهات جنوبي إدلب للمشاركة في العمليات العسكرية الهجومية نحو جبل الزاوية.

وأضاف أن القوات الروسية زودت المليشيات الإيرانية بمعدات حربية ومدرعات وراجمات صواريخ وأجهزة رؤية ليلية، ونشرت منظومة مقعدة من الألغام لمنع المعارضة من التقدم.

ويبدو أن تكلفة تقدم المعارضة نحو "إم5" ارتكاب قوات النظام والمليشيات المزيد من المجازر بحق المدنيين في إدلب وتهجير الآلاف نحو الشمال وريف حلب. قصف قوات النظام الجوي والبري المستمر من نهار الثلاثاء، وحتى صباح الأربعاء، استهدف ضواحي مدينة إدلب والقرى والبلدات المحيطة بها، والتي تعتبر التجمع الأكبر للمدنيين في المحافظة.

وأوضح الناشط الإعلامي محمد رشيد ل"المدن"، أن قوات النظام والمليشيات الموالية ارتكبت مجازر مروعة الثلاثاء، قتل فيها 22 مدنياً، بينهم 9 أطفال و7 نساء وأصيب 90 آخرين بينهم 22 طفل و17 امرأة.

وقال إن القصف الجوي والبري استهدف مدينة إدلب و معرة مصرين وبنش وسرمين وبداما والناجية، وتركزت الغارات والقذائف الصاروخية على المدارس، من بين القتلى والجرحى طلاب ومدرسات في مدرسة بمدينة ادلب.

مديرية التربية والتعليم في إدلب أعلنت مؤخراً عن إيقاف الدوام في المدارس والمديريات بسبب القصف الجوي والبري لقوات النظام، والذي يستهدف المنشآت التعليمية بشكل مقصود ومكثف.