معركة إدلب تقترب أكثر..خيارات تركيا محدودة

المدن - عرب وعالم
الأحد   2020/02/23
© Getty
قصفت الطائرات الروسية صباح الأحد، بعدة غارات جوية محيط تجمع القوات التركية المتمركزة في معسكر المسطومة جنوب مدينة إدلب. 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن تعزيزات ضخمة لقوات النظام متمثلة بعشرات العناصر المشاة وآليات ثقيلة استقدمت إلى محور كفر سجنة في جبل الزاوية جنوب إدلب، كما شنت الطائرات الروسية غارات جوية جديدة طالت مناطق متفرقة من جبل الزاوية وجبل الأربعين جنوب إدلب، بالإضافة لقصف صاروخي مستمر بعشرات القذائف الصاروخية يطال مناطق جبل الزاوية.

من جهتها، عززت تركيا مواقعها في إدلب بآليات وعناصر جديدة. ودخل رتل عسكري للقوات التركية من معبر خربة الجوز الحدودي مؤلف من 10 آليات وتوجه نحو نقطة المراقبة التركية المتمركزة في بلدة اشتبرق في ريف إدلب الغربي. والسبت، دخل رتل عسكري تركي عبر معبر كفرلوسين الحدودي شمال مدينة إدلب، ويتألف الرتل من نحو 80 آلية عسكرية واتجه نحو المواقع التركية في إدلب.

وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت السبت أن جندياً تركياً قُتل في هجوم بقنبلة نفذته قوات النظام السوري في إدلب ليصبح بذلك الجندي التركي السادس عشر الذي يلقى حتفه في إدلب هذا الشهر.

ومن شأن ارتفاع عدد قتلى الجنود الأتراك، تعقيد محادثات أنقرة مع موسكو بشأن اتفاق محتمل لوقف القتال في شمال شرق سوريا. فيما يجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظرائه الروسي والألماني والفرنسي في 5 أذار/مارس آذار لمناقشة الوضع في إدلب.

وذكرت صحيفة "يني شفق" التركية الأحد، أن الاتصال الذي جرى بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين السبت، لم يكن إيجابياً. وقالت إن زعيمي البلدين لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق بينهما بشأن إدلب.

وأشارت إلى أن بوتين رفض حل الأزمة، التي اندفع بسببها ملايين السوريين إلى الحدود التركية، ورفض طلب أردوغان، بإيقاف هجمات النظام السوري في المنطقة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية. 

ولفتت إلى أن الرئيس الروسي، الذي رفض قبول انسحاب قوات النظام إلى الحدود المنصوص عليها وفق اتفاق سوتشي، أكد أن عمليات النظام السوري ستستمر. وأضافت أن بوتين، شدد على موقفه المعارض لأي إجراء محتمل من تركيا ضد النظام السوري.

من جهتها، كتبت صحيفة "صنداي تلغراف" في مقال بعنوان: "لماذا لا يمكن لأردوغان التراجع عن الصدام مع الأسد وروسيا؟"، إنه خلال 90 يوماً من القصف الوحشي لإدلب نزح نحو مليون شخص أغلبهم من النساء والأطفال عن منازلهم.

وأوضحت أنه "بالنسبة للرئيس التركي، فإن الأزمة عبر حدود بلاده الجنوبية تمثل مشكلة بقاء، فالرجل يقع بالفعل تحت ضغوط محلية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم لكنه في الوقت نفسه يواجه موجة جديدة من النازحين على حدوده".

وأضافت أن "الأسوأ بالنسبة لتركيا هو الهزيمة في إدلب، لأنها ستؤدي إلى أضرار عسكرية تلحق بجيشها في مناطق أخرى شمالي سوريا ولا يمكن إصلاحها حيث يُنظر إلى هذه المناطق داخل تركيا على أنها حزام أمني في مواجهة التهديدات الإرهابية المزعومة من جانب الجماعات الكردية المسلحة".

وتابعت أنه "لهذا السبب كانت تركيا وزعماؤها السياسيون مهتمين بالتدخل شمالي سوريا ووقف تقدم قوات النظام، وقد نقلت تركيا حتى الآن قوات عسكرية داخل إدلب، وحولها أكثر مما تمتلك الولايات المتحدة من قوات في سوريا كلها. وعلاوة على ذلك دفعت بدبابات ومدرعات وبطاريات مدفعية لا حصر لها علاوة على قاذفات صواريخ أرض- أرض وبطاريات صواريخ أرض- جو".

وأضافت أنه "بهذه الحشود العسكرية أصبح لدى أكبر جيوش حلف شمال الأطلسي المقدرة على فرض الواقع وإلحاق خسائر فادحة بقوات النظام السوري وإجبار اللاعبين الفاعلين في الساحة على الإلتزام بخط وقف إطلاق النار على أقل تقدير".