الأسد منبوذ..وإعادة تأهيله تحتاج إلى إسرائيل

المدن - عرب وعالم
الخميس   2020/10/22
© Getty
يحاول نظام بشار الأسد في سوريا لملمة أجزاء بلد مزقته الحرب الأهلية وانهار فيه النشاط الاقتصادي ودمرت البنية التحتية، وقبل ذلك استعادة الشرعية في أعين المجتمع الدولي وهي المهمة التي ليست بالسهلة، بحسب مقال في مجلة "نيوزويك" الأميركية.

ويرى يوني ميماني، محلل شؤون الشرق الأوسط وطالب دكتوراه في جامعة نورث إيسترن، في مقال بعنوان: "الأسد ليس جاهزاً لإعادة تأهيله دولياً" أن قدرة سوريا على المضي قدما في النزاعات الإقليمية مع تركيا ستتطلب عملاً ضخماً.

ويوضح الكاتب أن دمشق باتت منبوذة دوليا، وخاضعة لعقوبات أميركية وأوروبية، وتنفر منها أغلب دول الخليج، كل هذه العوامل تجبر الأسد على إعادة النظر في الواقع الجيوسياسي للشرق الأوسط. ويقول إن الأسد قد يرى فرصة في حقيقة أن المجتمع الدولي احتفل بقرارات العديد من الدول العربية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما يمكن أن يؤدي إلى علاقات أكثر دفئاً مع الإدارة الأميركية الحالية.

ويشير الكاتب في مقاله إلى أن سوريا في عهد الأسد، على عكس السودان الذي يتجه إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ليست قريبة من مثل هذه الخطوة. وأظهرت الحرب الأهلية مدى تشبث الأسد بالسلطة، إذ حتى عام 2019، اضطر ما يقرب من 4 ملايين لاجئ سوري إلى الفرار إلى تركيا، وشُرد ما يقرب من 6.2 مليون سوري داخليا، ووفقا لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، قُتل ما يقدر بنحو 400 ألف سوري خلال النزاع المسلح.

واستخدم الأسد الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، وتقاعس النظام عن الالتزام باتفاقية الأسلحة الكيمياوية لعام 1997. ووقعت سوريا على اتفاقية الأسلحة الكيماوية في عام 2013، والتي حظرت إنتاج الأسلحة الكيماوية واستخدامها وتخزينها.

ويقول الكاتب: "لو إمتثلت سوريا للقانون الدولي لكانت تخلصت من جميع أسلحتها الكيماوية عند التوقيع على المعاهدة الملزمة قانوناً. ولم يقتصر الأمر على فشلها في القيام بذلك، مما يدل على عدم قدرتها على أن تكون طرفاً فاعلاً بحسن نية في المجتمع الدولي، بل استخدمت الأسلحة ضد سكانها المدنيين".

لقد حاول الأسد وحلفاؤه التعتيم على الحقيقة حول استخدام الأسلحة الكيماوية، ومنعت روسيا مبادرات الرقابة المماثلة من خلال ممارسة حق النقض في مجلس الأمن الدولي. لذلك فإن النظام الذي يستخدم الأسلحة الكيماوية كوسيلة للبقاء في السلطة يحتاج إلى نبذ من جانب المجتمع الدولي، وليس العفو عنه.

ويرى الكاتب أن إعادة تأهيل سوريا على الصعيد الدولي يعوقها تعنت الأسد بشأن المفاوضات المحتملة مع إسرائيل. في أوائل تشرين الأول/أكتوبر 2020، قال في مقابلة مع وكالة أنباء روسية إن محادثات السلام مع الدولة اليهودية لن تحدث إلا عندما تكون إسرائيل مستعدة "لإعادة الأراضي السورية المحتلة" ، في إشارة إلى مرتفعات الجولان. لقد قدم الأسد الطلب نفسه في الماضي ، وهو يعرف الإجابة التي يتوقعها من نظرائه الإسرائيليين: لا على الإطلاق.

ومع ذلك، فإن الأسد لم يكن يتوقع أن يُفاجأ بالكرم الإسرائيلي. لكنه كان يأمل في أن يعترف المسؤولون الأميركيون والأوروبيون بسلطته المستعادة، وربما يناقشون تطبيع العلاقات مع إسرائيل كورقة مساومة لرفع العقوبات الدولية من دون شرط مسبق بأن تمر سوريا بانتقال السلطة. مثل هذه الخطوة يجب ألا تحدث.

على الرغم من رغبة المجتمع الدولي برؤية سوريا تعيد بناء نفسها، وربما جعلها تطبّع العلاقات مع إسرائيل، لا يمكن أن يحدث ذلك فيما يبقى أحد أكثر الطغاة المتعطشين للدماء في السلطة، بحسب تعبير الكاتب.