"الزنكي" تعود إلى الجبهات..هل تقلب المعارضة الطاولة؟

مصطفى محمد
الخميس   2020/01/30
بدء عودة مقاتلي الزنكي الى حلب (انترنت)
بعد نحو أسبوع من المداولات، سمحت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) أخيراً للمقاتلين المتواجدين في ريف حلب الشمالي من عناصر "حركة نور الدين الزنكي" وكتائب "ثوار الشام"، بالمشاركة في جبهات القتال ضد قوات النظام في ريفي حلب الغربي والجنوبي.

ومن الواضح أن الضغط الشعبي المتزايد على "تحرير الشام"، مع تواصل سقوط البلدات الواحدة تلو الآخرى بيد قوات النظام، قد أجبرها على مراجعة حساباتها ذات الصلة بالسيطرة على إدلب من دون منازع، والقبول على مضض بمشاركة المقاتلين الذين أجبرتهم مطلع 2019، على ترك مناطقهم وجبهات القتال فيها، والتوجه إلى عفرين.

وتنص بنود الاتفاق الذي بذلت "حركة أحرار الشام" جهود وساطة كبيرة لإتمامه، على دخول المقاتلين ضمن تكتلات "الجيش الوطني السوري"، على شكل دفعات، إذ من المقرر وصول 500 مقاتل الخميس كدفعة أولى إلى جبهات ريف حلب، في حين تتم عمليات التذخير عبر غرفة عمليات عسكرية مشتركة، تشكلها "الجبهة الوطنية للتحرير".

المتحدث السابق باسم حركة نور الدين الزنكي، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أكد ل"المدن" أنه من المنتظر أن يصل مجموع المقاتلين إلى ما يزيد عن ألفي مقاتل، خلال أيام، مرجحاً أن يزيد العدد حسب حاجة الجبهات.

وحول التأثيرات المحتملة على مجريات الوضع الميداني، قال إن المقاتلين على دراية كافية بجغرافيا المنطقة وجبهاتها، لأنهم هم من حرروها منذ بداية الثورة السورية، مضيفاً أن "الأهم من ذلك، أنهم أبناء هذه المناطق، وسيدافعون عنها بما يستطيعون".

وكانت شخصيات محسوبة على "تحرير الشام"، قد تحدثت عن التحفظ على دخول بعض الشخصيات القيادية من "الزنكي"، غير أن مصدراً مطلعاً أكد ل"المدن"، أن "تحرير الشام" كانت متساهلة خلال المفاوضات، ولم يتم حسم هذه النقطة تماماً، وبقيت عالقة إلى جانب عدد من المسائل الأخرى، ومنها مصير السلاح الثقيل الذي استحوذت عليه "تحرير الشام"، أثناء شنها عملية عسكرية ضد "الزنكي" وفصائل أخرى، مطلع العام 2019.

القائد السابق ل"الزنكي" الشيخ توفيق شهاب الدين، أبدى ترحيبه بالاتفاق، وغرّد قائلاً: "‏الحمد لله الذي أقرّ أنفسنا بالاتفاق بين ثوار ريف حلب الغربي وبين هيئة تحرير الشام بوساطة الإخوة في أحرار الشام، جزاهم المولى خيراً، على عودة الثوار إلى نقاط رباطهم والمشاركة في صد الهجمة الشرسة لميليشيات روسيا وإيران".

الخطوة التي تحمل في طياتها إصراراً من الفصائل على المضي حتى النهاية  في معركة مصيرية، قوبلت بترحيب فاتر من أوساط المعارضة، التي اعتبرت أن هذه الخطوة لوحدها، لا تزال غير كافية لقلب الموازين العسكرية، وجعلها تميل لصالح المعارضة.

المتفائلون بدخول "الزنكي"، يراهنون على تغيير مجريات المعارك، ونقلها إلى داخل أحياء حلب، نظراً لمعرفة المقاتلين بطبيعة قتال المليشيات من جانب النظام، غير أن مصدراً عسكرياً من المعارضة، أشار إلى تواجد عدد كبير من مقاتلي "الزنكي" سابقاً، في منطقة عمليات "نبع السلام" شرقي الفرات، ما يعني أن الأعداد التي ستشارك لن تكون بالحجم المطلوب.

واستدرك: "لكن المؤازرة لن تقتصر على "الزنكي"، إذ من المتوقع أن يدخل "الفيلق الأول" التابع للجيش الوطني بشكل كامل إلى جبهات إدلب وحلب، إلى جانب عدد كبير من المتطوعين".

وتتركز جبهات "الزنكي" سابقاً، في ريف حلب الغربي من الراشدين الشمالية إلى منطقة البحوث العلمية، وتشهد هذه الجبهات تقدماً محدوداً من جانب قوات النظام، حيث تمكنت الأخيرة بعد تسخين محاور عديدة، من التقدم إلى منطقة الراشدين الخامسة، والصحفيين.

وأفاد الناشط الإعلامي محمود طلحة "المدن" بأن الفصائل تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة الصحفيين بشكل كامل، في حين لا زالت العمليات الهادفة إلى استرجاع منطقة الراشدين الخامسة مستمرة.

وبالتوازي مع ذلك تشهد جبهات خان طومان عمليات كر وفر، وتبادل للسيطرة. وأوضح طلحة أن "النظام يتقدم في عدد من النقاط، ومن ثم تقوم الفصائل باسترجاعها، والوضع في جبهات حلب لا زال تحت السيطرة".

وكانت حركة نور الدين الزنكي قد أعلنت في آذار/مارس الماضي، حل نفسها وذوبانها في "فيلق المجد" التابع ل"الجيش الوطني" في منطقة عفرين، وذلك بعد خسارتها لمناطق نفوذها لصالح "تحرير الشام"، في معركتها مع الهيئة في كانون الأول/يناير.