أنقرة تطالب المعارضة السورية بالتحضير ل"المعركة الكبرى"

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2020/01/24
طفل سوري بين أنقاض منزله إثر غارة جوية في إدلب (Getty)
شهدت العاصمة التركية أنقرة الخميس، اجتماعاً طارئاً مع وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة سليم إدريس، بالإضافة إلى قادة الفيالق وفصائل الجبهة الوطنية للتحرير التابعين للجيش الوطني السوري.


ونقل "تلفزيون سوريا" الذي يبث من مدينة إسطنبول التركية، عن مصادر خاصة، أن رئيس جهاز الاستخبارات التركي حقان فيدان ترأس الاجتماع، وشارك فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر اتصال مرئي مباشر، كما حضر الاجتماع عدد من المسؤولين الأتراك المعنيين بالملف السوري.

وخلال الاجتماع، أبلغ أردوغان قادة الفصائل الثورية السورية بأن "يتجهزوا للمعركة الكبرى". وأبلغ الجانب التركي قيادات الفصائل بأن المباحثات مع روسيا لم تحقق نتيجة، وأن الأخيرة ماضية في حلها العسكري، وبالتالي يجب على الفصائل الثورية بأن "تدافع عن نفسها في وجه الحملة التي تتعرض لها".

وكانت روسيا، تمسكت في جولات المفاوضات بمطلب عودة مؤسسات النظام السوري للعمل ضمن إدلب، وإجراء تسوية شاملة على غرار محافظة درعا، كما أن موسكو لم تعد تبدي اهتماماً بمسألة فتح الطرقات الدولية حلب - دمشق، وحلب - اللاذقية، رغم إبداء تركيا استعدادها للتشاور مع فصائل المعارضة لإيجاد آلية خاصة بذلك. فيما باتت أهداف النظام الجديدة تتمثل بالوصول إلى مدينتي معرة النعمان وسراقب، وتأمين الضواحي الغربية لمدينة حلب.

وتشهد مناطق متفرقة من ريفي حلب وإدلب استمراراً للقصف الجوي في اليوم العاشر من التصعيد الجديد للعمليات العسكرية شمال غربي سوريا. وبلغ عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية روسية منذ الصباح 40 غارة مقابل 22 غارة أخرى شنتها طائرات النظام، بحسب إحصائيات "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

واستهدفت الغارات الجوية مناطق حاس ومعردبسة وأبو جريف وخان السبل وسرجة وتلمنس وحنتوتين بريف إدلب، ومحيط الفوج 46 ومعارة الأرتيق والمنصورة والراشدين والايكاردا وكفرناها وخان العسل وأم عتبة وعندان في حلب، علماً أن طائرات النظام ألقت 32 برميلاً متفجراً، فيما قالت وسائل إعلام معارضة، أن الطيران الروسي استخدم الصواريخ الفراغية في بعض هجماته بريف حلب الغربي.

ووثق فريق "منسقو الاستجابة" مقتل 84 مدنياً، بينهم 32 طفلاً، جراء التصعيد العسكري الأخير لقوات النظام على مناطق شمال غربي سوريا. وأضاف أن عدد المناطق التي استهدفتها قوات النظام تجاوز 121 منطقة، 57 منها في محافظة إدلب، و11 في محافظة حماة، و53 في محافظة حلب.

إلى ذلك، ارتفع عدد النازحين من منطقة "خفض التصعيد" ومناطق أخرى إلى أكثر من 70 ألفاً، هرباً من الغارات الجوية التي تنفذها طائرات سورية وأخرى روسية على مناطق بريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي.

واعتبر الاتحاد الأوروبي أن استئناف النظام السوري وحلفائه الهجوم على منطقة إدلب في شمال غرب سوريا أمر "غير مقبول" وطالب بوقف الضربات الجوية. وقال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "مرة جديدة تمّ انتهاك وقف آخر لإطلاق النار".

وحذر بوريل من أن "الاتحاد الأوروبي سيُبقي على العقوبات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد طالما هذه الهجمات الوحشية مستمرة"، مضيفاً أن "الضربات الجوية للنظام السوري وأنصاره في شمال غرب سوريا قتلت ما لا يقل عن 35 شخصاً بينهم الكثيرون من المدنيين والنساء والأطفال في الأيام الأخيرة وتسببت بنزوح أكثر من 350 ألف مدني خلال الشهر الأخير فقط".

وأشار بوريل إلى أن "الممرات الإنسانية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي"، مضيفأً أن وجود مجموعات إرهابية مدرجة على لائحة الأمم المتحدة، في إدلب هو مصدر قلق للجميع وأن مكافحة هذه الجماعات بالشكل الذي تسمح به الأمم المتحدة، لا يتيح تجاهل القانون الإنساني الدولي.

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أنها تدرس فرض عقوبات جديدة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي على نظام الأسد، لمواصلة الضغط عليه في ظل استمراره بتنفيذ حملة عسكرية شرسة في الشمال السوري.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري: "أتوجه الأسبوع المقبل إلى بروكسل لمناقشة العقوبات والقضايا الاقتصادية الأخرى الخاصة بمواصلة الضغط على نظام الأسد. سنتحدث بالطبع مع الأوروبيين الذين يطبقون أيضاً عقوبات ضد نظام الأسد ويدرسون فرض أخرى إضافية، وسنتبادل الآراء حول ذلك".

وفيما قال جيفري أن بلاده لم تلحظ تصاعداً بأنشطة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، حتى بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، نشرت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم بياناً أحصى هجمات التنظيم في سوريا ودول أخرى، في الأسابيع الأخيرة.

وزعمت الوكالة أن التنظيم شن بين 16 و22 كانون الثاني/يناير، 16 عملية في سوريا. وقالت أن العمليات استهدفت مواقع وعناصر وضباطاً من قوات النظام السوري وقوات سوريا الديموقراطية، في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، شرقي البلاد.

في السياق، جرح عناصر من قوات النظام ليل الخميس - الجمعة، نتيجة اشتباكات ضد مجهولين غرب درعا. وقالت وسائل إعلام محلية أن ثلاثة عناصر أصيبوا نتيجة هجوم مجهولين على حاجز ل"الأمن الجوي" التابع لقوات النظام على الطريق الواصل بين بلدة تسيل وقرية عدوان غرب مدينة درعا، مشيرة إلى أن الاشتباكات استمرت نحو ساعة، واستخدم فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وأفاد ناشطون محليون بأن مجهولين فجروا عبوة ناسفة أمام مقر للفرقة الرابعة التابعة للنظام في حي درعا المحطة، من دون ورود معلومات عن سقوط قتلى وجرحى.