بيدرسن في دمشق لتجاوز شروط تشكيل اللجنة الدستورية

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2019/09/23
Getty ©

عقد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، الاثنين، اجتماعا في دمشق مع وزير الخارجية وليد المعلم، بهدف بحث ملف اللجنة الدستورية.

وجرى خلال اللقاء، بحسب الإعلام الرسمي، "بحث القضايا المتبقية المتعلقة بتشكيل اللجنة الدستورية، وآليات وإجراءات عملها، بما يضمن قيامها بدورها وفق إجراءات واضحة ومتفق عليها مسبقاً، وبعيداً عن أي تدخل خارجي، وكان الاجتماع إيجابياً وبناءً".

كما "كانت وجهات النظر متفقة على التأكيد بأن الشعب السوري هو الوحيد الذي له الحق بقيادة العملية الدستورية، وعلى ضرورة أن يقوم السوريون بتقرير مستقبلهم بأنفسهم دون أي تدخل أو ضغوطات خارجية، بما يضمن تحقيق التقدم المنشود في العملية السياسية، وصولاً إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى جميع المناطق في الجمهورية العربية السورية، بالإضافة إلى التأكيد على ضرورة الاحترام الكامل لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، ورفض الإرهاب بكافة أشكاله".

وأكد المعلم "التزام سوريا بالعملية السياسية"، مجدداً "استعدادها لمواصلة التعاون مع المبعوث الخاص لإنجاح مهمته بتيسير الحوار السوري – السوري للوصول إلى حل سياسي بقيادة وملكية سورية، بالتوازي مع ممارسة حقها الشرعي والقانوني في الاستمرار في مكافحة الإرهاب، وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسوريا".

من جانبه، قدّم بيدرسن، "عرضاً حول نتائج لقاءاته التي أجراها في الفترة الماضية، مشيداً بالتقدم الحاصل في العملية السياسية، ومؤكداً استعداده لبذل الجهود اللازمة للمساهمة في تيسير الحوار السوري – السوري وتحقيق النتائج المرجوة".

وحضر اللقاء نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، ومعاون الوزير أيمن سوسان، ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية.

ومن المتوقع أن يغادر بيدرسن إلى نيويورك عقب اللقاء مع المعلم.

وكان بيدرسن، قد قال لدى وصوله إلى دمشق، الأحد: "أنتظر بفارغ الصبر لقائي مع وزير الخارجية وليد المعلم"، مذكرا بـ"اللقاءات المثمرة" التي أجراها مع المعلم خلال زيارته الأخيرة لدمشق في تموز/يوليو.

وقال الديبلوماسي النرويجي الذي تسلم مهامه في يناير/كانون الثاني، أنه منذ ذلك الحين تم تحقيق "تقدم"، رغم تعثر عملية تشكيل لجنة دستورية منذ أشهر بسبب خلافات بين النظام والأمم المتحدة حول تعيين بعض أعضائها. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، كان قد قال إن الأطراف السورية توصلت إلى "اتفاق" على تشكيل لجنة لإعداد دستور جديد.

ووصل بيدرسن، الأحد، إلى دمشق، لإعادة "إطلاق العملية السياسية"، في زيارة تستمر أقل من 24 ساعة.

ونقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري، عن مصادر وصفتها بـ"المطّلعة"، قولها إن المبعوث الخاص "سيتجاوز الشروط التي وضعها الائتلاف السوري المعارض، وسيمضي في تشكيل اللجنة وفقاً للقرار 2254".

وقالت الصحيفة، أن بيدرسن جاء من أجل "إطلاع" القيادة السورية على الإجراءات والآليات التي ينوي اتباعها، من أجل الحصول على "موافقتها".

وكان الائتلاف السوري المعارض قد طالب، في وقت سابق، بعدم حصر عمل اللجنة في إدخال تعديلات على الدستور الحالي فقط.

وقالت المصادر التي نقلت عنها صحيفة "الوطن" إنه في حال تم الاتفاق مع بيدرسن، فمن المحتمل أن يعلن عن تشكيل اللجنة خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك، على أن تباشر أعمالها نهاية تشرين الأول/أكتوبر في جنيف.

"الوطن" قالت إن بيدرسن "سيبحث في الإجراءات وآلية عمل اللجنة الدستورية، بعد الاتفاق على أسماء هذه اللجنة كاملة، حيث بقيت دمشق متمسكة بلائحة الأسماء التي قدمتها، رافضة إجراء أي تغيير عليها، كما بقيت متمسكة أيضاً بالإجراءات وآليات عمل اللجنة التي تحفظ سيادتها وكرامتها".

وكانت مصادر خاصة قد كشفت لـ"المدن"، إن النظام يعترض على اسمين في قائمة المجتمع المدني (الثلث الثالث من اللجنة الدستورية)، وهناك شخصية ثالثة يدور جدل دولي حولها.

ووفق مصادر "المدن"، فإن النظام أبلغ بيدرسن، أنه لا يقبل بوجود سام دلة، وسامي الخيمي، في قائمة المجتمع المدني، كما أنه من المتوقع إزالة اسم دهام الجربا من القائمة ذاتها واقتراح اسم آخر، وذلك على خلفية جدل دولي حوله، إذ رأت أطراف إقليمية ودولية أن هذا الاسم لا يُعتبر منتمياً إلى قائمة المستقلين أو المجتمع المدني.