ما علاقة تمثيلية العودة إلى خان شيخون بالعفو الرئاسي؟

خالد الخطيب
الإثنين   2019/09/16
(انترنت)
استنفر النظام في حماة أجهزته الأمنية والحزبية والخدمية للترويج لعودة النازحين إلى مناطق حماة الشمالي وجنوبي ادلب التي سيطرت عليها مليشياته في آب/أغسطس. واتهمت المليشيات المعارضة بعرقلة عودة النازحين المقيمين في مناطقها، مروراً بمعبر أبو ضهور شرقي ادلب، وقالت إن العفو الرئاسي الأخير سيسهل عودة آلاف النازحين ويحرج تركيا ويطمئن أوروبا.

وقال قادة في مليشيات النظام الروسية إن قرار العفو الرئاسي يأتي لطمأنة الأهالي والتأكيد على عدم ملاحقتهم وملاحقة أبنائهم من المتخلفين أو المنشقين، وعدم التعرض لهم. ومن المفترض أن يسهم العفو في إحراج تركيا في المفاوضات مع روسيا، خلال جولة مفاوضات الإثنين بين رعاة أستانة، ويسحب منها ذريعة احتشاد آلاف النازحين قرب الحدود، ومن شأن ذلك التعجيل في إطلاق جولة جديدة من المعارك بعد الانتهاء من استقبال النازحين القادمين من ادلب.

قادة في المليشيات شبهوا العفو الرئاسي بـ"عفو النبي محمد يوم فتح مكة"، وتداولوا جملة "اذهبوا فأنتم الطلقاء".

ولليوم الثالث على التوالي ما تزال مليشيات النظام الروسية تنتظر في معبر أبو ضهور قدوم النازحين من ادلب للعودة إلى مناطقهم شمالي حماة وجنوبي ادلب. ولم يدخل المعبر أي مدني أو نازح حتى الآن.

عضو المكتب الإعلامي في "الجبهة الوطنية للتحرير" محمد رشيد، أكد لـ"المدن"، أن القسم الأكبر من أهالي المناطق التي احتلتها المليشيات مؤخراً يقيمون في مناطق المعارضة، ولا يثقون بأي تطمينات وضمانات روسية، ولن تنجح معهم حملات الترويج ودعاية النظام حول العودة والاستقرار والعفو المخادع.

وتداولت مواقع إعلامية موالية صوراً وفيديوهات تظهر أرتالاً من السيارات الخاصة والحافلات تنقل المئات من المدنيين إلى المنطقة مروراً بمعبر مورك. وبدا دخول أرتال النازحين المفترضين احتفالياً، وأشبه بمسيرات مؤيدة للنظام، ورفع العائدون أعلام النظام وصور بشار الأسد. وقالت محافظة حماة، إن أمين فرع حماة لحزب البعث أشرف باشوري، ومحافظ حماة محمد حزوري، شاركوا في احتفالية عودة الأهالي إلى منازلهم.

اللقاءات مع الأهالي بدت متنوعة وتمثيلية، ومُعدّة بشكل مسبق، إذ التقى المحافظ وأمين الفرع مع أطفال يحملون أعلام النظام وصور الأسد أمام منازلهم، ونساء ورجال يلبسون الزي التقليدي في المدينة، وفي مدخل المدينة تجمع عناصر مليشيات "قوات النمر" و"الفيلق الخامس"، والشرطة العسكرية الروسية.

الناشط المدني في مورك محمد السيد، أكد لـ"المدن"، أن النظام يكذب بشأن عودة النازحين إلى المدينة، والمدنيين الذين تحدث النظام عن عودتهم هم من الموالين من أبناء حماة وريفها الشمالي، وبعضهم من الموالين من أبناء المدينة. إذ قامت الأجهزة الأمنية والمحافظة بتجميع العائلات الموالية في مدينة حماة، ونقلتها بحافلات النقل الداخلي إلى مورك ومن ثم جرى توزيعها على الأحياء الأقل تضرراً، قبل جولة مسؤولي النظام.

جولة المسؤولين، وعودة النازحين المفترضة، استمرت لأربع ساعات، قبل إعادة الجميع إلى حماة، لأن مورك وخان شيخون غير صالحة للعيش، فالمرافق والخدمات والجزء الأكبر من المنازل مدمر. جزء من أرتال العائدين توجهوا إلى خان شيخون جنوبي ادلب، واستقبلهم قادة في "الفيلق الخامس" والشرطة الروسية، وبدت الدعاية مشابهة مع ما حصل في مورك.

مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة خان شيخون، تيم أبو شمس، أكد لـ"المدن"، أن النظام فشل في الترويج لعودة النازحين إلى مناطق حماة الشمالي، وما جرى بالفعل عبارة عن تمثيلية مكشوفة.

وبحسب أبو شمس، فإن النظام بدأ بالإعداد لمسيرات العودة قبل أسبوع تقريباً، ولم تلقَ الدعوة تجاوباً من الموالين لذلك استعان بالفرق والشعب الحزبية في حماة وريفها للمشاركة في المسيرات. وقد تسرّب تعميم لأمين فرع البعث في ادلب، دعا فيها أمناء الفرق والشعب الحزبية لإدخال عوائل من نازحي المنطقة إلى خان شيخون.

وجاء في تعميم أمين فرع ادلب: "كل رفيق يقوم بتأمين مجموعة من الأهالي حتى نأمن له حافلة أو حافلتين، ويجب أن يكونوا عوائل ومعهم أطفال ويحملون حقائب حتى يتم إدخالهم إلى خان شيخون، رفاقي الأعزاء يرجى تأمين أكبر عدد ممكن من عوائل خان شيخون وتجميعهم في نقطة محددة في كل حارة حتى يتم تأمين حافلات لنقلهم إلى الخان، ويعتبر هذا الكلام تبليغاً رسمياً، ويرجى تأمين أكبر عدد من الأهالي، من 200- 300 عائلة".

أبو شمس، أكد لـ"المدن"، أن أهالي خان شيخون النازحين في ادلب سيخرجون، مساء الاثنين، في مظاهرة غاضبة باسم "أصحاب الأرض"، للمطالبة بخروج المليشيات من المدينة بشكل كامل، ومطالبة المعارضة بتحرير الخان وتسهيل عودة النازحين إلى منازلهم.