تهريب النازحين من لبنان إلى سوريا..برعاية "حزب الله"!

المدن - عرب وعالم
السبت   2019/08/24
(انترنت)
تزايدت مؤخراً عمليات تهريب لاجئين سوريين في لبنان، من المطلوبين أمنياً للنظام، إلى الداخل السوري، عبر شبكات تهريب تتبع لمليشيا "حزب الله" اللبنانية، أو عبر وساطات مع أجهزة أمن النظام، بحسب مراسل "المدن" أحمد الشامي.

إلى مناطق سيطرة المعارضة

أبو رائد، من مدينة القصير، وصل إلى إدلب مؤخراً، بعد حملة التضييق الأخيرة ضد اللاجئين السوريين في لبنان، والأنباء عن تسليم السلطات اللبنانية للنظام مطلوبين ومنشقين عنه. أبو رائد تواصل مع أحد المقربين من "حزب الله" في البقاع، وطلب منه تأمين اتصال له مع قيادي من "حزب الله" في المنطقة ومساعدته للانتقال إلى إدلب. وبعد السؤال عن وجهته، حدد له القيادي موعداً لنقله إلى سوريا، مقابل 1800 دولار عنه، و500 دولار عن كل طفل من أطفاله. واشترط القيادي تأمين المبلغ كاملاً، وإيداعه في مكتب يتعامل معه للتهريب، في مناطق سيطرة المعارضة.

وأضاف أبو رائد، لـ"المدن"، إنه بعد تأمين المبلغ اجتمع بالقيادي الذي لم يسأله شيئاً، ونقله بسيارته الخاصة برفقة عائلته إلى الحدود السورية في البقاع بمحاذاة قرية القصر من الجانب السوري، حيث يوجد سواتر ترابية تفصل بين الجانبين السوري واللبناني. وانتظرت السيارة بضع دقائق قبل أن تقوم جرافة تتبع للحزب، بإزاحة جزء من الساتر الترابي، لتتحرك السيارة عبر حاجز مشترك يتبع لـ"المخابرات الجوية" والهجانة السورية، من دون توقف او سؤال.

سيارة الحزب أقلّت أبو رائد إلى قرية شنشار في ريف حمص الغربي، بعدما مرّت على 9 حواجز لـ"الأمن العسكري" من دون توقف. ثم انتقل أبو رائد وعائلته إلى حافلة تتبع لشركة نقل خاصة وتابعوا الطريق حتى مدينة نُبّل في ريف حلب، عابرين أكثر من 50 حاجزاً. وفي نُبّل تسلمهم مُهرّب من المنطقة، ورافقهم مترجلاً إلى قرية الباسوطة في ريف حلب الشمالي وسلّمهم إلى مسؤول عن مكتب التهريب في الشمال السوري. وهناك تسلم المهرب المبلغ المتفق عليه مع القيادي في الحزب.

وساطة مع "المخابرات الجوية"

فادي من مدينة قارة في القلمون الغربي، قال لـ"المدن"، إنه حاول العودة إلى قارة ضمن القوافل التي ينظمها الأمن العام اللبناني والنظام السوري، أكثر من مرة، لكن في كل مرة كان الجانب السوري يشطب إسمه من القوائم، بسبب مشاركته في الحراك الثوري.

فادي قرر العودة عن طريق مكتب لـ"حزب الله" في مدينة بعلبك، بوساطة أحد الأشخاص المقربين من الحزب. وللمفاجأة، فقد جاءت الموافقة خلال 15 يوماً، بهذه الطريقة، وحصل فادي على "ورقة تسوية" صادرة عن "المخابرات الجوية" تسلمها فور وصوله للأراضي السورية برفقة عناصر من الحزب. فادي دفع 500 دولار ليتوسط من أجله "حزب الله" لدى "الجوية".

مصادر "المدن" أشارت إلى أن عناصر الحزب لا يدخلون كوسطاء في حال كان الشخص الراغب بالعودة ملاحق بسبب ارتكابه "جريمة قتل" وبحقه ادعاءات شخصية. وفي حال تدخلهم لتأمين عودة اللاجئ، فلا يضمن العناصر أمن اللاجئ وسلامته، ويبلغونه أنه في حال تعرضه للاعتقال، فلن يتدخلوا لمساعدته. قوات النظام سبق واعتقلت 15 شاباً من الغوطة الغربية بعد عودتهم عن طريق "حزب الله".