ادلب الجنوبي: تحسن أداء المعارضة في مواجهة مليشيات النظام

خالد الخطيب
الجمعة   2019/08/16
المدن

استعادت المعارضة المسلحة عدداً من مواقعها، وتصدت لمحاولات تقدم مليشيات النظام الروسية، ليل الخميس/الجمعة، في جبهات شرق وغرب خان شيخون جنوبي ادلب، وتبادل الطرفان القصف بالمدفعية والصواريخ، فيما واصلت الطائرات الحربية والمروحية قصفها لقرى وبلدات جنوب وشرق ادلب وكبانة في ريف اللاذقية الشمالي.

معارك كر وفر
تمكنت المعارضة من استعادة السيطرة على عابدين وحرش عابدين، وحاولت التقدم نحو حرش الطويلة بعد معارك عنيفة مع المليشيات في جبهات شمال غربي خان شيخون، ودمرت عدداً من المركبات العسكرية والمدرعات في تل عاس وكفر عين بصواريخ مضادة للدروع والقصف المدفعي والصاروخي لمواقع المليشيات المتقدمة في أكثر من محور، وتسببت هجمات المعارضة وقصفها المركز بمقتل أكثر من 20 عنصراً من المليشيات.

وبرغم خسائر المليشيات الكبيرة إلا أنها استأنفت عملياتها البرية منتصف الليل، وحاولت السيطرة مجدداً على بلدة مدايا، ومهدت لتقدمها بقصف بري عنيف، وقصفت الطائرات الحربية والمروحية البلدة والمزارع المحيطة، وامتد القصف إلى مناطق شمال غرب خان شيخون مستهدفاً قرى وبلدات كفر دن شرقي والنقير والركايا وأرينبة والشيخ دامس والشيخ مصطفى وكفرسجنة وحيش وغيرها.

تقطيع أوصال
تحاول المليشيات التوسع في محور عملياتها البرية غربي خان شيخون باتجاه الشمال والتمدد في مناطق ريف ادلب الجنوبي المحيطة بالطريق الدولي حلب – دمشق من الجهة الغربية، وبدا تركيزها في المحاور العليا أكبر بعد تعثر عملياتها على مشارف خان شيخون، والتي بدت مكلفة للغاية بالنسبة للمليشيات خلال الساعات ال48 الماضية.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن"، أن المليشيات تسعى للتمدد في المحاور العليا شمال غرب خان شيخون وتمهد بقصف جوي وبري عنيف يستهدف المنطقة، ويحقق التقدم المفترض شمالاً استراتيجية تقطيع أوصال مناطق المعارضة وتشتيت دفاعاتها. وبحسب المصدر، في حال نجحت المليشيات بدخول مناطق عمق ادلب الجنوبي سيمكنها ذلك من فتح محور عمليات جديد من الجبهات الشرقية شمال محور عطشان سكيك لتصبح المعارضة أمام خطر حصار جديد.

عمليات مشتركة
أرسلت المعارضة المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محاور القتال في جبهات شرق خان شيخون، ليل الخميس/ الجمعة، وبدا أنها جزء من تحضيرات المعارضة لمواصلة الهجمات المعاكسة ضد المليشيات في محور سكيك تل ترعي، وكانت المليشيات قد خسرت أكثر من 40 عنصراً من صفوفها، الخميس، وغالبية القتلى من عناصر المصالحات، من درعا وحمص وريف دمشق، قاتلوا في صفوف "الفيلق الخامس".

نجحت المعارضة في معارك الاستنزاف التي خاضتها ضد المليشيات شرقي خان شيخون خلال الساعات ال24 الماضية، واستفادت من القصف بالأسلحة الثقيلة والصواريخ المضادة للدروع، ودمرت عدداً كبيراً من الآليات العسكرية المدرعة للمليشيات، وطال قصف المعارضة مواقع المليشيات في الخطوط الخلفية في عطشان وتل مرق وشم الهوى وقبيبات أبو الهدى وغيرها، وتسبب في قطع طرق امدادها بشكل متقطع.

نجاح المعارضة في معارك الاستنزاف يرجع في جزء كبير منه إلى العمل المشترك والتنسيق الجيد بين مختلف التشكيلات والفصائل المعارضة والإسلامية والسلفية، وهي المرة الأولى التي تشترك فيها غرفة عمليات "وحرض المؤمنين" و"أنصار التوحيد"، بعدد وعتاد كبيرين، وكان للتنظيمات الجهادية دور بارز في تحسن أداء المعارضة مؤخراً.

اشتراك التنظيمات السلفية بفاعلية أكبر في المعارك جاء بعد صدور بيان من قيادة تنظيم "القاعدة"، الخميس، يأمر التنظيمات بالقتال واستنفار كل طاقتها للتصدي للمليشيات.

الجيش الوطني
الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني" الرائد يوسف حمود، أكد لـ"المدن"، أن قيادتي "الجيش الوطني" و"الجبهة الوطنية للتحرير"، اجتمعتا مؤخراً لبحث تطورات الوضع الميداني جنوبي ادلب، واتفقتا على بذل جهود حربية مضاعفة للتصدي لمليشيات النظام.

وبحسب حمود، سيرسل "الجيش الوطني"، تعزيزاته العسكرية المتنوعة تباعاً إلى الجبهات لتشترك في القتال إلى جانب فصائل "الجبهة الوطنية".

وتؤكد قيادات فصائل "الجيش الوطني"، أن تعزيزاتها المفترضة ليست إعلامية، وهي تعزيزات جدية سيكون لها أثر ظاهر في الميدان لصالح المعارضة.

مصدر عسكري معارض أكد لـ"المدن"، أن تعزيزات "الجيش الوطني" قد تحدث تغيراً في موازين القوى لصالح المعارضة في حال كانت كبيرة ومنظمة، وجرى توزيعها بشكل مجدٍ في الجبهات الساخنة والهادئة. وبحسب المصدر، ستكون التعزيزات ذات فاعلية أكبر إذا كانت تضم كميات كبيرة من السلاح الثقيل والمضاد.