ما دور "حزب الله" في اغتيالات درعا؟

سمير السعدي
الأربعاء   2019/07/31
Getty ©
تجاوز عدد عمليات ومحاولات الإغتيال في درعا 13 عملية خلال اليومين الماضيين، استهدف العدد الأكبر منها قادة "المصالحة"، بالتزامن مع إعادة انتشار "حزب الله" في درعا والقنيطرة.

وقُتِلَ القيادي السابق في "ألوية سيف الشام" عاصم الصبيحي، بعد إطلاق النار عليه في بلدة تل شهاب غربي درعا، ليل الثلاثاء. ويعتبر الصبيحي من قادة "المصالحة" العاملين في صفوف "الفرقة الرابعة"، وعلى تواصل مباشر مع "مكتب أمن الفرقة" الذي يرأسه المقدم محمد العيسى.

وسبق مقتل الصبيحي، اغتيال شخصين في مدينة جاسم، واثنين في مدينة درعا بالقرب من المربع الأمني الذي تسيطر عليه قوات النظام. في حين، نجا قياديان في "جيش الثورة" سابقاً، من محاولة اغتيال بعبوة متفجرة استهدفت مقر إقامتهم في منطقة العجمي غربي درعا.

ارتفاع وتيرة الاغتيالات بشكل ملحوظ في درعا يُشيرُ بقوة إلى تورط خلايا تعمل لصالح "حزب الله" والنظام، بشكل منظم، وتتلقى تسهيلات منهما. بعض العمليات باتت تنفذ في وضح النهار، وبوسائل مختلفة، كالأسلحة الكاتمة للصوت والعبوات الليزرية المتفجرة التي سبق واستخدمها الحزب في استهداف طرق إمداد المعارضة قبل السيطرة على المنطقة.

إعادة انتشار

قبل أيام عادت مجموعات تابعة لمليشيا "حزب الله" من البادية السورية إلى درعا والقنيطرة، بهدف تعزيز تواجدها بمساعدة أبناء المنطقة وبالتنسيق مع "الفرقة الرابعة".

ويعمل الحزب مؤخراً على تشكيل مجموعات محلية من أبناء درعا والقنيطرة، بأعداد قليلة، لتتمركز بالقرب من الحدود مع الجولان المحتل. ويقتصر دور قادة الحزب اللبنانيين على تدريب المقاتلين السوريين، ومتابعة تنفيذ العمليات الأمنية في المنطقة.

وكانت إيران قد سحبت أكثر من 30 نقطة ثابتة في أرياف درعا ودمشق والقنيطرة، تدريجياً منذ منتصف العام 2018 على وقع الضربات الإسرائيلية المتكررة، والتكاليف المادية والخسائر في الأرواح لعناصر "حزب الله". ولم يبق منها اليوم سوى معسكرات تدريب للعناصر الجدد في صفوف الحزب من أبناء المنطقة. وهذا ما يفسر انخفاض عدد القتلى اللبنانيين في صفوف الحزب، في الضربات الإسرائيلية الأخيرة. فقد أسست مليشيا الحزب معسكرات تدريب لعناصرها السوريين في منطقة اللجاة في ريف درعا الشمالي، بعد تهجير أهالي بعض القرى والبلدات القريبة منها منذ آب/أغسطس 2018.

العداء لاسرائيل.. أم للمعارضة؟

رغم كل الحديث عن الاستعدادات الإيرانية للمواجهة مع إسرائيل، لا يبدو أن تركيز "حزب الله" منصب على التجهيز لقتال اسرائيل، بل لتصفية أي وجود معارض للنظام حتى ولو كان ضمن صفوف فصائل "التسوية".

فقد كُلّفت المجموعات السورية المنضمة للحزب، بمهام أمنية كاغتيال قادة سابقين في المعارضة أو عمليات خطف لمعارضين وتسلميهم لفروع الأجهزة الأمنية المقربة من إيران. وشهدت درعا والقنيطرة، منذ اتفاق "التسوية" منتصف العام 2018، أكثر من 125 عملية اغتيال أو محاولة اغتيال لقادة سابقين في المعارضة، تركزت في ريف درعا الغربي.

وعمليات الاغتيال ليست مقصورة على طرف واحد، ففي الوقت الذي تستهدف فيه مجموعات من الحزب قادة في "الفيلق الخامس" أو بعض رافضي "التسوية"، تقوم مجموعات تابعة لـ"الأمن العسكري" باستهداف عناصر وقادة سابقين في المعارضة انضموا لـ"الفرقة الرابعة" ومليشيا "حزب الله".

المشترك في تلك العمليات أن قتلى الطرفين هم من قادة فصائل المعارضة السابقين من أبناء درعا والقنيطرة. ويشير ذلك إلى مخطط لضرب قادة "التسوية"، سواء كانوا تابعين لإيران أو روسيا.

مصادر "المدن" أشارت إلى أن العناصر المكلفين بعمليات اغتيال لصالح الحزب، يحصلون على تجهيزات لوجستية لتنفيذ العملية، ومكافأة تصل إلى 3 آلاف دولار للعملية الناجحة.

مشهور زيدان

عمليات الاغتيال الأخيرة في القنيطرة استهدفت بعض قادة فصائل المعارضة الذين سبق لهم التعاون مع إسرائيل. مصدر "المدن" أكد أن مقتل القيادي مشهور زيدان، قبل أيام، كان بإشراف الحزب والنظام، وليس كما أشيع عن مقتله بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة. المصدر قال إن قرار تصفية زيدان اتخذ بعد غيابه لأكثر من 4 أشهر تضاربت الأنباء حولها، بين اعتقاله في سجون الحزب أو هربه إلى إسرائيل. وأشار المصدر إلى أن علاقة زيدان بإسرائيل، هي سبب اغتياله بعد اكتشاف أمره.

وزيدان، من بلدة حضر، وقد قالت وسائل إعلام النظام إنه اختفى لشهور مطلع العام 2019، في الغوطة الشرقية. لكنه عاد للظهور لاحقاً، من دون أي تفسير منطقي. مصادر "المدن" أشارت إلى أنه كان محتجزاً لدى مليشيا "حزب الله"، بعد الاشتباه بأنه "عميل مزدوج" له علاقة بالجانب الإسرائيلي.

لذا، فقد جاءت تصفية زيدان من قبل النظام و"حزب الله"، واتهام طائرة إسرائيلية مسيرة بقصف سيارته. إذ يُعتقد أن زيدان كان مسؤولاً عن تسريب معلومات حساسة للجانب الإسرائيلي عن مواقع إيران و"حزب الله" في الجنوب السوري، بعدما لعب دوراً مهماً في إنشاء شبكة "حزب الله" في القنيطرة.