من "خرّب" خطوط النفط في بانياس؟

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2019/06/24
(انترنت)
أعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية عن خروج عدد من خطوط "مرابط" النقل البحرية في بانياس، عن الخدمة، بعد تعرضها لـ"عملية تخريبية"، ما تسبب بتسرب نفطي في منطقة المصب البحري.

وقالت الوزارة في بيان، نشرته في "فيسبوك"، إنه "تم الإعلان عن وجود تسرب نفطي بمنطقة المصب البحري في بانياس، فقامت ورشة الغطّاسين التابعة للشركة السورية لنقل النفط، بالكشف تحت الماء على الخطوط البحرية للمرابط في منطقة التلوث، ليتبين وجود اعتداء على ستة خطوط عائدة للمرابط الثاني والثالث والرابع أدت إلى خروجها من الخدمة".

وأضافت الوزارة أن "الاعتداء" تم عبر زرع عبوات ناسفة على خطوط النقل الستة، عن طريق "التبشيم"، ولم تتهم أو تصرح بالجهة التي تقف وراء ما حدث.

ووصف وزير النفط والثروة المعدنية علي غانم، ما حدث بـ"العمل الإرهابي"، خلال اتصال مع قناة تلفزيونية، وتحدث عن أضرار كبيرة في ثلاثة مرابط، يحوي كل منها على خطي نقل للنفط الخام، من أصل سبعة مرابط عاملة في مصفاة بانياس.

وذكر غانم أن الورشات الفنية "قامت مباشرة ببدء العمل على إصلاح هذه الخطوط، وأنه خلال الساعات القليلة المقبلة سيعود العمل في مصب بانياس، واستقبال السفن، والقيام بعمليات تكرير النفط الخام"، مشيراً إلى أن القطاع النفطي في سوريا لطالما كان مستهدفاً خلال "الحرب على سوريا"، ولحقت به خسائر كبيرة، مباشرة وغير مباشرة، تجاوزت 74 مليار دولار أميركي.

وعادت مصفاة بانياس إلى الخدمة في نيسان/ابريل، لتعمل بفترات متقطعة، بعد وصول دفعات من النفط الخام إليها. وكانت المصفاة توقفت عن العمل لفترة طويلة، بسبب انقطاع إمدادات النفط الخام المستورد، نتيجة العقوبات المفروضة على سوريا، ما اضطر النظام للاعتماد على النفط الخام الوطني، المُجمع في مصفاة حمص، حسب تصريح سابق لمدير شركة مصفاة بانياس بسام سلامة.

وتحتاج سوريا يومياً لما يقارب 100 ألف برميل من النفط الخام، لا يتوافر منها سوى 20 إلى 25 ألف برميل فقط، في حين كان إنتاجها قبل عام 2011 يقارب الـ350 ألف برميل، يُصدر منه 250 ألفاً.

وكانت القوات الروسية قد استولت على مصفاة بانياس، الأكبر في سوريا والميناء النفطي الوحيد، في العام 2016. وأشارت وكالة أكي الايطالية حينها إلى أن "النظام السوري أخلى بناءً إدارياً من جميع موظفيه وموجوداته، وقام بتسليمه للروس، حيث يقيم به الآن ضباط وتقنيون روس، يقومون بالإضافة إلى مهامهم العسكرية بالإشراف على كل ما يتعلق بالمصفاة وتشغيلها وإيراداتها وخطط عملها، وحتى القرارات الإدارية فيها دون أن يحتكوا بالعمال والموظفين".

كما أكّدت أن الشركة السوريّة لنقل النفط، التي تتخذ من المصفاة مقراً أساسياً لها، "باتت مربوطة بالقرار الروسي أيضاً، ولا يحق للإدارة التصرف من دون إذن خطّي مُسبق من الخبراء الروس"، على حد وصفها.

وكان موقع يتبع إلى "الفوج 46 قوات خاصة"، بالقرب من قرية حرف بنمرة القريبة من مصفاة بانياس، قد تعرض لاستهداف بصاروخين اسرائيليين في أيلول 2018. وتمركزت في تلك النقطة قوات إيرانية، مستفيدة من مظلة الحماية الروسية في الساحل.

وكانت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية قد قالت إن ميناء بانياس قد يُصبح في المستقبل هدفاً عسكرياً لطهران، انطلاقاً من استعمالها المتكرر له لتزويد سوريا بالنفط. وتتوسط بانياس المسافة بين قاعدة حميميم في اللاذقية، والقاعدة العسكرية الروسية في طرطوس.