حماة الشمالي: النظام والمعارضة يتجهزان لجولة قتال جديدة

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2019/05/24
Getty ©
شهدت جبهات القتال بين المعارضة المسلحة ومليشيات النظام الروسية هدوءً حذراً، ليل الخميس/الجمعة، من ناحية الاشتباك ومحاولات التقدم، ولكن قصف مليشيات النظام الروسية تواصل، جواً وبراً. وبدأت المليشيات تنعى قتلاها في معارك اليومين الماضيين، وتهدد بالانتقام وإرسال تعزيزات وفتح المزيد من محاور القتال. وتقول المعارضة إنها ماضية في معاركها وهي في طور التجهيز للجولة الثانية من المواجهات بهدف استعادة كامل مناطقها.

القائد العسكري في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، أكد لـ"المدن"، أن عمليات المعارضة العسكرية الهجومية مستمرة حتى استعادة كامل المناطق التي خسرتها الفصائل لحساب المليشيات. وأضاف إنه "قبل انطلاق الجولة الجديدة من المعارك هناك تحضيرات لتطوير العمليات الهجومية، وتوزيع المهام القتالية، بشكل يتناسب مع حجم النيران التي تستفيد منها المليشيات في تحصين مواقعها".

وخسرت المعارضة في المعارك الأخيرة العشرات من مقاتليها، سقط العدد الأكبر منهم في المواجهات مع المليشيات في تل هواش وكفرنبودة، وآخرين قتلوا بانفجار الألغام والقصف الجوي والبري، ومضادات الدروع التي استخدمتها المليشيات بكثافة مؤخراً. العدد الأكبر من القتلى خسره "جيش العزة" الذي نعى، الخميس، 20 مقاتلاً على الأقل.

وشنت الطائرات الحربية أكثر من 100 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والارتجاجية، مستهدفة مدن وبلدات شمالي حماة وجنوبي ادلب. وألقى الطيران المروحي عشرات البراميل المتفجرة. واستهدفت المليشيات، بالمدفعية والصواريخ، غالبية المناطق التي استهدفها سلاح الجو. واستهدف القصف مواقع المعارضة القريبة من خطوط التماس. قصف المليشيات كان انتقامياً، وهو الأعنف على الإطلاق منذ بدء الحملة البرية، وبدا أنه تمهيد ناري أكثر حدة لأعمال برية تحضر لها المليشيات.

قصف المليشيات تسبب بمقتل 8 مدنيين على الأقل. وقتل مدنيان في كفرنبل، وقتلت الغارات طفلتين في كفر عويد. وقتل مدنيان في كفر سجنة، وشخص في حيش. واستهدفت الغارات والقصف البري بلدات الهبيط وخان شيخون والقصابية وعابدين وركايا سجنة ومحيط وترملا ومعرة الصين والمنطار وأطراف معرة النعمان ولطمين وكفر زيتا وغيرها. القصف الجوي استهدف مشفى كيوان في كفر عويد ما تسبب بخروجه عن الخدمة.

قتلى المليشيات في معارك حماة، خلال الساعات الـ72 الماضية، فاق 120 قتيلاً، توزعوا على الأفواج التابعة لمليشيا "قوات النمر"، التي خسرت 50 عنصراً على الأقل، من "فوج الحوارث" و"فوج وعد مخلوف" و"فوج الهواشم" و "فوج الحيدر" و "فوج الطرماح". ومن بين القتلى أكثر من 10 ضباط برتب صغيرة. أما "الفيلق الخامس اقتحام"، فقد خسر 30 عنصراً، ومن بينهم قائد أحد قطاعات العمليات العقيد مروان محمد صالح. وتوزع العدد الباقي من القتلى على "الفرقة 11" و"الفرقة الأولى مدرعات" وغيرها من مليشيات النظام الروسية.

ويعزو قادة المليشيات، تراجعهم في جبهات حماة، إلى اعطاء الفرصة للمعارضة لتطبيق وقف إطلاق النار، والذي اعتبروه خديعة من المعارضة التي استغلت الفرصة لتجهز لهجوم مفاجئ. وتداولت مواقع إعلامية موالية صوراً لمدرعات تركية، زعمت أن مقاتلي المعارضة يستخدمونها في المعارك، كما زعمت مشاركة ضباط أتراك في العمليات البرية. زعيم مليشيا "النمر" العميد سهيل الحسن، كان قد ظهر في فيديو مصور، وهو يبرر ما حدث بأنهم كانوا يقاتلون القوات الخاصة الأميركية والتركية في ريف حماة الشمالي.

وألقت الطائرات المروحية منشورات ورقية على مناطق المعارضة في ريفي حماة وادلب تدعو فيها مقاتلي المعارضة إلى الانسحاب من مواقعهم، وتدعو المدنيين إلى مغادرة المنطقة، بالتزامن مع الإعلان عن افتتاح ممرين انسانيين لخروج المدنيين، في أبو ضهور شرقي ادلب ومورك شمالي حماة. الأمر الذي اعتبره عضو "مركز المصالحة" في قاعدة حميميم الشيخ عمر رحمون، مؤشراً على التصعيد واستمرار "معركة ادلب الكبرى". وتحدث رحمون عن وصول المزيد من التعزيزات للمليشيات بهدف فتح محاور قتال جديدة، وأضاف أن جميع التعزيزات والقوات المتمركزة في ريف حماة تتبع لقوات موالية لروسيا وليس هناك أي مشاركة لقوات موالية لإيران.