ماكرون يحذّر من دور روسي-أميركي..لتفكيك أوروبا

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2019/05/21
Getty ©
اتهم الرئيسي الفرنسي إيمانويل ماكرون، القوميين في فرنسا بالتواطؤ مع قوى أجنبية بهدف تفكيك أوروبا، مشيراً على وجه الخصوص الى مستشار الأمن القومي الأميركي ستيف بانون ومتموّلين روس "لم يتدخّلوا يوماً لهذا الحدّ".


وقال ماكرون خلال مقابلة مع صحف مناطقية فرنسية "لا يمكننا إلاّ أن نشعر بالقلق. ينبغي على المرء ألا يكون ساذجاً، لكنّي لا أخلط بين الدول وبعض الأفراد، حتى إذا كانوا مجموعات ضغط أميركية أو أوليغارشيين روساً قريبين من الحكومات".

وأكّد الرئيس الفرنسي أنّ الانتخابات التي ستجري في دول الاتحاد الاوروبي الـ 28 بين 23 و26 أيار/مايو الحالي "هي الأكثر أهمية منذ 1979 لأنّ الاتّحاد يواجه خطراً وجودياً".

وتسعى الأحزاب اليمينية المتطرفة أو القومية المناهضة للوحدة الأوروبية، إلى زيادة عدد مقاعدها في هذه الانتخابات التي سيتم خلالها تجديد البرلمان الأوروبي.

ورجحت استطلاعات للرأي تمكّن 173 مرشحاً من تلك الأحزاب من دخول البرلمان، بما يزيد عن 19 نائباً عما حققته الأحزاب ذاتها في أخر انتخابات برلمانية في 2014.

وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّ "من لا يؤمن بمستقبل أوروبا هو عدوّ لها. القوميون الذين يريدون تقسيمها هم أعداؤها الأوائل".

وندّد ماكرون بما اعتبره "تواطؤاً بين القوميين ومصالح أجنبية" من أجل "تفكيك أوروبا"، مصوّباً خصوصاً على ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعلى المتموّلين الروس الذين يدعمون "أحزاباً متطرّفة".

وقال ماكرون "للمرة الأولى أرى تواطؤاً بين القوميين ومصالح أجنبية هدفه تفكيك أوروبا".

وأضاف أنّ بعضاً من "قادة جماعات الضغط من أمثال بانون، القريبين من السلطات الأميركية" يأملون في انهيار الاتحاد الأوروبي ويسعون لتحقيق هذا الهدف.

وكان رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب ندّد، الإثنين، بالدعم الذي حصلت عليه زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن من بانون.

كما لفت ماكرون إلى أنّه "لم يسبق للروس ولبعض الجهات الأخرى أن تدخّلوا إلى هذا الحدّ في تمويل ومساعدة الأحزاب اليمينية".

ودعا الرئيس الفرنسي إلى "معاهدة تأسيسية" للاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات الأوروبية المقرّرة الأحد المقبل، وذلك بهدف "تحديد إستراتيجية أوروبا للسنوات الخمس المقبلة".

وقال "أريد معاهدة تأسيسية أوروبية بعد الانتخابات، بحيث يأخذ رؤساء الدول والحكومات مع المفوضية الجديدة ومسؤولي البرلمان والمواطنين، وقتهم لتحديد استراتيجية أوروبا على مدار السنوات الخمس المقبلة، بما في ذلك التغييرات التي يريدون إدخالها على المعاهدات".

وكانت فضيحة قد هزت حزب اليمين المتطرف في النمسا، إثر انتشار تسجيل مصور لنائب مستشار النمسا اليميني المتشدد هاينز-كريستيان شتراخه، ناقش فيه قبيل وصوله إلى السلطة مع امرأة يعتقد أنّها قريبة من أوليغارشي روسي احتمال دعمه مالياً في مقابل توفير عقود حكومية في النمسا.

وفككت الفضيحة ذات الأبعاد الروسية، تحالف اليمين المتطرف واليمين في النمسا، وأثارت القلق الأوروبي حيال الأيدي الروسية والقوى الأميركية اليمينية التي تضخ الأموال لدعم الأحزاب المتطرفة في أوربا.

ودق مسؤولون عديدون من الغالبية الرئاسية في فرنسا الناقوس الأحد ضدّ اليمين المتطرف المتهم بكونه "حصان طروادة" لخطط الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين لإضعاف أوروبا.