تحريض ترامب على إيران:إسرائيل تسحب يدها

المدن - عرب وعالم
السبت   2019/05/18
نتنياهو لا يريد تحمّل مسؤولية الحرب مع إيران (Getty)
نقل موقع "المونيتور" بنسخته العبرية عن أوساط إسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يخشى أن يحمّله الرأي العام والنخب السياسية في الولايات المتحدة المسؤولية عن الخسائر التي قد تتعرض لها الولايات المتحدة، في أعقاب اندلاع مواجهة عسكرية مع إيران.

وقال المعلق الإسرائيلي بن كاسبيت السبت، إن نتنياهو أصدر تعليماته لوزرائه وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين بعدم إصدار أية تصريحات يُستشف منها أنها تمثل حماسة لنشوب هذه المواجهة.

وأضاف في تحليل في "المونتور"، أن نتنياهو يعي تماماً أن الكثيرين في الغرب اتهموه بتوريط الولايات المتحدة في غزو العراق واحتلاله.

وذكر كاسبيت أن نتنياهو قال في إفادة أمام إحدى لجان الكونغرس قبيل إقدام الولايات المتحدة على غزو العراق، إن إسقاط نظام صدام حسين يكتسب أهمية كبيرة، لأن هذا النظام يعمل على تمكين العراق من الحصول على سلاح نووي. وقال: "لقد أثبتت الوقائع أن تحذيرات نتنياهو من نظام صدام حسين لم تكن في مكانها".

ونقل كاسبيت عن مسؤول أمني إسرائيلي سبق أن عمل تحت إمرة نتنياهو قوله: "لا شك في أن نتنياهو يبتهل في الغرف المغلقة ويتمنى أن يتمكن جون بولتون من إقناع ترامب بتوجيه ضربة قاصمة للنظام الإيراني".

وتابع: "على الرغم من أن نتنياهو معنيّ بإبعاد إسرائيل عن المواجهة مع إيران، إلا أنه قد لا ينجح في ذلك في النهاية، بحيث قد تجد إسرائيل نفسها متورطة في هذا الصراع، على اعتبار أن إيران يمكن أن تشرع في استهداف تل أبيب مباشرة مع بدء أية مواجهة عسكرية محتملة مع واشنطن".

ونقل كاسبيت عن مصدر عسكري إسرائيلي كبير قوله: "للإيرانيين حساب طويل معنا، فجيشنا هو الجيش الغربي الوحيد الذي خاض مواجهات مباشرة مع الحرس الثوري الإيراني، الذي تعرّض لهجمات كثيرة نفّذتها إسرائيل داخل سوريا، وهم بالتالي يتحيّنون الفرصة للرد والانتقام".

وأشار المعلق الإسرائيلي إلى أن القيادة الإسرائيلية تتخوف من إمكانية أن يتراجع ترامب أمام إيران، لأنه غير معني بمواجهة مع طهران، مما يمكنها من تطوير مشروعها النووي.

من ناحية ثانية، حذّر معلق الشؤون الأميركية في صحيفة "هآرتس" حامي شليف من التداعيات الاستراتيجية التي يمكن أن تنعكس سلباً على مصالح إسرائيل في حال اندلعت مواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

وفي تحليل نشره موقع الصحيفة السبت، قال شليف إنه في حال انفجرت مواجهة عسكرية بين واشنطن وطهران وأسفرت عن مقتل جنود أميركيين، فإن الأوساط الديموقراطية ستحمّل إسرائيل جزءاً من المسؤولية عن ذلك، وذلك بفعل حماسة نتنياهو لهذه المواجهة وتحريضه ترامب عليها.

ولم يستبعد المعلق الإسرائيلي أن يصل ترامب نفسه في أعقاب هذه المواجهة إلى استنتاج مفاده أن مراعاة مواقف نتنياهو في الأزمة مع إيران تضر بالمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، مما قد يدفعه إلى فك الارتباط مع حكومة اليمين في تل أبيب.

وفي السياق، سلطت صحيفة "جيروزاليم بوست" السبت، الضوء على تصاعد أصوات أميركية من أقصى اليسار وأقصى اليمين تتهم إسرائيل بالوقوف وراء تحديد شكل السياسة الخارجية الأميركية تجاه إيران.

وقالت إن الكثيرين باتوا يقولون إن "أبرز من يدفع ترامب باتجاه المواجهة العسكرية مع إيران هم وزير الخارجية مايك بومبيو، وبولتون، ونتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان"، مضيفة أن الاتهامات تتصاعد ضد إسرائيل تحديداً باعتبارها "اللاعب الغامض وراء السياسة الأميركية تجاه إيران".

وتنسب الصحيفة إلى باتريك بوكانان (من كبار مستشاري رؤساء الولايات المتحدة السابقين مثل ريتشارد نيكسون، وجيرالد فورد ورونالد ريغان، وهو مرشح رئاسي سابق) في رده على سؤال "من يريد هذه الحرب مع إيران؟" قوله إنهم "بومبيو وبولتون وبنيامين نتنياهو، ومحمد بن سلمان".

وأضافت أن هذا الربط بين مستشار الأمن القومي والسعودية ونتنياهو هو ربط دائم الحضور لدى اليمين واليسار المتشددين في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال كتب مستشار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بين رودز في تغريدة قبل يومين: "بولتون ومحمد بن سلمان وبيبي يدفعون باتجاه المواجهة مع إيران".

وقالت "جيروزالم بوست" إن "هناك تاريخاً طويلاً لاتهام إسرائيل بأنها تقف وراء التوتر بين واشنطن وطهران في دوائر وزارة الخارجية الأميركية".

أما تولسي جابارك الساعية للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة الأميركية، فألقت الأسبوع الماضي باللوم على السعودية، ونتنياهو و"القاعدة" لدفعها تجاه شن حرب ضد إيران.

وفي ما يخص موقف اليمين الأميركي المتطرف، قالت الصحيفة إن "اليمين المعادي للسامية يتهم أيضاً إسرائيل بالوقوف وراء سياسات ترامب".

وأبدت "جيروزاليم بوست" قلقها من تصاعد هذه النبرة المنتقدة لإدارة نتنياهو قائلةً: "لقد بات من الصعب التمييز إن كان المعلقون هؤلاء ينتمون إلى اليمين أم اليسار، أو حتى الوسط، فالكثير من التغريدات باتت تقول إن تهديدات ترامب لإيران هي ذاتها تصريحات بيبي".