السودان:المعارضة تقاطع المجلس العسكري..والسعودية تدعمه

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2019/04/22
عشرات الآلاف احتشدوا في مقر الاعتصام للاستماع لإعلان قوى الحرية والتغيير (Getty)
أعلنت قوى الحرية والتغيير في السودان، تعليق التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي، وإرجاء إعلان مجلسها الرئاسي المدني.

وأتى الإعلان في مؤتمر صحافي للقوى التي تقود الاحتجاجات منذ 4 شهور، فيما احتشد عشرات الآلاف في ميدان الاعتصام أمام مقر الجيش السوداني في العاصمة الخرطوم، في انتظار الإعلان عن المجلس الرئاسي المدني.

وقال المتحدث باسم تجمع المهنيين محمد الأمين عبد العزيز أمام المعتصمين، إن قوى التغيير والحرية قررت استمرار التظاهر وإيقاف أي تفاوض مع المجلس العسكري. واعتبر أن المجلس العسكري سلطة انقلابية، وأن التظاهر والاعتصام مستمر حتى إسقاط العسكر.

وأشار إلى عدم جدية المجلس لا سيما عقب اجتماعهم معه السبت، بسبب رغبته في التفاوض مع قوى الحوار الوطني الموالية للنظام السابق. وأوضح أن إعلان إرجاء المجلس المدني إلى موعد لاحق في غضون أيام يأتي لمزيد من التشاور.

وقال: "نعلن المواجهة مع المجلس العسكري حتى يسلم السلطة للمدنيين". وتابع أن قوى التغيير "ستملأ كل المناصب في المجلس الرئاسي والحكومة‎" دون إفراد مقاعد للجيش أو المؤسسة العسكرية كما أعلنت سابقاً.

ويأتي هذا التصعيد من المحتجين بوجه المجلس العسكري في وقت أعلنت السعودية أنها قدمت مع الإمارات دعماً مالياً للسودان قدره ثلاثة مليارات دولار، في خطوة إضافية لدعم المجلس العسكري الانتقالي.

وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إن البلدين سيقومان بـ"تقديم حزمة مشتركة من المساعدات لجمهورية السودان يصل إجمالي مبالغها إلى ثلاثة مليارات دولار، منها 500 مليون دولار مقدمة من البلدين كوديعة في البنك المركزي لتقوية مركزه المالي، وتخفيف الضغوط على الجنيه السوداني، وتحقيق مزيد من الاستقرار في سعر الصرف".

وأضاف البيان أنه سيتم صرف باقي المبلغ لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب السوداني و"تشمل الغذاء والدواء والمشتقات النفطية".

وكانت السعودية والإمارات قد التزمتا الصمت لمدة يومين بعدما أطاح الجيش السوداني بالرئيس البشير في 11 نسيان/أبريل، حيث واصل المحتجون حراكهم ضد المجلس العسكري الانتقالي، ما اضطر وزير الدفاع عوض بن عوف لترك رئاسة المجلس العسكري، ثم أعلن البلدان دعمهما للمجلس فور تولي عبد الفتاح البرهان رئاسته.

وبعد ساعات من أداء البرهان اليمين الدستورية وجه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إلى السودان تشمل أدوية ومشتقات بترولية وقمحا، ثم وجه رئيس الإمارات خليفة بن زايد بالتواصل مع المجلس الانتقالي لبحث مساعدة الشعب السوداني.

كما أجرى قادة الإمارات والسعودية اتصالات هاتفية مع عبد الفتاح البرهان، ووصل وفد رفيع المستوى من البلدين إلى الخرطوم الثلاثاء الماضي للقاء البرهان.

من جهة ثانية، قال الناطق باسم المجلس العسكري الانتقالي في السودان شمس الدين كباشي إن قمة أفريقية ستعقد في مصر الثلاثاء لبحث الوضع في السودان. وأكد أن المجلس العسكري شرح لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي خلال زيارته الأخيرة للسودان أن ما تم ليس انقلاباً بل انحياز إلى الشعب.