رومانيا تنقل سفارتها للقدس.. والفلسطينيون تقلقهم محاباة اليمين

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2019/03/25
جانب من تظاهرة مناهضة لمؤتمر "ايباك" 2019 ومناصرة للفلسطينيين في واشنطن (غيتي)
أكد المجلس الوطني الفلسطيني في بيان، الإثنين، أنه "لا شرعية لأي إعلان أو اعتراف من أي جهة كانت بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال".

واعتبر المجلس أن تلك التصريحات والأفعال "تنتهك قرارات الشرعية الدولية التي طالبت كل الدول بالامتناع عن إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس". كما وصفها بأنها "تشكل إعلاناً صريحاً بانحيازها لجانب المعتدي والمحتل الإسرائيلي، وتشكّل خطراً داهماً على الأمن والسلم الدوليين".


يأتي ذلك بعدما وعدت رئيسة حكومة رومانيا، فيوريكا دانسيلا، بنقل مقر سفارة بلادها في إسرائيل، من تل أبيب إلى القدس، وذلك في كلمة ألقتها في الولايات المتحدة، خلال في اليوم الأول من مؤتمر اللوبي الأميركي الموالي لإسرائيل "أيباك".

وقالت دانسيلا في كلمتها: "أعلن أمامكم اليوم بسرور، وبعد الانتهاء من الاجراءات الدستورية اللازمة (...) بأنني بصفتي رئيسة للحكومة وباسم الحكومة التي أترأسها، سيتم نقل سفارة رومانيا إلى القدس عاصمة إسرائيل"، وهو قرار يكتسب أهمية كبيرة كون رومانيا تترأس حالياً الاتحاد الأوروبي الذي يعارض مثل هذه الخطوة.


ولا بد من موافقة رئيس البلاد في رومانيا، كلاوس يوهانيس، على هذا القرار ليصبح نافذاً. لكن الأخير يعارض هذه الخطوة. وقال الرئيس الروماني في بيان: "السيدة دانسيلا بكلامها المتعلق بنقل السفارة إلى القدس، برهنت مرة جديدة عن جهلها الكامل في مجال السياسة الخارجية في ما يتعلق بالقرارات المهمة للدولة الرومانية".

واتهم يوهانيس، رئيسة الحكومة، بـ"التسرع في إصدار مواقف علنية في غياب أي قرار بهذا الشأن". وأعلن أنه لم يتلق بعد، التحليل الذي وعدت به الحكومة لتقديم الحجج التي تدعم أو تعارض هذه الخطوة.

وسبق أن اعتبر يوهانيس، في مواقف سابقة، أن نقل السفارة إلى القدس "يمثل انتهاكاً للقانون الدولي"، وأن على بوخارست الاحتفاظ بـ"موقف متوازن" بشأن الشرق الأوسط.

من جهته، ألغى ملك الأردن، عبد الله الثاني، زيارة مجدولة إلى رومانيا بعد تصريحات رئيسة وزرائها بشأن نقل سفارتها إلى القدس. وأكد الديوان الملكي الأردني في بيان أن "الملك عبد الله قرر إلغاء زيارته إلى رومانيا، التي كان من المقرر أن تبدأ الاثنين، وذلك نصرة للقدس". 

ووفق البيان ذاته، فقد كانت أجندة الزيارة الملكية إلى رومانيا تشتمل على لقاءات ثنائية للملك عبد الله، مع الرئيس الروماني ومسؤولين في البرلمان، بالإضافة إلى مشاركته في جولة من "اجتماعات العقبة" التي كان من المفترض أن تستضيفها رومانيا بالشراكة مع الأردن.

وفي السياق، وصف رئيس هندوراس، خوان أورلاندو هيرنانديز، القدس، بأنها عاصمة إسرائيل، وقال إن بلاده ستفتح مكتباً هناك للتجارة والتعاون، لكنه لم يعلن نقل السفارة من تل أبيب.

وقال هيرنانديز في بيان أصدرته حكومته: "لقد أعلنت اليوم الخطوة الأولى، وهي فتح مكتب تجاري في القدس عاصمة دولة إسرائيل، وسيكون هذا امتداداً لسفارتنا في تل أبيب". وأضاف: "قلت إن خطوة ثانية ستواجه الكثير من الهجمات من أعداء إسرائيل والولايات المتحدة، لكننا سنستمر في هذا الطريق".

وكانت غواتيمالا وهندوراس، ضمن حفنة من الدول التي انضمت إلى إسرائيل والولايات المتحدة، في التصويت ضد قرار للأمم المتحدة الذي يدعو واشنطن إلى إلغاء اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وتعليقاً، استنكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إعلان رومانيا وهندوارس، داعياً الدولتين إلى التراجع عن قراريهما والانحياز للقانون الدولي.

ووصف عريقات في بيان، قرار الدولتين بـ"الخطوات الأحادية وغير القانونية التي تساهم في إشعال المنطقة إرضاء لإدارة ترامب وللشعبوية واليمينية الصاعدة في العالم، وتشجيعاً لليمين الإسرائيلي المتطرف على مواصلة خروقاته المنافية للقانون والشرعية الدولية".

واعتبر أن "هذه الدول (رومانيا وهندوراس) تتخذ مواقف مناهضة لحقوق الشعب الفلسطيني في المنابر الدولية وبقراراتها المنافية للقانون الدولي، وقد آن الأوان لتصويبها". ودعا الاتحاد الأوروبي لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق الدول التي تخرج عن سياسته الثابتة وتخالفها.