لماذا لم تخرج التظاهرات في درعا؟

المدن - عرب وعالم
الإثنين   2019/03/18
(انترنت)
تظاهر العشرات في درعا البلد، ظهر الإثنين، في الذكرى السنوية الثامنة للثورة السورية، ورفعوا شعارات الثورة الأولى المطالبة بالحرية وإسقاط النظام، بحسب مراسل "المدن" سليمان الحوراني.

وخلافاً لما توقعه بعض الناشطين بخروج تظاهرات في أكثر من مدينة وبلدة في محافظة درعا، فقد اقتصرت الاحتجاجات على رفع لافتات تفاوتت مطالبها من الإفراج عن المعتقلين ورفض الوجود الإيراني في الجنوب، إلى المطالبة بإسقاط النظام ومحاسبة مجرمي الحرب.

وخرجت تظاهرة بعد منتصف ليل الأحد/الإثنين، في مدينة داعل، استخدم فيها المتظاهرون الدراجات النارية، مرددين شعارات طالبت بخروج إيران من سوريا، والإفراج عن المعتقلين. وطالبت كذلك بخروج "المخابرات الجوية" من المدينة. وعن أسباب خروج التظاهرة بعد منتصف الليل، قال منظموها إن ما دفعهم لذلك هو القبضة الأمنية المشددة التي تفرضها "المخابرات الجوية" عليهم، والتي تقابل أصواتهم بالرصاص الحي.

وسبقت التظاهرات عمليات إطلاق نار بأسلحة خفيفة ومتوسطة، ليل الأحد/الاثنين، بالقرب من الجمرك القديم في درعا البلد. وردت قوات النظام بإطلاق قذائف "آر بي جي". وكشف ناشطون أن من وقف وراء العملية هو أحد "فصائل التسوية" بالتنسيق مع "الأمن العسكري"، بهدف منع الأهالي من الخروج بتظاهرات.

وأكدت مصادر خاصة لـ"المدن"، أن رئيس "الأمن العسكري" في درعا العميد لؤي العلي، استبق المظاهرات المتوقعة، باجتماع مع القيادي في "فصائل التسوية" محمود البردان، في مدينة طفس غربي درعا، ظهر الأحد. واستمر اللقاء لأكثر من ساعة، بهدف منع خروج مظاهرات في المدينة. مصدر "المدن" أكد أن العميد العلي طلب من البردان، اقتراح اسماء لشخصيات من المحافظة للاجتماع بدمشق مع رئيس "الأمن الوطني" اللواء علي مملوك، لـ"نقل مطالب أهالي المحافظة والوقوف على أسباب خروج التظاهرات في درعا".

ولم يختلف الوضع شرقي درعا عما حدث في درعا البلد وريفها الغربي. إذ أقدم مجهولون على إحراق مبنى مؤلف من غرفتين للسكن بالقرب من مقر المجلس البلدي في بصر الحرير، الأمر الذي اعتبره ناشطون خطوة لمنع أي حراك سلمي في البلدة، وذريعة لاقتحام البلدة في حال خرج أهلها بتظاهرات سلمية. واعتبر آخرون أن الهدف من هذه الحادثة هو لتهجير الأهالي لحماية القاعدة الإيرانية الموجودة في منطقة اللجاة القريبة.

الرابط بين كل تلك الحوادث، هو أن الجهة التي تقف وراءها واحدة، وهدفها منع خروج المظاهرات واحتواء أي حراك متوقع قبل انطلاقه.