الغموض يكتنف قرار واشنطن تعزيز قواتها بالسعودية

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2019/12/06
© Getty
نفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب صحة الأنباء التي تحدثت عن نية إدارته إرسال جنود إلى السعودية، في مواجهة التهديدات الإيرانية التي تصاعدت في الآونة الأخيرة.

وقال في تغريدة فجر الجمعة: "قصة اليوم أننا سنرسل 12 ألف جندي إلى المملكة العربية السعودية هي قصة كاذبة أو، بتعبير أدق، أخبار مزيفة".

وكان ترامب قد سئل خلال مأدبة غداء في البيت الأبيض مع الممثلين الدائمين في مجلس الأمن الدولي عما إذا كان سيتم إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط فأجاب: "قد يكون هناك تهديد، وإذا كان هناك تهديد فسيواجَه بقوة، لكننا سنعلن ما قد نفعله، قد نفعل وقد لا نفعل".

وتداولت وسائل الإعلام الأميركية أنباء حول نية الإدارة الأميركية إرسال مزيد من العتاد والجنود إلى السعودية. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤولين عسكريين أن البنتاغون يدرس إرسال عدد يتراوح بين 4 آلاف إلى 7 آلاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط كجزء من محاولة تعزيز القدرات الدفاعية في مواجهة التهديدات الإيرانية في منطقة الخليج.

وتستهدف القوات الإضافية تعزيز قدرات الدفاع الجوي من خلال مزيج من القوات الأميركية البرية والجوية والبحرية، خاصة بعد نقل صواريخ إيرانية قصيرة المدى إلى العراق، مما يعد تهديداً للقوات الأميركية في العراق، وأضافوا أنه ربما يتم نقل تلك الصواريخ لتهدد السعودية.

وقال مسؤولو البنتاغون إن المناقشات الجارية الآن تركز على القدرات العسكرية الإضافية اللازمة لردع إيران، والمدة الملائمة لنقل تلك المعدات العسكرية الجديدة والقوات للمنطقة. وأشار المسؤولون إلى أنه "بمجرد تحديد تلك القدرات العسكرية، سيتم تحديد عدد القوات اللازمة"، لافتين إلى أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن بعد.

وأوضح المسؤولون أن عملية نشر القوات الإضافية الجديدة ربما تبدأ بعدد أقل يتراوح بين 3 آلاف إلى 4 آلاف جندي.

من جهتها، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة تدرس إرسال آلاف القوات الإضافية إلى الشرق الأوسط لكنها لم تتخذ قرارا بعد ولا يزال الموقف غير واضح. واستشهد المسؤولون بمعلومات الاستخبارات خلال تشرين الثاني/نوفمبر التي تشير إلى أن إيران تقوم بإعادة تمركز وانتشار للقوات والأسلحة.

وضغط النواب الخميس على جون رود، ثالث أكبر مسؤول في البنتاغون، بشأن ما إذا كان سيتم بحث إرسال قوات إضافية للشرق الأوسط. وقال رود: "بناء على ما نراه وفي ظل قلقنا بشأن حجم التهديد، من الممكن أن نحتاج إلى ضبط وضع قواتنا". 

وأضاف: "نفكر دائما وفي الواقع، استناداً إلى حالة التهديد في الشرق الأوسط، نراقب ذلك وأخبرني وزير الدفاع مارك إسبر أنه عند الضرورة يعتزم إجراء تغييرات على وضع قواتنا هناك". وتابع أن وزير الدفاع لم يتخذ أي قرارات بشن إرسال قوات إضافية، مشيراً إلى أن إسبر يقيّم ويبحث باستمرار، وبعد استشارة آخرين عما هو العدد المناسب للقوات التي سيتم إرسالها إلى الشرق الأوسط، وهو لم يتخذ قراراً بعد.

وبدت خيبة الأمل على النواب من إجابات رود. وقال السناتور الجمهوري جوش هاولي إنه يريد أن يسمع من إسبر. وقال: "أود أن اسمع منه اليوم عن هذه القضية... أريد ذلك علنا لأن البنتاغون أصدر حتى الآن تصريحات متعددة متناقضة".

وأرسلت الولايات المتحدة بالفعل حوالي 14000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط منذ أيار/مايو، بدعم من قاذفات وأفراد الدفاع الجوي لردع ما تقول واشنطن إنه سلوك إيران الاستفزازي. وانفتاح البنتاغون على نشر قوات إضافية ليس مفاجأة، نظراً للتخطيط المتواصل الذي يهدف إلى التصدي لاحتمال تصاعد حدة التوتر مع إيران، التي تعاني من العقوبات الأميركية والاحتجاجات.