إدلب: مجازر روسية متنقلة..وإستعدادات لمعركة فاصلة

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2019/12/17
Getty ©
كثفت الطائرات الحربية والمروحية قصفها الجوي على أرياف ادلب وحماة واللاذقية، واستهدفت بشكل مركز، أرياف منطقة معرة النعمان التي تعرضت لأكثر من 100 غارة جوية. وطاول القصف بلدات التح وأم جلال وتل منس والغدفة وأم التينة الدير الشرقي ومعر شورين ومعر شمارين وأكثر من 30 قرية، بحسب مراسل "المدن".

وتسبب القصف الجوي في مقتل 16 مدنياً على الأقل في ريف المعرة في مجزرتين؛ بعدما استهدفت الطائرات الحربية الروسية السوق الشعبي في بلدة معصران، ومنازل المدنيين في تل منس.

مليشيات النظام قصفت براجمات الصواريخ البلدات المدينة شرق وجنوبي ادلب، وامتد القصف إلى سهل الغاب ومنطقة جسر الشغور غرباً، وتسبب القصف بوقوع مجزرة في بلدة بداما قُتِلَ فيها 6 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة. الطائرات الحربية الرشاشة لاحقت العائلات الهاربة من البلدات المستهدفة بالقصف الجوي، وتسبب قصف الطائرات للطرق الرئيسية والزراعية على جانبي الطريق الدولي وفي ريف المعرة، في مقتل واصابة عدد من المدنيين، ووقوع حوادث عديدة للمركبات والسيارات التي تنقل النازحين نحو مناطق الشمال القريبة من الحدود التركية. وفي المنطقة الحدودية غربي ادلب، قتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة، برصاص الجيش التركي أثناء محاولتهم عبور الحدود باتجاه تركيا، بمساعدة مهربين في منطقة أورم الجوز.

الناشط الإعلامي محمد رشيد، أكد لـ"المدن"، أن الطائرات الحربية والمروحية تكاد لا تفارق أجواء ادلب، بالتزامن مع حملة قصف وحشية تشنها المليشيات على البلدات والقرى. وحصد القصف أرواح أكثر من 24 مدنياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، ودفع بالآلاف للنزوح من قراهم في ريف معرة النعمان.

ولجأ قسم كبير من النازحين إلى البساتين في أطراف القرى خوفاً من المسير الليلي بسبب استهداف الطائرات الحربية برشاشاتها الثقيلة طرق المواصلات.

مدير المكتب الإعلامي في "الدفاع المدني" في ادلب أحمد شيخو، أكد لـ"المدن"، أن الطائرات الحربية الروسية تشارك بكثافة في حملة القصف، وتركز في غاراتها على الأهداف المدنية في ريفي ادلب الشرقي والجنوبي.

الناشط الإعلامي فيصل الطيب، أكد لـ"المدن"، أن المليشيات تمهد لعمليتها العسكرية بالقصف الوحشي شرقي الطريق الدولي حلب-دمشق. وأضاف أن ادلب مقبلة على كارثة إنسانية في حال لم تتوقف الحملة التي ستتبعها في الغالب عملية عسكرية واسعة.

وتتداول المواقع الإعلامية الموالية لمليشيات النظام الروسية، خريطة لعملياتها البرية شرقي ادلب، وتظهر المناطق التي من المفترض أن تستهدفها المليشيات في هجومها البري الواسع الذي يهدف إلى السيطرة على الطريق الدولي الممتد بين خان شيخون جنوباً، وحلب شمالاً، مروراً بمنطقة شاسعة وخطوط تماس ممتدة من الشمال إلى الجنوب في ريفي ادلب وحلب لأكثر من 150 كيلومتراً.

وتقلل المليشيات من أهمية دفاعات المعارضة في الجبهات المفترض إشغالها، وتقول إنها رصدت انسحاب فصائل "الجبهة الوطنية" و"تحرير الشام" من منطقة خفض التصعيد، ومن بقي في خطوط التماس هم من التنظيمات "أنصار التوحيد" وتشكيلات "غرفة عمليات وحرض المؤمنين" الجهادية. وتتحدث المليشيات عن عمليات برية مشابهة من حيث الكلفة والسرعة للمراحل الأخيرة من معارك السيطرة على حماة الشمالي، وذلك عبر الالتفاف على خان شيخون والهبيط والطريق الدولي وإجبار المعارضة على الخروج من مناطق شاسعة حينها.

في المقابل تبدو الفصائل المعارضة والإسلامية مدركة بما هي مقبلة عليه من معركة فاصلة، لذا دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المناطق القريبة من خطوط التماس في ريفي ادلب الشرقي وحلب الجنوبي. وتداول مقاتلون في "تحرير الشام" معلومات حول توجه تعزيزات ضخمة من جيوش "الهيئة" الأربعة و"العصائب الحمراء" إلى جبهات القتال استعداداً للمواجهة. فصائل "فيلق الشام" و"أحرار الشام" و"صقور الشام" و"جيش الأحرار"، كبرى فصائل "الجبهة الوطنية"، بدت جاهزة للمواجهة بعدما استنفرت أعداداً إضافية من مقاتليها للالتحاق بجبهات القتال والخطوط الخلفية.