العدوان على غزة: إسرائيل تتجنب حماس

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2019/11/12
أكثر من 150 صاروخاً استهدفت مناطق إسرائيلية مختلفة (Getty)
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الثلاثاء، أن عدد الشهداء الذين سقطوا جراء التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، ارتفع إلى خمسة.

وقالت إن الشهداء هم إلى جانب القيادي في سرايا القدس الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا وزوجته اللذين استشهدا في غارة إسرائيلية فجراً، إبراهيم الضابوس وزكي غنامة ومحمد عطية حمودة، وسقطوا في غارات إسرائيلية متفرقة.

وذكرت الوزارة أن عدد الجرحى جراء الاعتداءات الإسرائيلية وصل إلى 18. ويواصل الجيش الإسرائيلي شن غاراته والتي بدأت فجراً، على مناطق متفرقة من قطاع غزة.

ورداً على عملية اغتيال أبو العطا أعلنت سرايا القدس إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، الأمر الذي ردّت عليه إسرائيل بغارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأعلنت "سرايا القدس" استهداف تجمع للجنود الإسرائيليين شرق قطاع غزة، بقذائف الهاون.

وقالت السرايا إن وحدة المدفعية التابعة لها تمكنت في تمام الساعة 15:00 من إطلاق عدد كبير من قذائف الهاون باتجاه تجمع للجنود الإسرائيليين خلف موقع "أبو مطيبق" العسكري، شرق مدينة رفح، جنوبي القطاع.

وأضافت: "أكد مجاهدونا وقوع إصابات في صفوف جنود الاحتلال، وشوهدت طائرات العدو وهي تهبط في المكان". وتابعت السرايا أن "هذه العملية الجهادية تأتي لنؤكد على حق المقاومة في التصدي لأي عدوان صهيوني ضد أبناء شعبنا".

في موازاة ذلك، استمر سقوط القذائف الصاروخية منذ ساعات الصباح في مناطق اسرائيلية مختلفة، حيث أعلنت الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال تعطيل الدوام المدرسي وفي الجامعات في وسط وجنوبي البلاد، وأوصت المواطنين بتعليق أعمالهم "غير الضرورية".

و قالت القناة (12) الإسرائيلية إن الجيش رصد إطلاق نحو "150 قذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، فيما تمكّنت منظمة القبة الحديدة من اعتراض حوالي 60 منها".

وفي السياق، أعلن وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت عصر الثلاثاء، عن حالة طوارئ في منطقة تبعد عن قطاع غزة من 0 إلى 80 كيلومتراً، وتشمل هذه المنطقة جنوب ووسط البلاد كله، وبضمنها مدينة تل أبيب.

وقال بينيت إن الإعلان عن حالة الطوارئ هذه تستمر 48 ساعة، إلا إذا ألغيت من جانب الحكومة الإسرائيلية أو وزير الأمن قبل انتهاء هذه الفترة.

وفي هذه الأثناء، ذكرت وسائل إعلام أن الجيش الإسرائيلي أعلن عصر الثلاثاء، عن استدعاء محدود لجنود احتياط إلى الخدمة في الدفاعات الجوية والجبهة الداخلية. كذلك عززت فرقة غزة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي قواتها، تحسبا من تسلل مقاتلين من غزة وتنفيذ عمليات داخل إسرائيل.

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال الثلاثاء إن العملية التي استهدفت أبو العطا تمت بتوصية من رئيس جهاز الأمن العام ورئيس الأركان والقرار اتخذ قبل 10 أيام في الكابينت المصغر.

وأضاف أنه في السنة الأخيرة بادر القيادي بهاء أبو العطا إلى العديد من الهجمات ضد إسرائيل وأنه كان في خضم التحضير لعمليات إضافية. وقال إن كل من يمس مواطني إسرائيل سيلقى عقابه. وأضاف أن إسرائيل ليست معنية بالتصعيد ولكن ستقوم بما يجب.

بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي إن أبو العطا زعزع الأمن والاستقرار في جنوب البلاد وفي تجمعات سكنية محيطة بغزة. وأضاف أنه قوض الاتصالات مع "حماس" من أجل التوصل إلى تهدئة، وأن الجيش حاول منع عملياته بشتى الوسائل ولكن من دون فائدة.

واعتبر محللون إسرائيليون أن اغتيال أبو العطا جاء على خلفية اعتبارات أمنية إسرائيلية، لكن نتائجها تقرب تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية. 

وتوقع المحلل العسكري في القناة 12 التلفزيونية أنه إذا استمر إطلاق القذائف الصاروخية، يبدو أنه لن يمضي وقت طويل حتى نرى هجمات واسعة لسلاح الجو في القطاع كله. و"في يوم كهذا لا أرى إمكانية ألا يعمل سلاح الجو".

وأضاف "يبدو أنه في جهاز الأمن يحاولون الحفاظ على الضربات مقابل حركة الجهاد الإسلامي كي لا تنضم فصائل أخرى إلى القتال. ورغم ذلك، توجد حالياً مؤشرات أخرى تدل على إمكانية أن ترد الفصائل أيضا وتشارك في القتال".

وقال إنه "يتوقع أن يستمر إطلاق القذائف الصاروخية لفترة معينة. وفي تقديري أن وزير المخابرات المصري سيبدأ بالتدخل قريباً ويقول لقادة حركة حماس أن يهدئوا حركة الجهاد الإسلامي. ويبدو أن هذا سيستغرق وقتا، لكن في تقديري سيهدأ الوضع، حتى التصعيد المقبل".

ولفت المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" إلى أن كمية القذائف الصاروخية التي إطلقت من القطاع "ليست واسعة، وربما بسبب النشاط الجوي (الإسرائيلي) المكثف في سماء القطاع، الذي يحدد الخلايا المسؤولة عن تزويد الصواريخ للمنصات. وفي الأمد الأبعد، يتعلق اتجاه الأمور – تصعيد محدود لأيام معدودة أو مواجهة واسعة – بمتغيرين أساسيين: موقف حماس وعدد القتلى في الجانب الإسرائيلي".

وقال: "يبدو المريح أكثر لقيادة حماس العيش من دون أبو العطا، الذي أعاق جهود تمديد التهدئة والحصول على تسهيلات أخرى من إسرائيل، بوساطة مصر وقطر. ومن الجهة الأخرى، فإن حماس منصتة إلى مزاج الجمهور الغزي وليس بإمكانها السماح لنفسها أن تُصور كمتعاونة مع إسرائيل". 

وقال: "لذلك ستواجه حماس صعوبة في كبح رد فعل الجهاد، وربما ستحرر الرسن لقسم من وحداتها. وهذه ظروف سيكون فيها من السهل فقدان السيطرة والوصول إلى تصعيد أوسع بكثير".