كبانة: المعارضة تستنزف النظام.. وظهور "جيش خرسان"!

المدن - عرب وعالم
الخميس   2019/10/31
(انترنت)
تواصل الطائرات الحربية قصفها جنوبي ادلب والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي. وكثّفت مليشيات النظام الروسية قصفها لمواقع المعارضة والمدنيين في أرياف إدلب وحلب واللاذقية وحماة، بحسب مراسل "المدن" خالد الخطيب.

عضو المكتب الإعلامي في "الجيش الوطني، محمد رشيد، أكد لـ"المدن"، أن القصف بات مخصصاً للانتقام، كلما فشلت مليشيات النظام بإحراز أي تقدم بري في جبهات كبانة والمرتفعات الجبلية في ريف اللاذقية الشمالي. وبحسب رشيد، فإن معارك كبانة المستمرة منذ أسبوع تقريباً استنزفت المليشيات المتمركزة في المنطقة، والمجموعات التي تحاول الاقتحام تبدو منهارة رغم تمتعها بغطاء ناري هائل، وعتاد حربي متنوع، كان يُفترض أن يتيح لها الغلبة في المواجهات.

الشتاء زاد معارك المليشيات في المناطق الجبلية الوعرة صعوبة، ومنح خصومها من الفصائل الإسلامية والمعارضة عاملاً إضافياً يعزز قدرتها في الدفاع عن مواقعها بشراسة. وعلى رغم القصف العنيف، المروحي والحربي، ورمايات المدفعية والصواريخ، تمهيداً للمليشيات ليل الأربعاء/الخميس، إلا أنها لم تتمكن من إحراز أي تقدم بري في محاور الزويقات وكبانة والتلال المحيطة، بل خسرت عناصر ومدرعات ومجنزرات مصفحة. وظهرت في الفيديوهات المسجلة جثث محترقة لعناصر المليشيات داخل المصفحات والمجنزرات المدمرة.

ردت الفصائل المعارضة والإسلامية على قصف المليشيات باستهداف مواقعها بالمدفعية والهاون في أطراف خان شيخون جنوبي ادلب وسهل الغاب ومعسكرات جورين في سهل الغاب. لكن الحدث البارز كان ظهور تنظيم "جيش خراسان"، الذي أعلن عن استهداف مواقع مليشيات النظام في مرتفعات الساحل في ريف اللاذقية الشمالي بـ"صواريخ قصاص"، محلية الصنع التي تشبه صواريخ "حمم" التي تستخدمها "هيئة تحرير الشام" وبعض الفصائل الإٍسلامية.

ولم يصدر عن "جيش خرسان" أي إعلان تأسيسي في السابق، وظهر قيادي فيه "أبو جعفر"، في فيديو مسجل، الأربعاء، توعد مليشيات النظام بحرب طويلة في جبال ريف اللاذقية الشمالي، وبالمزيد من الاستهداف النوعية بالصواريخ.

وقالت المعارضة إن ظهور "جيش خراسان" في ريف اللاذقية الشمالي، في هذا التوقيت يبدو مريباً، وهو ذريعة إضافية للمليشيات وروسيا لتكثف من هجماتها البرية وعمليات القصف. وقد يكون ظهور التنظيم الجديد مؤشراً لتطورات خطيرة في مرحلة ما بعد مقتل زعيم "تنظيم الدولة" في ريف إدلب.

وتستبعد المعارضة أن يكون "جيش خراسان" هو امتداد لـ"جماعة خراسان"، التي تأسست في العام 2014، واستهدفتها الولايات المتحدة في 23 سبتمبر/أيلول 2014 بهجمات بالصواريخ بعيدة المدى في ريف حلب الغربي. وقالت حينها الولايات المتحدة إنها استهدفت معسكرات تدريب ومصنع متفجرات ومركز اتصالات ومنشآت للقيادة والسيطرة تابعة للجماعة، وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2015، مقتل زعيم الجماعة عبدالمحسن عبدالله إبراهيم الشارخ، المعروف بـ"سنافي النصر"، وهو من أصل سعودي، في غارة نفذتها طائرة بدون طيار شمال غرب سوريا.

والمرجح أن مؤسسي "جيش خراسان" هم من المنشقين عن تنظيم "حراس الدين" التابع لتنظيم "القاعدة". وبدأت الانشقاقات عن "الحراس" في وقت مبكر، في حزيران/يونيو، بسبب الخلاف بين المهاجرين العرب والأجانب مع قيادة "الحراس" المتمثلة بزعيم التنظيم سمير حجازي "أبو همام الشامي"، ونائبه الأردني سامي العريدي، بسبب التقارب مع "تحرير الشام"، والقبول بالاشتراك في معارك ريف حماة الشمالي.

وفي نهاية حزيران/يونيو، استهدف طيران "التحالف الدولي" مقراً للمنشقين عن "حراس الدين" في تجمع ريف المهندسين الأول في ريف حلب الجنوبي الغربي. وقتل في القصف 10 من الجهاديين أغلبهم من المهاجرين العرب. ويبدو أن المنشقين من المهاجرين العرب، ممن لم يقتلوا في القصف الأميركي، قد أسسوا "جيش خراسان"، الذي يُقال إن أكثر من 300 عنصر من الجهاديين الأكثر تشدداً، قد انضموا إليه.