بشار الأسد في زيارة خاطفة للهبيط..يشتم أردوغان ويلوم الاكراد

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2019/10/22
(انترنت)
في الوقت الذي توجه فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا لمقابلة نظيره فلاديمير بوتين، للبحث في قضية شمال شرق سوريا، زار بشار الأسد المناطق التي استولت عليها قواته مؤخراً شمالي حماة وجنوبي إدلب، موجهاً رسائل بخصوص إدلب والشرق السوري.

وزار بشار منطقة الهبيط في ريف إدلب الجنوبي، صباح الثلاثاء، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف استهدف مختلف بلدات ريف إدلب الجنوبي، وتحليق مكثف لطيران الاستطلاع، وقطع الاتصالات في محافظة حماة، بحسب مراسل "المدن" محمود الشمالي.

مصادر عسكرية معارضة أكدت لـ"المدن" أن بشار وصل إلى بلدة الهبيط، مستقلا سيارة مصفحة ضمن رتل مكون من 7 سيارات مصفحة، سلكت طريق السقيلبية-كفرنبودة، قادماً من مهبط جب رملة للطائرات المروحية غربي مدينة حماة. وأكدت المصادر وصول بشار إلى المطار بطائرة مروحية نوع "غازيل" أقلعت من مطار المزة العسكري في دمشق.

بشار، بحسب ما نقلته وكالة "سانا"، قال: "إدلب كانت بالنسبة لهم مخفراً متقدماً.. والمخفر المتقدم يكون في الخط الأمامي عادة، لكن في هذه الحالة المعركة في الشرق والمخفر المتقدم في الغرب لتشتيت قوات الجيش العربي السوري". وقال: "كنا وما زلنا نقول.. إن معركة إدلب هي الأساس لحسم الفوضى والإرهاب في كل مناطق سوريا".

وأضاف معلقاً على التطورات في الشرق السوري: "عندما نتعرض لعدوان أو سرقة يجب أن نقف مع بعضنا وننسق في ما بيننا.. ولكن البعض من السوريين لم يفعل ذلك وخاصة بالسنوات الأولى للحرب.. قلنا لهم لا تراهنوا على الخارج بل على الجيش والشعب والوطن.. ولكن لا حياة لمن تنادي.. وحاليا انتقل رهانهم إلى الأميركي".

وتابع: "أردوغان لص.. سرق المعامل والقمح والنفط.. وهو اليوم يسرق الأرض". وأضاف أن "كل المناطق في سوريا تحمل نفس الأهمية ولكن ما يحكم الأولويات هو الوضع العسكري على الأرض".

وأشار بشار إلى أنه "بعد كل العنتريات التي سمعناها على مدى سنوات من البعض بأنهم سيقاتلون وسيدافعون.. إلا أن ما رأيناه مؤخرا هو أن التركي يحتل مناطق كبيرة كان المفروض انها تحت سيطرتهم خلال أيام كما خطط له الأميركي". وتابع: "أول عمل قمنا به عند بدء العدوان في الشمال هو التواصل مع مختلف القوى السياسية والعسكرية على الأرض.. وقلنا نحن مستعدون لدعم أي مجموعة تقاوم.. وهو ليس قرارا سياسيا بل واجب دستوري ووطني.. وإن لم نقم بذلك لا نكن نستحق الوطن".

مصادر "المدن" أشارت إلى أن بشار اجتمع مع ضباط غرفة العمليات العسكرية، وعناصر في المدرسة الوسطى في بلدة الهبيط، حيث تتواجد مجموعات من "الفرقة السابعة" و"الحرس الجمهوري" و"الفرقة 25" و"الفيلق الخامس"، بحضور قائد "الفيلق الخامس" اللواء زيد صالح. وتخلل اللقاء الاطلاع على خرائط عسكرية كانت إحداها معنونة بـ"سير الاعمال القتالية لتنفيذ عملية عسكرية محدودة لتدمير العصابات الإرهابية المسلحة"، بحسب ما ظهر في صور نشرها الإعلام الرسمي، فيما يُعتقد بأنه رسالة للمعارضة عن جولة معارك جديدة في إدلب.

ودامت الزيارة نصف ساعة، تزامنت مع قطع الاتصالات الخليوية في محافظة حماة لأكثر من ساعتين، وتحليق مكثف لطيران الاستطلاع في سماء ريف إدلب الجنوبي، مع تكثيف القصف المدفعي بأكثر من 200 قذيفة خلال ساعة واحدة تقريباً، استهدفت بلدات وقرى حيش وحزارين وكفرسجنة ومعرة حرمة والشيخ مصطفى والنقير ومعرة الصين والركايا وأرينبة وأم الصير وترملا وحسانة وبعربو ومدينة كفرنبل ومعرزيتا وجبالا والشيخ دامس جنوبي إدلب.

مصدر عسكري من المعارضة، قال لـ"المدن"، إن رفعاً لجاهزية مليشيات النظام سبق الزيارة، مع تكثيف لحركة الاستطلاع، ما دفع المعارضة بدورها إلى رفع جاهزيتها ظناً منها بأن المليشيات ستقوم بعملية عسكرية.

وبثت الصفحات الموالية صورا للزيارة من بلدة الهبيط، في مكان يبعد عن اقرب نقطة تماس مع المعارضة مسافة 4 كيلومترات. الناشط هاني قطيني، قال لـ"المدن"، إن بشار زار على الأغلب مدينة خان شيخون، أهم منطقة سيطرت عليها مليشياته في الفترة الأخيرة، لتوجيه رسائل تعزز رواية النظام عن الانتصار على "الإرهاب" في محافظة إدلب.

الناشط محمد العلي، قال لـ"المدن"، إن الزيارة تأتي في اطار التعزيز المعنوي لانتصار مليشيات النظام، والتأكيد على الاستمرار بالعمليات العسكرية ضد فصائل المعارضة، ومن الممكن ان يكون للزيارة هدف سياسي بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي الى روسيا، لإيصال رسالة مفادها بأن النظام موجود ويستطيع فرض قراراته في أي لحظة.

ومنذ الأيام الأولى لسيطرة المليشيات الروسية على مدينة خان شيخون، انتشر كلام عن نية بشار زيارة المنطقة، لكنها تأجلت شهرين تقريباً بعد السيطرة الكاملة على ريف حماة الشمالي.