"نبع السلام":تدخل متصاعد لـ"الجيش الوطني"..وقسد تنهار

عدنان الحسين
السبت   2019/10/12
Getty ©
سيطرت قوات "الجيش الوطني" بدعم واسناد من القوات التركية على المزيد من القرى والمزارع على طول الحدود السورية التركية، فجر السبت، بعد معارك عنيفة مع "قوات سوريا الديموقراطية"، ما أوقع خسائر بشرية ومادية للطرفين.

وتمكن "الفيلق الأول" من "الجيش الوطني"، من السيطرة على قرى الواسطة وغزيل وأم الجرن والصواوين وجاموس فليو والزيدي والعريضة والخالدية والنبهان ولزكه وحويران والتروازية وشوكان والغجير، شرقي تل أبيض وغربي رأس العين. فيما سيطر "الفيلق الثاني" و"الفيلق الثالث" على قرى حلاوة ومحربل ومشرفة الحاوي واقصاص.

وبدأت فصائل "الجيش الوطني" الزج بثقلها العسكري، ليل الجمعة/السبت، بعد مناوشات وقصف وانسحاب وتقدم، بهدف معرفة قدرات "وحدات حماية الشعب" الكردية، والاسلحة التي بحوزتها، لضمان سير المعركة بشكل يخفف من الخسائر.



وسيطرت فصائل "الجيش الوطني" في الفيلقين الثاني والثالث، على قرى تل حلف واصفر نجار وصوامع اصفر نجار ومدخل رأس العين شمال غربي الحسكة، بعد معارك كانت الاعنف مع "قسد"، واستخدمت فيها الاسلحة الثقيلة والمتوسطة.

ومع سيطرة فصائل "الجيش الوطني" على قرية صوامع اصفر نجار استطاعت امتلاك زمام المبادرة، كون الصوامع تشكل نقطة مرتفعة ترصد مداخل رأس العين والقرى المحيطة بها، وهو ما دفع أعداداً كبيرة من مقاتلي "قسد" للانسحاب، وما دفع أيضاً بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان" للقول إن "الجيش الوطني" سيطر على رأس العين.



الهجوم الواسع بدأ بعد منتصف ليل الجمعة/السبت، إثر وصول عشرات الفصائل من "الجيش الوطني" للمحاور المتفق عليها، وبدأت التحرك بمساندة مكثفة من سلاح الطيران التركي.
وتقول مصادر "المدن" إن طائرات الاستطلاع والدرونز التركية، بدأت بالاقلاع وقصف مواقع "قسد" بشكل مكثف، ما قد يُسرّعُ وتيرة المعركة خلال الساعات المقبلة.

وشنّت قوات "تجمع أحرار الشرقية" و"جيش الشرقية" و"فرقة السلطان مراد" و"فرقة الحمزة"، هجوماً واسعاً فجر السبت، سيطرت خلاله على 18 قرية ومزرعة، وتمكنت من قطع الطريق الدولي تل أبيض-رأس العين، وسيطرت على بلدة المبروكة وانتزعت حواجز لـ"قسد" فيها.

ويعتبر هذا هم الهجوم الجدّي الأول للمعارضة، بعد المناوشات السابقة مع "قسد". ومن المتوقع أن تشن فصائل "الجيش الوطني" والقوات الخاصة التركية، هجومين واسعين، السبت، على أطراف مدينتي تل أبيض ورأس العين، بهدف عزلهما بشكل كامل عن محيطهما، وسط إشارات لانسحاب "قسد" منهما.

وبدأ الطيران الحربي التركي بشنّ عمليات قصف مركزة، لبنك من الأهداف لـ"قسد"، ومنها مستودعات ومراكز تدريب قرب مدينة القامشلي، وجنوبي مدينة عين العرب "كوباني"، ما أدى لمقتل عشرات العناصر من "قسد".

ومن الواضح أن هناك تغيّراً استراتيجياً في مجريات معركة "نبع السلام"، من حيث الاعتماد على قوات "الجيش الوطني"، التي بدأت المشاركة بعدد كبير من المقاتلين، بطلب من القوات التركية، نظراً لطبيعة المنطقة، وكذلك لتطمين السكان المحليين.

كما تعمل قوات "الجيش الوطني" على التقدم ببطء، بهدف التخفيف من الخسائر في صفوفها وفي صفوف المدنيين، كما أن هناك مدناً ذات غالبية كردية ليست من ضمن مناطق الاستهداف، وفقاً لخريطة أميركية-تركية، سبق التفاهم عليها. لكن تلك المناطق تعرضت لقصف مجهول، واتهم ناشطون عرب وأكراد "قسد" بقصف تلك المدن لتخويف السكان وحشدهم ضد العملية العسكرية.

وانشق عشرات الشبان العرب عن صفوف "قسد"، وهربوا باتجاه مناطق "درع الفرات"، ما تسبب باندلاع اشتباكات عنيفة بين "الجيش الوطني" و"قسد"، بعد فرارهم من الجبهات بشكل مفاجئ.

وواجهت "قسد" الهجوم الواسع للفصائل بقصف مكثف على طول الحدود استهدف المدن الحدودية التركية بوابل من قذائف الهاون، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى من المدنيين الأتراك.

كما قالت مصادر "المدن" إن "قسد" قصفت بشكل متعمد القاعدة المخصصة لقوات "التحالف" في جبل مشتى نور بقذيفة هاون، لكنها لم تصب أي عنصر من قوات "التحالف"، بعد منتصف الليل.

وأكد مصدر تركي خاص لـ"المدن" أن القوات التركية تملك بنكاً للأهداف التي يُمنع استهدافها، ومن بينها قواعد القوات الأميركية وقواعد "التحالف الدولي" وسجون فيها مقاتلين "دواعش"، وبعض المدن الكردية التي ستكون ملاذاً للنازحين الاكراد من المعارك ضد "قسد".

كما أكد مصدر "المدن"، أن القوات التركية جهّزت سجوناً في منطقتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، مخصصة لنقل عناصر "داعش" المعتقلين، بهدف ضمان عدم فرارهم، بعد التصريحات المتزايدة لـ"قسد" بترك معتقلي "داعش" الذين يُقدّرُ عددهم بأكثر من 12 ألف معتقل.