موسكو تقاطع مؤتمر وارسو..لأنه سُخّر فقط ضد إيران

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2019/01/22
بومبيو دعا لمؤتمر في بولندا ضد إيران (Getty)
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، أن موسكو لن تشارك في قمة وارسو الدولية بشأن الشرق الأوسط المزمع عقدها في بولندا في 13 و14 شباط/فبراير.

وقالت الخارجية في بيان، إن الجانب الروسي، بعد إطلاعه بعناية على جدول أعمال المنتدى وبرنامجه قرر عدم المشاركة فيه. وأضافت أن المؤتمر "لا يأخذ برأي دول الشرق الأوسط والدول من خارج الإقليم، علاوة على تجاهله الصراع العربي الإسرائيلي".

وتابع البيان: "نتطلع بقلق لمواصلة الولايات المتحدة فرض مصالحها الجيوسياسية الأحادية الجانب، عبر مبادرات تقدم على أنها رأي المجتمع الدولي بأسره". وأوضح أن أسباب رفض المشاركة تتمثل في أن "موضوع المؤتمر، رغم التسمية الطموحة، لا يشمل كل مشاكل الشرق الأوسط الرئيسية".

وتابع البيان أن "المؤتمر يحضّر على عجل وبشكل مغلق، دون الأخذ برأي الدول صاحبة النفوذ في منطقة الشرق الأوسط وخارج الإقليم".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أعلن في وقت سابق، أن روسيا تلقت دعوة للمشاركة في منتدى وارسو، لكنه شكك في جدواه نظراً لأن أجندته سخرّت بشكل أساسي لخدمة السياسة الأميركية الهادفة لردع إيران.

وأوضح لافروف أن الدعوة التي تلقتها روسيا تنص على أن الوثيقة الختامية، تعدّها فقط الولايات المتحدة وبولندا من دون مشاركة الدول الأخرى في ذلك.

والأسبوع الماضي أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو أن الولايات المتحدة تخطط لتنظيم قمة دولية بشأن الشرق الأوسط، وخاصة حول إيران، الشهر القادم في بولندا قائلاً إنه يتضمّن "عنصراً مهماً هو التأكّد أن إيران لا تمارس نفوذاً مزعزعاً للاستقرار".

وفي السياق، التقى مساعد وزير الخارجية البولندي ماتشي لانغ في طهران الإثنين نظيره الإيراني عباس عراقجي لمحاولة حل خلاف حول مؤتمر وارسو. ووصف لانغ المحادثات بأنها "بناءة".

وقال لانغ لوكالة "فرانس برس": "لقد تطرّقت المحادثات إلى مجموعة من المسائل، من بينها سوء التفاهم حول مؤتمر وارسو، وقد طرحت وجهة نظرنا في هذه المسألة. لقد أجرينا نقاشاً مطوّلاً"، آملا أن يكون قد أوضح وجهة نظر بلاده في القضية. وأضاف أنه "بالنسبة الى بولندا ليس هذا المؤتمر ضد أي بلد".

وأعرب لانغ عن أمله في أن يكون تأثير المؤتمر إيجابيا على العلاقات مع إيران. وقال: "ننوي تنظيم مؤتمر لبحث المشاكل. الهدف الأساسي من المؤتمر هو إيجاد إطار عمل يخدم الاستقرار في المنطقة". وتابع: "نعتقد أن النتيجة ستكون إيجابية. لمَ الافتراض أن العلاقات مع إيران ستتضرر".

وكان رد فعل إيران غاضباً إثر الإعلان لأول مرة عن المؤتمر. واستدعت الخارجية الإيرانية في 13 كانون الثاني/يناير القائم بالأعمال البولندي "احتجاجا على ما يسمّى مؤتمر السلام والأمن المعادي لإيران".

كما وجّه وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف انتقادات حادة للمؤتمر، مشيرا إلى أن إيران استقبلت أكثر من مئة ألف لاجئ بولندي إبان الحرب العالمية الثانية. وقال ظريف على "تويتر"، إن "الحكومة البولندية لا يُمكنها محو العار: ففي حين أنقذت إيران بولنديّين خلال الحرب العالميّة الثانية، تستضيف (بولندا) الآن سيركاً معادياً لإيران".