إسرائيل وإيران:نحو الحرب التي لا ترغبان بها

المدن - عرب وعالم
الثلاثاء   2019/01/22
Getty

بعد مرور 24 ساعة على القصف الإسرائيلي لأهداف في محافظات سورية، لازالت أخبار القصف وارتدادته  تحتل عناوين صحافة إسرائيل في أعدادها الصادرة، الثلاثاء، ومعها مواقعها الإخبارية المختلفة.

وعنونت صحيفة "يديعوت أحرنوت": "تصاعد التوتر مع الساحة السورية"، ثم عنوان آخر "نتنياهو: يجب عدم وضع قائد تحت الهجوم"، فيما اعتبرت "معاريف" أن روسيا تحترم من أظهر إصراراً أكبر في محاربة إيران، ما يعني التلميح إلى "التفهم الروسي الضمني" لما تفعله إسرائيل.

والواقع، سواء أحبت موسكو ما تقوم به تل أبيب في سوريا أم كرهت، ففي المحصلة لم يستطع الدب الروسي منع هذه الغارات بحجة أن موسكو تعتبر ما يجري من مواجهات "محدودة" على الأرض السورية يندرج في سياق الصراع العربي-الإسرائيلي، وانها لا تريد ان تتدخل به، لكنها تعمل جاهدة لعدم تطور الامور إلى حرب.

وبينما تتعاظم المخاوف من انجرار الأمور وتدحرجها نحو المواجهة الشاملة، تعود "معاريف" وترى في تحليلها أنه بالرغم من مواقفها وتصريحاتها، إلا أن إيران لا تزال غير معنية في حرب مع إسرائيل.

وفي عنوان بارز على صحيفة "إسرائيل اليوم"، يوحي أنه لا نهاية قريبة لاستراتيجية "معركة بين الحروب" التي تنتهجها إسرائيل في سوريا، إذ على الرغم من الضربة الأخيرة لأهداف إيرانية، تبدو الحرب بعيدة من أن تنتهي.

وأما القناة "العاشرة" فتذهب في تحليلها إلى الإعتقاد بأن إسرائيل أهانت إيران، والمتوقع أن الأخيرة سترد بقسوة في المستقبل، على حد قول القناة.

من جهته، يرى المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، انه بعد إطلاق صاروخ أرض-أرض على الجولان المحتل ثم الهجوم الإسرائيلي على سوريا؛ فإن المواجهة بين إسرائيل وإيران تعود إلى التسارع بشكل سريع. فهذا هو مغزى أحداث الساعات الأربع وعشرين الماضية على الحدود السورية ثم أعمق من ذلك.

ويُقر هرئيل أن التطورات الأخيرة تثير شكوكاً على تفاخر القيادة الإسرائيلية بالإنجازات التي حققتها في الصراع ضد إيران في سوريا. ويضيف "صحيح أن الجيش سجل إنجازات لا بأس بها في جهوده لكبح التمركز العسكري الإيراني في سوريا وتهريب السلاح عن طريقها من إيران إلى حزب الله في لبنان. لكن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، الجنرال قاسم سليماني، خطط على ما يبدو لتقدم سريع جداً لعملياته في سوريا، شوشته العمليات الإسرائيلية".

لكن هرئيل، يظن في الوقت ذاته أن الهجوم الواسع الليلة قبل الماضية لا يبشر بحرب؛ مستدلاً على ذلك بالقول "أنه يبدو حالياً أن الإيرانيين أيضاً لا يرغبون فيها". وأشار إلى أن أحد الأسباب الأساسية لفشل الجنرال سليماني كان سوء تقدير القدرة الإسرائيلية. ويتابع "يبدو أن الإيرانيين لم يفهموا حينئذ جيداً أن نقل المعركة إلى مقربة من الحدود مع إسرائيل يضعهم في وضع أدنى في مواجهة تفوّق سلاح الجو والنوعية الاستخباراتية لديه. حالياً، من الصعب الاعتقاد بـأنهم يتوجهون نحو صراع جبهوي".

والخلاصة، بحسب المحلل العسكري الإسرائيلي، فإن معظم الدلائل تشير الى أن المعركة الجوية في سوريا ستستمر، بقوة متفاوتة، في الأسابيع والأشهر القادمة. القادرون على كبح ذلك هم الروس، إذا نجحوا في فرض تفاهمات يلتزم بها جميع الأطراف. ولا يجري ذكر الولايات المتحدة، على الرغم من أن خروج قواتها من سوريا يسير ببطء، فقد أوضح الرئيس ترامب أنه غير معني فعلاً بما يجري هناك، يقول هرئيل.

وبحسب كلام نتيناهو العلني، فإن الهجمات الإسرائيلية هي تلميح إلى أن حكومته مصرة على المحافظة على حرية عمل معينة لسلاحه الجو في أجواء سوريا، على الأقل في وسط سوريا وجنوبها. ولكن، في شمال غرب سوريا حول القواعد الروسية، لم يجر الحديث عن هجمات إسرائيلية منذ حادثة إسقاط طائرة "إليوشن" الروسية في أيلول/سبتمبر الماضي.