الاردن يحذر من الحديث عن الكونفدرالية..قبل حل الدولتين

هبة الحياه عبيدات
الثلاثاء   2018/09/04
Getty ©
أكدت المتحدثة باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، لـ"المدن"، رفض الموقف الأردني لما طرح وتم إشاعته حول مشروع إقامة كونفدرالية بين الأردن وفلسطين، في أعقاب ما نقل عن لسان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مؤخراً خلال لقائه نشطاء سلام إسرائيليين.

وقالت غنيمات، إن "الكونفدرالية مرفوضة إلا بعد وجود حل نهائي يقوم على حل الدولتين تشمل دولة فلسطينية على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية، وهي ثوابت أردنية وموقف راسخ غير قابل للنقاش".

ولا تنفي غنيمات تكرار سيناريو عودة الكونفدرالية بين الفينة والأخرى، رغم تأكيد الملك الأردني عبدالله الثاني بأن الخوض في موضوع الكونفدرالية أو الفيدرالية، قبل قيام الدولة الفلسطينية هو أمر سابق لأوانه، ولا يجب الحديث حوله.

خطة كونفدرالية بين الأردن وفلسطين كشف عنها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وقال إن مسؤولين أميركيين، عرضوا عليه فكرة إقامة كونفدرالية مع الأردن، خلال محادثات أجراها مع مستشار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، ومبعوث الرئيس الخاص الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلات.
في هذا السياق، قال المحلل الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس" تسيفي برئيل، إن طرح مشروع الكونفدرالية الآن بمبادرة من الولايات المتحدة وبتخطيط إسرائيلي. ويقول برئيل إن "عباس يعرف جيداً الخطة التاريخية وظروف ولادتها في الثمانينيات"، فقد كان عرفات يبحث عن دعم سياسي بعدما تم طرد "منظمة التحرير" من لبنان، وكان الأردن يرى مصلحة كبيرة له في تعزيز نفوذه في الضفة الغربية.

لكن طرح هذه الخطة اليوم يأتي في ظروف مغايرة تماماً، لأن الزعامة الفلسطينية ليست على علاقة طيبة مع مصر والسعودية، في حين أن الأردن ليس في وارد الخوض بدعم طرح الكونفدرالية الآن لما يترتب على ذلك من زعزعة محتملة لاستقرار المملكة.

يقول برئيل، إن مقترح الكونفدرالية الذي قدم لعباس، عرض أيضاً على الملك الأردني، ونص على أن تكون الضفة الغربية، من دون القدس، تحت رعاية أمنية أردنية، لكن ليس واضحاً بعد ما إذا كان المشروع يقترح برلماناً ودستوراً مشتركين، أو ما إذا كان سيتم الاعتراف بالجانب الفلسطيني كدولة، كجزء من الكونفدرالية، ومن دون غزة، التي من المحتمل أن تصبح تحت رعاية أمنية مصرية.

الكاتبة المختصة بالشأن الفلسطيني لميس أندوني، قالت لـ"المدن"، إن الكونفدرالية، تاريخياً، طرحت لتقويض حقوق الشعب الفلسطيني وابقاء سيطرة الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، وتوريط الأردن بدور أمني.

وتضيف أندوني "هي خدعة كبيرة يراد منها تثبيت شرعية الاحتلال وتثبيت سيطرته على الأرض والشعب الفلسطيني، الكونفدرالية هي وحدة بين دولتين مستقلتين وتنتج عن إرادة الشعبين، وهم يحاولون فرض كونفدرالية زائفة، حيث لا يمكن أن تكون هنالك كونفدرالية في ظل وجود الاحتلال، والهدف بأن لا يكون هنالك دولة فلسطينية مستقلة أو حل دولتين".

وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه، أوضح في بيان صحافي "إن فكرة الكونفدرالية موجودة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية منذ العام 1984، وإن موقف القيادة منذ ذلك الحين وإلى الآن يؤكد أن حل الدولتين هو المدخل للعلاقة الخاصة مع الأردن".