عاشوراء في دمشق: انحسار رقعة الاحتفالات

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2018/09/21
غابت ظواهر اللطم عن سوق الحميدية (انترنت)
على عكس المتوقع، مرّت ذكرى عاشوراء في دمشق هذا العام مرور الكرام، على الرغم من سيطرة النظام العسكرية والأمنية على كامل العاصمة وريفها، وتوقف القصف العشوائي بالهاون الذي كان يطال المدينة القديمة و"مقام السيدة زينب" جنوبي دمشق خلال السنوات الماضية تزامناً مع احتفالات شهر محرّم، بحسب مراسل "المدن" رائد الصالحاني.

وغابت هذا العام أفواج الزوار التي كانت تأتي سنوياً من إيران والعراق ولبنان إلى دمشق، لأسباب مجهولة، واقتصرت الاحتفالات الكبيرة على محيط "مقام السيدة زينب" جنوبي العاصمة، فيما شهدت أحياء زين العابدين والأمين والعمارة احتفالات أقل من الأعوام الماضية.

شهود عيان أكدوا لـ"المدن" أن حي الأمين الذي انسحبت منه الحواجز العسكرية التابعة لـ"اللجان الشعبية" الشيعية مؤخراً، لم يشهد صخباً مماثلاً للأعوام الثمانية الماضية، مع انتقال معظم الراغبين بحضور الطقوس إلى محيط مقام زينب.

وغابت ظواهر اللطم عن سوق الحميدية ومحيط المسجد الأموي، والتي كانت قد أثارت جدلاً كبيراً خلال السنوات الماضية، ولم تشهد المدينة القديمة أي تواجد عسكري مُكثف للمليشيات الشيعية، أو إغلاقاً للشوارع بشكل كامل كما جرت العادة.

النظام السوري كان قد أصدر قراراً يحمل توقيع رئيس الحكومة عماد خميس، أواخر العام المنصرم، منع فيه الظواهر الدينية واللطميات في الشوارع والأماكن العامة والأسواق، لكن سرعان ما تم نفي وجود القرار لوسائل الإعلام، رغم تنفيذه على الأرض بشكل واضح. كما اتخذ الروس إجراءات للحد من انتشار الطقوس الشيعية في العاصمة، بعد صدور القرار "المنفي" عن رئيس الحكومة. ولم تعد دمشق تشهد بعد القرار طقوساً للزوار الشيعة إلا في مقامي رقية وزينب، مع إيقاف الزيارات إلى مقام سُكينة في داريا بقرار من "الفرقة الرابعة" التي تفرض سيطرتها على المنطقة.

انحسار الاحتفالات وانخفاض وتيرتها هذا العام، بحسب مصدر مُطلّع، يعود إلى كبح الروس لظواهر التمدد الشيعي وفرض تعقيدات كبيرة على مكاتب السياحة الدينية. وفرض الجانب الروسي نظاماً أمنياً جديداً في نطاق دمشق القديمة، وفعّل دور شركات الحماية الأمنية غير المرتبطة بالمليشيات الأجنبية والمُسلحّين الشيعة. لذلك، فضّل الراغبون باحياء طقوس عاشوراء في دمشق التوجه إلى السيدة زينب مُباشرة.

كما أن استهداف الطائرة الإيرانية في مطار دمشق الدولي، الأسبوع الماضي، وخروج المطار المدني عن الخدمة جزئياً، كان له دور كبير في الحدّ من أفواج الزوار الراغبين بزيارة دمشق لحضور الاحتفالات.

الاحتفالات في السيدة زينب حضرتها شخصيات دينية وعسكرية تابعة لإيران، أبرزها الأمين العام لمليشيا "أبو الفضل العباس" أوس الخفاجي، وقائد مليشيا "الإمام الحُسين" أسعد البهادلي، التابع إدارياً ولوجستياً لـ"الفرقة الرابعة".

الإعلام المحابي لإيران، وككل عام، روّج لـ"التآخي الديني" في دمشق القديمة، في تقاير تلفزيونية عن التعايش المسيحي–الشيعي، ومساعدة المسيحيين للشيعة خلال التحضير لأعيادهم، متجاهلاً وجود السنّة نهائياً.