نازحو إدلب يعودون

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2018/09/19
من تظاهرات خرجت في إدلب الأسبوع الماضي (Getty)

قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، إن آلاف النازحيين السوريين عادوا إلى منازلهم في محافظة إدلب، بعد الإعلان عن الاتفاق التركي الروسي، الذي جنّب المنطقة عملية عسكرية تخوّف المدنيون من أن يدفعوا الضريبة الأكبر خلالها.

ومنذ بداية آب/أغسطس الماضي، توجهت الأنظار إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد مع إرسال قوات النظام التعزيزات العسكرية تلو الأخرى تمهيداً لهجوم ضد آخر أبرز معاقل الفصائل المقاتلة، قبل أن تصعد قصفها في النصف الأول من الشهر الحالي بمشاركة طائرات روسية.

وتسبب التصعيد بنزوح أكثر من 30 ألف شخص قبل أن يعود الهدوء ليسيطر مجدداً على المحافظة ويفسح المجال امام المفاوضات الروسية التركية.

وانتهت المفاوضات بإعلان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، الإثنين، اتفاقاً لإنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط التماس بين قوات النظام والفصائل بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومتراً.

وكالة "فرانس برس" نقلت عن مدير "المرصد" رامي عبدالرحمن قوله: "استفاد النازحون من فترة الهدوء التي رافقت المفاوضات الروسية التركية ليبدأ عدد منهم بالعودة قبل أن تزداد الوتيرة مع إعلان الاتفاق".

وأشار عبدالرحمن إلى أن "نحو سبعة آلاف نازح عادوا إلى بلداتهم وقراهم منذ إعلان الاتفاق الروسي التركي، وخصوصاً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي".

وتقع بعض القرى والبلدات التي عاد إليها سكانها، وفق عبد الرحمن، في المنطقة المنزوعة السلاح.

وكان عشرات النازحين قد تظاهروا، الثلاثاء، في مخيم قرب الحدود التركية للترحيب بالاتفاق الروسي التركي. ورفعوا لافتات كتب عليها "نحن أصحاب حق وحقنا العودة - ريف حماة الشمالي اللطامنة" و"راجعين بإذن الله" و"شكرا لاخوتنا الأتراك - أهالي مدينة اللطامنة". وطالب نازحون بضمانات للعودة إلى قراهم وبلداتهم في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.

وعلى هامش مشاركته في التظاهرة، قال أبو عادل النازح في ريف إدلب الجنوبي "نطالب (...) بضمان لعودة النازحين وبألا تحدث خروق وقصف للمدنيين".

ونقلت "فرانس برس" عن الشاب مرهف الجدوع، قوله: "لا نريد أن نتهجر مرة ثانية وثالثة ورابعة (...) كفانا نزوحا وجلوسا تحت الخيم، نريد العودة إلى منزلنا ومدارس أطفالنا".

وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن يسفر أي هجوم لقوات النظام على محافظة إدلب ومناطق سيطرة الفصائل المحاذية لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، عن "أسوأ كارثة إنسانية" في القرن الحالي. وأشادت الامم المتحدة بالاتفاق الروسي التركي.

ورحب علي الزعتري، المنسق المقيم للشؤون الإنسانية والتنموية للأمم المتحدة في سوريا بالاتفاق، وأعرب عن أمله في "أن يتيح الاتفاق (...) انسياب المساعدات الإنسانية وحقن دماء المدنيين". وأكد الزعتري في بيان استعداد منظمات الأمم المتحدة العاملة في سوريا "لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لمدينة إدلب وريفها".