الوفد الاميركي فشل..و"صفقة القرن"لم تنضج

أدهم مناصرة
الأحد   2018/06/24
Getty ©

ليس من قبيل البروتوكول أو من مُنطلق لوجستي أن يبدأ موفدا الرئيس الأميركي جاريد كوشنر، وجيسون غرينبلات، جولتهما في المنطقة من عواصم عربية بينها القاهرة وعمان والرياض والدوحة، قبل أن يحط في إسرائيل.

مصدر سياسي مطلع قال، لـ"المدن"، إن الوفد الأميركي في ظل مقاطعة الجانب الفلسطيني للإدارة الأميركية، معني بأن يصل لاتفاق شامل بين الدول العربية وإسرائيل، حيث يرى الفريق الأميركي أنه في حال حصول تقدم ايجابي مع هذه الدول، فإنه ليس من الصعب اقناع الجانب الفلسطيني.

وبحسب مصادر "المدن"، فإن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الوفد الأميركي في القدس المحتلة، الجمعة الماضي، تركّز حول نظرة إسرائيل ازاء صفقة القرن، ومدى استعدادها لتقديم التنازل الممكن عند نضوج الصفقة، وسأل الوفد نتنياهو مجدداً عن السقف الإسرائيلي الأعلى في إطار الصفقة.

والثمن المطلوب دفعه إسرائيلياً هو الإعتراف بدولة فلسطينية مستقبلية- منزوعة السلاح- مع ضمان نوع من التواصل بين مناطق هذه الدولة وأن لا تكون مجموعة كنتونات. ويترافق مع ذلك تعاون إيجابي لتخفيف الأوضاع الصعبة للفلسطينيين، في ظل وجود قناعة أميركية تامة أن الوضع غير المستقر في غزة مبعثه الحالة الاقتصادية والإنسانية التعيسة.

وتضيف المصادر، أن الفريق الأميركي ونتنياهو لم يتوغلوا كثيراً في القضايا الأساسية لصفقة القرن، فالمرحلة الأولى من المباحثات تتمحور حول تقريب المسافة بين إسرائيل والدول العربية، في سياق الإعداد والبناء المستمر لصفقة القرن.

مصدر في واشنطن، أكد لـ"المدن"، أن الصفقة لن تعلن قريباً كما يُشاع، لكن زيارة الوفد الأميركي تأتي في إطار محاولة اقناع بعض الدول العربية بفتح باب الإستثمار في بعض مناطق السلطة الفلسطينية على أمل أن يقود ذلك- استراتيجياً- لإتفاق سياسي فلسطيني- إسرائيلي تحت رعاية عربية.

ويقول المصدر إن العقبة الأساسية تتمثل بوجود خلاف عربي- عربي، وحتى خليجي، إزاء صفقة ترامب؛ وواشنطن تدرك أن تمرير الحل والاتفاق مع الدول العربية لا يتم فرادى وإنما بشكل جماعي، ما يعني أن الوقت لا يزال غير ناضج بما يكفي لإعلان الصفقة، كما أن الصفقة لا تزال في طور البناء.

مستشار رئيس السلطة الفلسطينية نبيل شعث قال، لـ"المدن"، إن لدى السلطة معلومات غير كاملة حول ما ناقشه الوفد الأميركي مع الدول العربية "لأننا لسنا جزءاً مما يقوم به الأميركيون. نحن نرفض دور أميركا الاحادي في محاولة لفرض أفكارها ودعم إسرائيل".

ورفض شعث أن يُفصح عن تفاصيل المعلومات التي لديه؛ حتى لا تظهر القيادة الفلسطينية وكأنها جزء من الحوار الجاري، غير أنه قال إنها تدور حول غزة ونقاط أخرى للهروب من أصل المشكلة. وأوضح أن واشنطن وتل أبيب توظفان ادعاءات انسانية لإحداث ثغرة لتحريك صفقة القرن.

ونصح شعث الزعماء العرب الذين يلتقون المسؤولين الاميركيين، بأن يوضحوا لهم الموقف الفلسطيني بكل إصرار، لاسيما وأن الموقف أكدته أيضاً قمة "الظهران" في السعودية، وقبلها القمة الإسلامية في تركيا. وأضاف "لا أريد أن أُبالغ في التفاؤل أو التشاؤم.. لكن لا مصلحة عربية في القبول بالصفقة. هكذا افترض".

ويشدد شعث على أن نتنياهو نفسه لا يريد صفقة القرن، بل يريد نتائج من دون صفقة ومن دون التزامات، مُبيناً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول استخدام ذلك لاختزال المسألة بدويلة في غزة لها امتداد في سيناء، وبالتالي الهروب من القضية الأساسية والمركزية.

قيادي فلسطيني آخر، أوضح لـ"المدن"، أن الدول العربية التي زارها الوفد الأميركي، أكدت للسلطة الفلسطينية أنها لم تتجاوب مع الأفكار الأميركية التي طُرحت في اللقاء. ويرى هذا القيادي أن الوفد الاميركي لم يحصد النتائج المرجوة، لكنه يواصل المحاولة لإقناع العرب. ومن هذا المُنطلق يزور ملك الأردن عبد الله الثاني واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب منتصف الأسبوع المقبل، وذلك استكمالاً لما بحثه رئيس الحكومة الإسرائيلية وبعده الوفد الأميركي في عمان.