بلومبرغ: السيسي يسعى لمصالحة الإخوان

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2018/02/07
السيسي لا يملك إلا دعم الجيش، على عكس مبارك (AP)
كشفت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يسعى لإستكشاف "فرص للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين عبر وسطاء"، بعد أربع سنوات من انقلاب عسكري، قاده السيسي، أطاح بالجماعة من السلطة، وإعلنها "منظمة إرهابية".

وقالت الوكالة إن مسؤولين في المخابرات الحربية المصرية، إلتقوا خلال الأسابيع الماضية قادة من الإخوان في السجن، بهدف التوصل لصفقة تتخلى الجماعة بموجبها عن السياسة مقابل إطلاق سراح كبار قادتها.

وأضافت أن إقالة السيسي لعدد من القيادات المهمة في الجيش والاستخبارات؛ كرئيس أركان الجيش محمود حجازي، ورئيس جهاز المخابرات العامة خالد فوزي، قد تضعف دعم المؤسسة العسكرية له، وتفيد بالمقابل جماعة الإخوان، مما يسمح لها باستثمار هذه التحولات.

وقالت الوكالة إن فوزي الذي تولى منصبه في كانون الأول/ديسمبر 2014 كان ضد محاولات التفاهم مع الجماعة، وإن رحيله يفتح لها مدخلاً جديداً إلى المشهد السياسي، مضيفةً أن الإعتقال السياسي للفريق سامي عنان بعد إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية يشكل مؤشراً آخر على عودة الإخوان للمشهد السياسي.

وأكدت بلومبيرغ أنه، وكما حصل مع الرؤساء السابقين جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسني مبارك، كلما انقلب الجنرالات على بعضهم البعض يلجأ الرؤساء للإخوان للحصول على الدعم السياسي، وأن السيسي بات يعتقد في  ما يبدو أنه لا مفر من المصالحة مع الجماعة.

وأشارت الوكالة إلى أن كل رئيس مصري يدرك في نهاية المطاف الحاجة لدرجة معينة من دمج جماعة الإخوان بالمشهد السياسي للحفاظ على الإستقرار، مشيرة إلى أن الرئيس المخلوع مبارك "كان ماهراً" في هندسة علاقته مع الجماعة بشكل سمح لها بمشاركة محدودة في الحياة السياسية رغم حظرها رسميا.

وذكرت أيضاً أنه خلافاً لمبارك الذي اعتمد في حكمه على مراكز ولاء متعددة من القضاء والجيش والشرطة و"الحزب الوطني" المدعوم من الحكومة ورجال أعمال، اعتمد السيسي بشكل شبه كامل على دعم الجيش في غياب أحزاب سياسية قادرة على العمل بحرية، وتقزيم القطاع الخاص، مقابل تدخل الجيش في الشؤون المدنية والاقتصادية والسياسية بشكل غير مسبوق.

الوكالة لم توضح إلى أين ذهبت المفاوضات، إلا أن صحيفة "المصريون" المحلية، قالت مساء الثلاثاء، إن نائب مرشد الإخوان، خيرت الشاطر، أحبط محاولة للوساطة بين الدولة والجماعة، موضحةً أن الوسطاء، بعد جولات بين القاهرة وإسطنبول والدوحة، عرضوا مبادرة على قيادة التنظيم الدولي، حازت تأييد بعض القيادات في السجون، بينهم المرشد العام محمد بديع، ونائبه رشاد البيومي، ورئيس البرلمان سعد الكتاتني.

وأكدت مصادر الصحيفة أن المبادرة تعيد الإخوان للمشهد على طريقة عهد مبارك، والإفراج عن رموز الجماعة في السجون، والإمتناع عن خوض انتخابات الرئاسة لعشرة أعوام، مع الحصول على بعض مقاعد البرلمان، موضحة أن الشاطر ونائب المرشد محمود عزت، رفضا المبادرة، لكون النظام يواجه أوضاعاً صعبة، وتراجعاً حاداً بشعبيته.