ترامب وجّه محاميه لدفع رشوة لإمرأتين

المدن - عرب وعالم
السبت   2018/12/08
شبح الممثلة الإباحية لا يزال يلاحق ترامب (Getty)
قال الادعاء الأميركي، ليل الجمعة، إن الرئيس دونالد ترامب، وجّه محاميه الشخصي لدفع رشوة لامرأتين قبيل انتخابات 2016، وسرد بالتفصيل معلومات لم تكن معروفة من قبل عن محاولة مواطن روسي المساعدة في حملة ترامب.

جاء ذلك في معرض المسوغات التي قدمها ممثلو الادعاء الاتحادي في نيويورك، وممثلو الادعاء الذين يعملون مع المحقق الخاص روبرت مولر، لتوضيح أسباب مطالبتهم بسجن محامي ترامب الشخصي السابق مايكل كوهين، ومدير حملته الانتخابية السابق بول مانافورت.

ونقلت وكالة "رويترز" عن خبراء قانونيين أن السجلات تكثف الضغوط على ترامب إذ تسهم في تأكيد اعتقاد الادعاء بمشاركته في مخالفات تمويلية خلال حملته الانتخابية وتنضم إلى قائمة متزايدة من الاتصالات بين العاملين في الحملة والروس عامي 2015 و2016. وقال ممثل الادعاء الاتحادي السابق مايكل زلدين: "يبدو أن الادعاء يقول بوجه عام إن الرئيس كان يعرف أكثر مما ادعى أنه يعرفه".

وطلبت المحكمة من الادعاء في قضيتي كوهين تقديم مذكرتين منفصلتين بشأن تعاونه مع قاضي المحكمة الجزائية في مانهاتن وليام بولي، الذي سيصدر الحكم على المحامي السابق في 12 كانون الأول/ديسمبر.

ورغم أن كوهين أورد اسم ترامب في مسألة تقديم رشوة لامرأتين، هما ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، ونجمة مجلة بلاي بوي السابقة كارين مكدوغال، في اتفاق يقر بمقتضاه بالذنب في آب/أغسطس في نيويورك، تمثل الوثائق الأخيرة أول توافق رسمي في الآراء من جانب ممثلي الادعاء الاتحادي على هذا الأمر. وتظهر الوثائق أن كوهين دفع الأموال "بالتنسيق مع" ترامب و"بتوجيه منه".

وسرعان ما انتهز الديموقراطيون هذا التأكيد للمطالبة باتخاذ خطوات لحماية التحقيق الذي يجريه مولر في احتمال التواطؤ بين روسيا وحملة ترامب الانتخابية. وقالت عضو مجلس الشيوخ دايان فاينستاين، في بيان: "تعرض هذه الوثائق القانونية مخالفات جنائية جسيمة، منها انتهاكات جنائية لقوانين تمويل الحملات وذلك بتوجيه من الرئيس ترامب".

من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن كوهين "كاذب" وإن الوثائق المقدمة للمحكمة "غير ذات أهمية". وتابعت: "الوثائق في قضية السيد كوهين لا تخبرنا بأي شيء ذي قيمة لم يكن معروفاً من قبل بالفعل".

والأسبوع الماضي، اعترف كوهين بأنه كذب على محققين من الكونغرس في محاولة للتهوين من سعيه للحصول على مساعدة من الكرملين في بناء ناطحة سحاب لترامب في موسكو. وقال مولر، الجمعة، إن كوهين كرر تصريحاته الكاذبة بشأن المشروع في أول اجتماع له مع مكتب المحقق الخاص، ولم يعترف بالحقيقة إلا في اجتماع لاحق في أيلول/سبتمبر بعدما أقر بالذنب في اتهامات أخرى في نيويورك.

وأضاف أن تصريحات كوهين الكاذبة أمام الكونغرس "حجبت حقيقة" أن مشروع ناطحة السحاب كان يمكن أن يجني "مئات ملايين الدولارات من مصادر روسية" لمؤسسة ترامب.

وقال مولر إن المناقشات بشأن المشروع المحتمل في موسكو مرتبطة بالتحقيق لأنها جرت "في وقت بذلت فيه الحكومة الروسية جهوداً متواصلة للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية".

وأشارت السجلات القضائية إلى أن كوهين قدم معلومات لمولر بشأن محاولات الروس للاتصال بحملة ترامب. ففي تشرين الثاني/نوفمبر 2015، تحدث كوهين مع مواطن روسي قال إن بإمكانه أن يقدم للحملة "مؤازرة سياسية" من روسيا، واقترح مراراً عقد اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتقول الوثائق إن كوهين لم يتابع العرض.

وقال مولر أيضا في السجلات إن كوهين قدم "معلومات مفيدة متعلقة باتصالاته مع أناس مرتبطين بالبيت الأبيض" في 2017 و2018.

كما تحدث مولر بالتفصيل عن أكاذيب مزعومة قالها رئيس حملة ترامب السابق بول مانافورت، خلال مقابلات مع ممثلي الادعاء ومكتب التحقيقات الاتحادي. وفي الشهر الماضي ألغى فريق مولر اتفاق مانافورت للإقرار بالذنب قائلاً إنه لم يذكر الحقيقة.