السويداء:انسحاب "داعش"الجزئي..تمهيد لصفقة كبرى؟

زين الحلبي
الأحد   2018/11/18
قوات النظام في تلول الصفا (سبوتنك)
سيطرت قوات النظام ومليشياته على أجزاء واسعة من تلول الصفا، بعد انسحاب مفاجئ لتنظيم "الدولة الإسلامية" منها، عقب هجمات متوالية شنها النظام على مواقعه، خلال الأيام الماضية، ترافقت مع قصف بمختلف أنواع الأسلحة.

وسائل إعلام النظام سارعت الى إعلان استعادة المنطقة من قبضة التنظيم، رغم عجزها عن اقتحامها خلال 3 أشهر، ومقتل المئات من العناصر والمليشيات. لكن مصادر "المدن" أكدت أن سيطرة النظام كانت فقط على بعض التلال في المنطقة، موضحة أن التنظيم لا يزال يحتفظ بعمق المنطقة وبعض الأجزاء الشرقية والغربية منها، فضلاً عن تواجد مناطق متاخمة للصفا تحت سيطرة التنظيم الكاملة، بينما تجددت المواجهات في بعض المحاور، الأحد، لتنفي بذلك صحة رواية النظام حول السيطرة الكاملة على المنطقة.

واستولت قوات النظام على مناطق "سد هطيل" و"قبر الشيخ حسين"، و"حوي حسين"، و"دوحة الصفا"، وتل "غانم و"تل المراتي"، بينما لا يزال "داعش" يسيطر على تل "الصفا" الرئيسي الذي يتوسط المنطقة ويشرف عليها من ارتفاع يبلغ قرابة 900 متر، بالإضافة إلى احتفاظه بالسيطرة على تلول مجاورة له ضمن مساحة 5 كيلومترات، ومناطق "الرحبة" و"الحصا" على أطراف الصفا، إضافة لمنطقة "الكراع" على تخوم ريف السويداء الشرقي.

مدير شبكة "السويداء 24" نور رضوان قال لـ"المدن"، إن التنظيم أخلى عدداً من النقاط في الصفا بشكل مفاجئ، رغم صموده فيها لثلاثة أشهر، كاشفاً عن انسحابات لمسلحي التنظيم جرى منذ أيام باتجاه بادية حمص، ومنطقتي الرحبة والحصا، ورجح أن سيطرة النظام على كامل الصفا باتت مسألة أيام قليلة، خصوصاً وأن غالبية قادة وأمراء "داعش" انسحبوا منها، لكن المعارك لم تنته بحسب تأكيده. وأشار إلى أن النظام سينفذ هجمات جديدة في الساعات القادمة على بقية المواقع التي يتواجد فيها "الدواعش" ضمن باديتي دمشق والسويداء.

وأضاف أنهم وثّقوا بالأسماء مقتل 210 عناصر من قوات النظام والمليشيات الموالية له، وإصابة 280 عنصراً منذ بداية العمليات العسكرية في بادية السويداء مطلع آب/أغسطس الماضي،  فضلاً عن مقتل 102 من التنظيم كان أخرهم قائد ميداني يدعى "أبو هاجر الشيشاني".

وفقاً لمصادر "المدن"، فإن "أبو هاجر" شيشاني الجنسية، ويتزعم مجموعة انغماسية غالبية أفرادها من المهاجرين (الأجانب)، كانوا في بادية حمص وقدموا لمؤازرة التنظيم في الصفا قبل حوالى شهر، بعد فرض القوات الروسية هدنة بين النظام والتنظيم.

رضوان اعتبر أن إعلان إعلام النظام السيطرة على الصفا محاولة لكسب انتصار إعلامي أمام أهالي محافظة السويداء، بالتزامن مع الدعوات الموجهة لهم للالتحاق بالخدمة الإلزامية، مؤكداً أنه من المبكر الحديث عن سيطرة النظام على كامل المنطقة.

الروس استخدموا مقاتلي التسوية من فصائل درعا ودمشق رأس حربة في الهجمات الأخيرة، وكان التقدم الأكبر من محاور تواجدهم، بعد خوضهم مواجهات شرسة مع "داعش" خسروا خلالها 34 عنصراً بين قتيل وجريح خلال 48 ساعة غالبيتهم من درعا، وعلى محور أخر أصيب مقاتلان من حزب الله اللبناني بجروح، ونقلا إلى أحد مستشفيات العاصمة دمشق خلافاً لقتلى ومصابي النظام الذين تستقبلهم مستشفيات محافظة السويداء، وفق مصادر "المدن".

مصدر من الفيلق الخامس (شباب السنة سابقاً) قال لـ"المدن"، إن "داعش" استخدم في الأيام الأخيرة صواريخ "كورنيت" مضادة للدروع، وقذائف هاون عيار 120، وكانت غالبية خسائر فصائل التسوية جراء استهداف مواقعهم بالصواريخ والقذائف، موضحاً أن هذه الأسلحة لم يستخدمها التنظيم سابقاً، واتهم جهات لم يحددها بتزويده بها.

في هذا السياق، تشير مصادر إلى أن ضباطاً من الفرقة الرابعة قدموا إلى الصفا قبل عشرة أيام، وعقدوا لقاء مع مجموعة من التنظيم شمال شرق قرية الساقية، وسلموا التنظيم 4 سيارات "بيك أب" صناديقها مغلقة، يعتقد أنها تتضمن قذائف وصواريخ وأسلحة، قد تكون ثمناً لإخلاء التنظيم بعض مواقعه. وتقول المصادر إنها ليست المرة الأولى التي يسلم فيها النظام إمدادات لـ"داعش"، كانت غالبيتها أثناء الهدنة، ساهمت في إنعاش التنظيم.