ليبرمان يستقيل: استسلمنا لحماس وزودناها بالمال
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في مؤتمر صحافي الأربعاء، استقالته من منصبه، بعد وقت قصير من جلسة خاصة عقدت ظهراً، مع كتلته، وذلك على خلفية اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وهاجم ليبرمان الحكومة، لموافقتها على قرار وقف إطلاق النار والسماح بإدخال أموال من دولة قطر إلى القطاع الأسبوع الماضي. وقال إنه يعتبر أن اتفاق وقف إطلاق النار والتهدئة مع "حماس" هي بمثابة "خضوع واستسلام للإرهاب". وتابع: "من وجهة نظري، لا يمكن الصمت على إطلاق 500 صاروخ باتجاه إسرائيل".
وأضاف: "من ناحيتي، فإن هناك نقطتين لم يكن بالإمكان الصمت عليهما، أولا إدخال 15 مليون دولار في حقائب إلى قطاع غزة من أجل تمويل الاشخاص الذين يمارسون الإرهاب ضدنا، ووقف إطلاق النار مع حماس".
وقال: "من ناحية نقوم بتمرير قوانين في الكنيست من أجل منع تمويل العائلات الارهابية، ومن ناحية أخرى نقوم بتقديم المال للعائلات التي تمارس الارهاب ضدنا على الحدود في غزة".
وتابع:" القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت تقديم المال لحماس في غزة... لا يوجد إشراف... ذهبت الأموال إلى عائلات الإرهابيين الذين اشتبكوا مع الجيش الإسرائيلي في السياج". وأضاف: "اليوم استسلمنا للإرهاب، نشتري الهدوء بالمال، ونساوم على الأمن بعيد المدى لإسرائيل".
وتعليقاً، اعتبرت حركة "حماس" استقالة ليبرمان "انتصاراً سياسياً لغزة". وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري على "تويتر":" استقالة ليبرمان هي انتصار سياسي لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال". وتابع:" كما أنها اعتراف بالهزيمة والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية".
وكانت القناة الاسرائيلية العاشرة نقلت عن مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إشارة الى ليبرمان: "إذا استقال، سيتم حل الكنيست قريباً وستجرى الانتخابات في الأشهر القادمة".
من جهته، دافع نتنياهو عن اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة "حماس" في قطاع غزة قائلاً إن "قادة حركة حماس في قطاع غزة توسلوا من أجل وقف إطلاق النار، وهم يعرفون لماذا".
وقال نتنياهو إن "القيادة الحقيقية تفعل الشيء الصائب، حتى لو كان صعباً". وأضاف خلال مراسم لذكرى رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق دافيد بن غوريون في النقب، أن "القيادة لا تفعل الشيء السهل".
ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "هآرتس" عن نتنياهو قوله إنه "منتبه لاحتجاجات السكان الاسرائيليين في جنوب إسرائيل"، مستدركاً: "لكن مع قادة الأمن أرى الصورة العامة لأمن إسرائيل".
يأتي ذلك في وقت تواصلت صباح الأربعاء، الاحتجاجات لسكان منطقة الجنوب وخاصة في المستوطنات الإسرائيلية في"غلاف غزة" الرافضة لإعلان الحكومة وقف إطلاق النار بوساطة مصرية، حيث وجهوا انتقادات شديدة اللهجة لرئيس الحكومة وطالبوا وزراء بالاستقالة.
وأغلق العشرات من المتظاهرين الطريق المؤدي لمعبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، وعرقلوا وصول شاحنات البضائع للقطاع. ووجه المستوطنون انتقادات شديدة اللهجة إلى رئيس الحكومة واتهموه "بخيانة سكان الجنوب"، ودعا المتظاهرون الوزراء وأعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت وأييليت شاكد إلى الاستقالة.