كيف صار شعار "هيئة التفاوض لا تمثلنا" عنواناً للتظاهرات؟

المدن - عرب وعالم
الجمعة   2018/10/05
(Getty)
تخرج المدن والبلدات التي تسيطر عليها فصائل المعارضة شمال غربي سوريا، للتظاهر الجمعة، للمرة الخامسة، تحت اسم "هيئة التفاوض لا تمثلنا"، وسط جدل واسع حول اختيار الاسم.

وكانت صفحة "شبكة الثورة السورية" في "فيسبوك" قد طرحت تصويتاً لاختيار اسم الجمعة بين؛ "لا للتفريط بالسلاح والأرض" و"التطبيع مع الأسد خيانة" و"هيئة التفاوض لا تمثلنا".

رئيس "هيئة التفاوض" نصر الحريري، انتقد اسم جمعة التظاهر، وقال في مقابلة على قناة "العربية الحدث": "قبل يومين، أحد الضباط، الذين بالعادة نتعاون معه من أجل جلب بعض المعلومات التي تفيدنا، قال لي إن النظام عمم إلى حلفائه ومؤسساته حملة التصويت على اسم مظاهرات اليوم الجمعة". وأشار إلى أن "النظام سيكون سعيداً عندما يرى بأن الجهة التي تناضل من أجل إسقاط النظام والتغيير الديموقراطي في سوريا، هناك أناس يشككون بها".

وتواجه "هيئة التفاوض" انتقاداً واسعاً بسبب "تنازلات" قدمتها في مفاوضات جنيف، ووافقت فيها على التدرج في مناقشة سلل المبعوث الدولي إلى سوريا الأربع وصولاً إلى الغرق في "اللجنة الدستورية" بالمشاركة مع النظام، رغم أن بيان "جنيف-1" يدعو إلى "مرحلة انتقالية تديرها هيئة حكم كاملة الصلاحيات، تضع دستوراً تجرى على أساسه انتخابات".

وتأسست "هيئة التفاوض" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، في العاصمة السعودية الرياض، كخلف لـ"الهيئة العليا للمفاوضات"، وذلك في "مؤتمر الرياض-2" الموسع للمعارضة السورية. وتضم "الهيئة" نحو 50 عضواً، يمثلون "الائتلاف الوطني السوري"، و"هيئة التنسيق الوطنية" ومنصتي موسكو والقاهرة، والفصائل العسكرية، وعدداً من المستقلين.

الحريري قال: "الهيئة لا يمكنها القبول إلا بالانتقال السياسي الحقيقي، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية". وأضاف أنه "يشعر بالسعادة عندما تخرج الجموع من دون خوف لتعبر عن آرائها بحرية وصراحة"، وانتقد اللجنة الدستورية" وقال إنها "أثبتت عدم جدواها في حل معضلة الشعب السوري".

وقال الحريري إن "هنالك بعض الشخصيات في المعارضة، تريد أن تمتطي هذه المظاهرات من أجل تحقيق أهداف سياسية"، وفق تعبيره، داعياً المتظاهرين إلى "أن يرفعوا في مظاهرات اليوم الجمعة لافتات ضد النظام، وضد التطرف والإرهاب، وضد إيران".

"شبكة الثورة السورية"، التي صدر عنها اسم الجمعة، قالت: "إنَّ مطلب الشعب الحرّ الثائر ما يزال إسقاط الأسد وعصابته، ولا يُمكن لهيئة تتحدث باسم الشعب وتستمد شرعيتها من دعمه إلا أن تكون أمينة على هذا المطلب فلا ترضى بلجنة دستورية تُحاول أن تصوغ دستورًا يترك الباب موارباً لبقائه أو سيادة دستوره". وأضافت: "مظاهرات هذه الجمعة عبارة عن إنذار يوجهه الشعب لهيئة التفاوض بأن تكون على مستوى تضحيات الشعب، وتصحّح مسارها وتتماهى مع مطالبه وإلا فستفقد الشرعية الشعبية، وحينها تتحمل الهيئة وحدها مسؤولية التصعيد الشعبي تجاهها".

"هيئة التفاوض" كانت قد نشرت، الأربعاء، بياناً، قالت فيه، أنها تؤمن بأنَّ الحل السياسي والتحول الديموقراطي عبر المظاهرات السلمية التي شهدتها المناطق المحررة، تؤكّد على حتمية زوال نظام الأسد. وشدَّد البيان على أهمية تطبيق الانتقال السياسي، وتسلسله الزمني، و"هذا ما يحاول النظام عرقلته بشكل مستمر لأنه يعني له الهزيمة". وأشار البيان إلى أنَّ "الهيئة" تنظر إلى "اللجنة الدستورية" كـ"بوابة مقبولة" لبدء العملية السياسية، لكنها "غير كافية وغير متوازنة"، مؤكداً "أنَّ البيئة الآمنة لن تكون إلا من خلال هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، إلى جانب إطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة كل مجرمي الحرب".

وطالبت "هيئة التفاوض" المتظاهرين بالإبتعاد عن "المظاهر السلبية" التي لا تخدم إلا النظام، وقالت إنَّ "المقاربة الواعية للظرف الحالي وتوحدنا خلف استراتيجيات واضحة ومدروسة" هو الذي يضمن لنا الوصول للانتقال السياسي الشامل وبناء دولة ديموقراطية.

وتناقل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لاسقاط الاعتراف بـ"هيئة التفاوض"، تزامناً مع مظاهرات الجمعة. في حين أشار آخرون إلى أن اسقاط الاعتراف بـ"الهيئة العليا للمفاوضات"، هو مساعدة للنظام في اخماد صوت المعارضة المعترف بها دولياً.

السياسي السوري ميشيل كيلو، طالب في تسجيلات صوتية، بـ"عدم الاستمرار في الركود والرفض لأي حلول قد تقدم نتائج للحل في سوريا".. داعياً إلى "دعم هيئة المفاوضات المعارضة" معتبراً أنها "الممثل الأفضل للمعارضة السورية وهي التي أتت برغبة دولية". وأضاف: "اليوم مطلوب منا أن نتحد لفترة طويلة جدا وننظم نفسنا خارج أي انحيازات حزبية، كرمال الله ما تخربلونا هالقصة إذا خربتوها يعني راحت الثورة، إذا نحنا اليوم نزلنا انشقاقاتنا وخلافاتنا مرة على الشارع فيكن تقرأوا الفاتحة على روح الثورة، ولا حدا يلوم حالو بعد هيك، من يشق اليوم صفوف السوريين بيكون عم يرتكب خيانة حتى لو كنت أنا".

الناطق باسم "هيئة التفاوض" يحيى العريضي، قال لوكالة "ستيب الإخبارية": "إنّ الذي يُطالب بإسقاط الهيئة ليس لديه مطالب محدّدة، وفقط يُريد إنهاء كيان موجود حسب وجهة نظره، ومن ناحية أخرى لو رأيت شخصيًّا أنَّ الهيئة كما يتصوّرها البعض بسبب تشويه المعلومات، لكنتُ أسقطتُ الهيئة بالاشتراك مع آخرين قبلهم". مشيراً إلى مرور حالات نشاز داخل الهيئة خلال الأشهر السابقة وتم إسكاتها من قبل أعضاء الهيئة.

وأوضح العريضي أنَّ "الهيئة لم يكن لها وجود لولا التزامها بمطالب وحقوق السوريين، وهذا ما تعلمه الدول والأمم المتحدة، فالالتزام الأساسي هو أنَّ سوريا بلد يستحقّ أن يكون حرّاً ويوضع على سكة الحياة وهنا التمترس". واصفًا الهيئة بأنّها "كيان صلب متمترس لحقّ السوريين" وأيّ أحد ضدّها يكون ضد هذا التوجّه، وعليه فهم ما تقوم به الهيئة من عمل متواصل على مدار التسعة الأشهر الماضيّة.