اسطنبول:تفتيش منزل القنصل السعودي..وواشنطن تعرض المساعدة

بدأ فريقا التحقيقات التركي والسعودي، الأربعاء، تفتيش منزل القنصل السعودي محمد العتيبي في إسطنبول في إطار التحقيقات بشأن اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

ووصلت ست سيارات كبيرة وأربع حافلات مليئة بالمحققين الجنائيين إلى المنزل، وذلك بعد نحو ساعتين من وصول فريق التفتيش السعودي المكون من 11 شخصاً. وجلب فريق البحث الجنائي التركي معه معدات ودخل إلى مقر إقامة القنصل، وتقدم الوفد التركي نائب عام جمهوري ونائب مدعي عام إسطنبول، وعدد من خبراء مديرية مكافحة الإرهاب.

واتخذت الشرطة التركية تدابير أمنية مشددة في محيط مقر إقامة القنصل السعودي، تمهيداً لإجراء التفتيش. وقالت وكالة "الأناضول" إن الشرطة التركية رفعت مستوى التدابير الأمنية في الطرقات المؤدية إلى مقر إقامة القنصل في منطقة لفنت، وذلك عقب وصول الوفد السعودي إليه. كما قامت بإبعاد الصحافيين المحليين والأجانب المنتظرين أمام مقر إقامة القنصل إلى ما بعد الشريط الأمني.

وكان تفتيش منزل القنصل مقرراً الثلاثاء، لكن السلطات التركية انتظرت حتى اعطائها الإذن من قبل السلطات السعودية، فيما غادر القنصل السعودي متوجهاً إلى بلاده.

ونقلت قناة "الجزيرة" عن مصدر في مكتب المدعي العام التركي أن وزارة الخارجية التركية طلبت وقف الاتصالات مع الفريق السعودي بشأن التحقيق في اختفاء خاشقجي، مضيفاً أن الخارجية ستكون وسيلة التواصل مع السعوديين في هذا المجال.

وزارة الخارجية الأميركية قالت إن الوزير مايك بومبيو تعهد خلال لقائه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره مولود جاويش أوغلو الأربعاء، بتقديم الدعم للتحقيق الجاري بخصوص إختفاء خاشقجي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية هيذر نويرت في بيان، إن بومبيو بحث خلال لقائه مع أردوغان العلاقات الثنائية، والأزمة السورية.

وأضافت أن بومبيو أعرب عن ترحيبه لإخلاء سبيل القس الأمريكي أندريه برونسون في تركيا مؤخراً. ولفتت إلى أن بومبيو نقل قلق بلاده إلى الرئيس أردوغان بخصوص إختفاء الصحافي السعودي ، معرباً عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم كل أنواع المساعدة للتحقيقات.

وأشارت إلى أن بومبيو إلتقى أيضاً بنظيره التركي، وبحث معه المسألة السورية، وإيران، ومحاربة الإرهاب، وأكد استعداد بلاده لدعم التحقيقات الجارية حول إختفاء جمال خاشقجي.

من جهة ثانية، نقلت قناة "الجزيرة" عن مصادر أمنية تركية أن ماهر مترب، المقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، هو منسّق عملية قتل خاشقجي. وقالت المصادر إنه تم استئجار الطائرتين الخاصتين باسم مترب، لنقل قتلة خاشقجي إلى إسطنبول.وأوضحت أن "مترب أجرى 19 اتصالاً يوم قتل خاشقجي، منها 4 بمكتب سكرتير محمد بن سلمان".

من جهتها، نقلت شبكة "سي أن أن" عن مصادر أن مترب هو كولونيل في المخابرات السعودية، ومقرب من ولي العهد، وأنه أحد العناصر الخمسة عشر الذين دخلوا تركيا يوم مقتل خاشقجي وتحوم حولهم الشبهات بتنفيذ العملية داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

وفي السياق، قال المتحدث باسم حزب "العمال" البريطاني المعارض جون ماكدونيل الأربعاء، إن على بريطانيا النظر في فرض عقوبات على السعودية إذا لم تقدم إجابات وافية على الأسئلة الخاصة باختفاء خاشقجي.

وقال: "إذا لم نحصل على الردود المشروعة التي نتوقعها، فإننا نظراً لعلاقتنا الخاصة بالسعودية يجب أن نكون إحدى تلك الدول... التي تتصدر ردود الفعل، وهو ما يعني فرض عزلة سياسية بل ويعني أيضا فرض عقوبات اقتصادية".