وزير الاستخبارات الاسرائيلية: الأنظمة العربية لا تعتبر إسرائيل عدواً

بسام مقداد
الأربعاء   2018/01/03
Elaph ©

قال وزير شؤون الاستخبارات والنقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال مقابلة مع موقع "نيوز.روس" الاسرائيلي، الناطق بالروسية، إنه كان ينطلق من احتمال انتصار الرئيس السوري بشار الأسد، في جميع نشاطاته الرامية إلى إضعاف "حزب الله"، وتهديد إيران بالعقوبات إذا واصلت دعم الحزب.

وأوضح كاتس، أنه كان ينطلق من هذا الاحتمال، في وقت كان النظام الدفاعي الإسرائيلي ينطلق من نظرية، أن نهاية الحرب في سوريا أبعد من أن تكون واضحة. لقد جاءت نهاية الحرب مفاجئة، ووجدت إسرائيل نفسها في وضع تثب فيه إيران إلى الأمام محاولة استثمار هذا النصر. وتقوم إسرائيل، رداً على ذلك، بوضع حدود صارمة لمحاصرة الوجود العسكري الإيراني في سوريا.


وهل بوسع إسرائيل وضع مثل هذه الخطوط؟ يجيب كاتس بأن إسرائيل يمكنها ذلك بفضل قوتها. والحوار مع روسيا مبني على معرفة الروس لقدرة إسرائيل حيال العرب. ولا أحد في الشرق الأوسط "سوف يتحدث معك، إن كنت ضعيفاً". ويشير إلى أن روسيا تريد الإستقرار في سوريا، فقد نفذت مهماتها وأمنت استمرار النظام، وحصلت على مرفأ ومطار، وثبتت مواقعها تجاه العالم العربي. وروسيا تدرك، في الوقت عينه، أن إسرائيل إذا شعرت بالخطر أو أنه قد تم تجاوز الخطوط الحمر التي رسمتها، فسوف تتحرك، وهذا يعني أنه لن يكون هناك استقرار.


يشدد كاتس على أن هذه الرسالة تبلغها إسرائيل لروسيا دوماً: "الإستقرار في سوريا مصلحتنا المشتركة". ويقول "نحن لا نتدخل في مسألة من يكون على رأس سوريا: الأسد أو أي شخص غيره، لكن لن نسمح لإيران بالتمركز في سوريا". وأضاف، بأن إسرائيل لن تسمح لإيران ببناء مرفأ ومطار وتمركز 80 ألف مقاتل مسلح "ووفقاً لمصادر أجنبية، فقد سبق لإسرائيل أن تحركت ضد أهداف إيرانية في سوريا".


وفي رد على سؤال حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال الوزير الإسرائيلي، إن بوتين ليس عدواً لإسرائيل ولا للشعب اليهودي. وأشار إلى أن بوتين يدافع عن مصالح روسيا كما يفهمها، ولديه شبكة من المصالح المرتبطة بتركيا وإيران والولايات المتحدة، وهو يريد الإبقاء على الوضع في سوريا عند نقطة توازن متقلب، هو من أوصل إليه. كما أنه لا يريد لسوريا أن تصبح أفغانستان أخرى بالنسبة لروسيا "وهي يمكن أن تصبح كذلك بسهولة".


وعن سؤال حول العلاقة مع الولايات المتحدة، قال الوزير الإسرائيلي، إن هذه العلاقة مهمة لإسرائيل، كما هي مهمة المساعدة التي تتلقاها من الولايات المتحدة. لكن العامل المحدد، برأيه، يبقى قوة إسرائيل واستعدادها لاستخدام هذه القوة في حال تخطي "الخطوط الحمر، التي رسمناها". والاتصالات مع روسيا تساعد في تفادي الاشتباكات على الأرض؛ والمعلومات، التي يملكها "والتي لا أستطيع نشرها بالتفصيل، هي بغاية الفعالية، وأؤكد، بغاية الفعالية".


وحول الرأي القائل إن إسرائيل، عاجلاً أم آجلاً، ستبقى بمفردها بوجه إيران، قال كاتس، إن إسرائيل هي بمفردها طوال الوقت ضد إيران، التي تكره إسرائيل، ليس لدوافع دينية فقط، بل لأنها تكره السنة أكثر بكثير مما تكره إسرائيل. والسبب الرئيسي، برأيه، لكره الإيرانيين لإسرائيل هو لأنها القوة الوحيدة القادرة على وقف التوسع الشيعي في الشرق الأوسط. وإسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، وهي تفضل أن يتم ذلك عن طريق الدبلوماسية بمساعدة المجتمع الدولي، لكن "إذا لم يتبق خيار، فسوف نتحرك". والدول العربية، التي تخشى تلك اللحظة، التي تمتلك فيها إيران السلاح النووي، تعتمد على اسرائيل "مباشرة أو مداورة".


وهل يمكن التوصل إلى تعاون مع البلدان العربية بدون إحراز تقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين؟ يجيب كاتس، بأن ممثلي هذه الدول لا يطرحون هذه المسألة خلال المحادثات معهم، وهي ليست المسألة الرئيسية بالنسبة لهم. لكن لو تعانق نتانياهو وأبومازن غداً، وتوصلا إلى اتفاق على مروحة واسعة من المسائل، فلن يكون بوسع اليهود التنزه في مكة، مثلاً، أو الرياض. ويقول بعد إعلان الرئيس الأميركي بشأن القدس، يقوم ابو مازن بإحراق جميع الجسور الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، لكن الحكومات العربية اكتفت بالخطابات فقط، من دون أن تدخل في مجابهة مع الولايات المتحدة.


ويرى كاتس أن الأنظمة العربية لا ترى في إسرائيل عدواً، بل على العكس، ترى فيها شريكاً في الصراع مع إيران. المسألة يتم طرحها، لكنها ليست المسألة الرئيسية. ويوضح "إذا سألتني هل سيكون هناك تطبيع كامل للعلاقات مع العالم العربي في السنوات القريبة القادمة، فالجواب هو كلا". ويعتبر الوزير الإسرائيلي أن التطبيع الجزئي، الذي يمكن أن يقوم على الاتصالات الاقتصادية بين رجال الأعمال والشركات، هو أمر مهم. ويشير إلى انتشار معادلة "frenemies" (الأصدقاء الألداء) على نحو واسع في المنطقة؛ القوى عينها يمكن أن تكون أصدقاء وأعداء في الوقت عينه. فالمملكة العربية السعودية يمكن أن لا تسمح بدخول فريق الشطرنج الإسرائيلي "لكن هذا لا يعرقل أبداً الإتصالات في حقل المخابرات ضد إيران".