صفقة "معبر نصيب": هل اقترب انسحاب المعارضة؟

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2017/09/20
ضغوط أردنية على المعارضة للانسحاب من المعبر (انترنت)
تتجه فصائل من المعارضة السورية المسلحة إلى الانسحاب من معبر نصيب على الحدود مع الأردن، في إطار صفقة مع النظام السوري تتضمن الإفراج عن نحو مئة معتقل وأسير في سجونه، ويجري الاتفاق الذي لم تعلن المعارضة عنه بعد، من خلال "مركز المصالحة الروسي".

وأفادت وكالة "نوفوستي" الروسية، أن فصائل من المعارضة أعلنت موافقتها على تسليم معبر "نصيب" لقوات النظام مقابل الإفراج عن 100 من الأسرى والمعتقلين، مشيرة إلى النظام ومركز المصالحة الروسي كثفا المباحثات مع فصائل لاستعادة السيطرة على المعبر، وفق ما نقلت عن مصدر مطلع في دمشق.

وقال المصدر، الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، إن "مركز المصالحة الروسي يقوم بمهمة جمع ممثلين عن دمشق والمعارضة المسلحة، للتوصل إلى توافق في الآراء والاتفاق حول المعبر"، وأشار إلى أن أحد قياديي المعارضة، ويدعى أبو محمد الأردني، يقود عملية التفاوض، وطالب بالإفراج عن حوالي 100 من الأسرى لدى السلطات السورية.

وتابع المصدر، أنه "في الوقت الراهن فإن مسألة فتح معبر نصيب تعتمد إلى حد كبير على الحكومة السورية، فقد سلم ممثلو مركز المصالحة الروسي مقترحات المعارضة المسلحة لدمشق، بعدما أخرج المسلحون كل أسلحتهم ومعداتهم من مقر المعبر والمنطقة".

وأوضح أن السلطات الأردنية مارست ضغطاً على المعارضة، وسط اهتمام الأردن بعودة التجارة بين البلدين، إذ بلغت خسارة عمان بسبب سيطرة المعارضة على الطريق التجاري أكثر من 800 مليون دولار سنوياً.

يشار إلى أن الحديث حول فتح المعبر الحدودي قد بدأ في أعقاب اتفاق الهدنة في جنوب سوريا، الذي أبرم بين روسيا والولايات المتحدة والأردن في شهر تموز/يوليو الماضي في العاصمة الأردنية عمان، ونص على إقامة منطقة "تخفيف توتر" في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء.

وتحدثت مواقع تابعة للمعارضة، قبل أيام، عن فشل مساعي الأردن والنظام السوري في إعادة فتح المعبر، فيما ذكرت تقارير صحافية، في تموز/يوليو الماضي، أن الأردن وضع خمسة شروط من أجل إعادة فتح المعبر نصيب.

وكان الأردن قد تقدم باقتراحات لإعادة تشغيل المعبر إلا أن النظام رفضها جميعها، متمسكاً بفرض السيادة الكاملة على المعبر وعلى الطريق المؤدي له، ومعلناً عدم قبول أحد الاقتراحات الأردنية المتمثلة بإعادة السلطة المدنية للنظام إلى المعبر، مع الحفاظ على السلطة العسكرية للفصائل.

وكان عضو هيئة المفاوضات السورية سابقاً خالد المحاميد، قال قبل أكثر من شهر، إن فتح المعبر سيكون بداية أيلول/سبتمبر الجاري أو تشرين الأول/أكتوبر المقبل، على أن يكون تحت إشراف فصائل من "الجيش الحر" والجانب الروسي، لتعلن الهيئة لاحقاً عن إلغاء عضويته بعد كلامه.

ومعبر "نصيب – جابر" هو أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسوريا، ويقع بين بلدة نصيب السورية في محافظة درعا وبلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، وهو أكثر المعابر ازدحاما على الحدود السورية، حيث تنتقل عبره البضائع بين سوريا والأردن ودول الخليج.