ستيف بانون يخرج من البيت الابيض ويبقى وفياً لترامب

المدن - عرب وعالم
السبت   2017/08/19
Getty ©

حسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بشأن كبير الخبراء الاستراتيجيين ستيفن بانون، حيث أعلن إقالته رسمياً، الجمعة، ليطيح بمن يوصف بـ"مهندس انتصار" ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض، ورسم سياساته المناهضة للعولمة والمعززة للقومية واليمين المتطرف.

ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع على القرار، الذي كان قيد البحث منذ فترة، إن بانون مُنح فرصة لترك المنصب بنفسه. وقال المصدر "الرئيس حسم قراره بشأن الأمر خلال الأسبوعين الماضيين". وأضاف "منحوه فرصة للاستقالة وهو على علم بأنه كان سيجبر على ذلك". 

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن ترامب كلف كبير موظفيه المعين حديثاً جون كيلي بالقضاء على الخلافات الداخلية، واشاروا الى إن تصريحات أدلى بها بانون هذا الأسبوع لمجلة "أميركان بروسبكت" الليبرالية، تحدث فيها بصراحة عن استهداف خصومه داخل الإدارة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وحددت مصيره.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن "كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي وستيف بانون اتفقا اليوم (الجمعة) على أن هذا سيكون اليوم الأخير لستيف... نحن ممتنون لخدماته ونتمنى له التوفيق".

في المقابل، رحب الديموقراطيون بخطوة ترامب، بحذر، معتبرين أن ذلك لن يكون بمثابة تحول نوعي في سلوك الإدارة الحالية. وقال المتحدث باسم اللجنة القومية للحزب الديموقراطي مايكل تايلر "الآن قلّ مؤيدو تفوق البيض واحدا في البيت الأبيض لكن ذلك لا يغير الرجل الجالس خلف المكتب البيضاوي (ترامب)".

وبانون هو سادس مسؤول بارز في الإدارة الاميركية يغادر البيت الأبيض حتى الآن، إذ شهد فريق الرئيس إقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين، وكبير موظفي البيت الأبيض راينس بريباس، ومدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي، ومدير الاتصالات في البيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي، والسكرتير الصحافي شون سبايسر، والأخير قدّم استقالته بعد تعيين سكاراموتشي.

وكان ترامب قد أشار إلى نفاذ صبره مع كبير استراتيجيي البيت الأبيض ستيف بانون، الذي يخوض معركة فرض نفوذ داخل البيت الأبيض مع جاريد كوشنر، صهر ترامب وأقرب مستشاريه.

وتجنّب الرئيس الأميركي الإجابة بوضوح على سؤال لصحيفة "نيويورك بوست"، في أبريل/نيسان الماضي، عما إذا كان يثق ببانون، وقال "أنا أحب ستيف، ولكن عليكم أن تتذكروا بأنه لم يشارك في الحملة (الانتخابية) إلا في مرحلة متأخرة جداً". وأضاف "كنت قد تغلبت على جميع السناتورات والحكام ولم أكن أعرف ستيف بعد. كنت أنا الاستراتيجي لنفسي ولن أتغير". وآنذاك فسّرت تلك التصريحات على أنها ملامح لمرحلة مقبلة سيتخلى بها ترامب عن بانون.

وتم تعيين بانون في حملة ترامب أثناء تعثرها في المراحل الأخيرة من السباق نحو البيت الأبيض، ويعزى إلى بانون الفضل في إطلاق الخطاب القومي المناهض للمؤسسة الحاكمة، والذي ساعد في وصول ترامب إلى سدة الرئاسة. إلا أن بانون إصطدم مع كوشنر الذي يتبنى نهجاً تقليدياً، ويتولى حالياً مجموعة واسعة من المسؤوليات المتعلقة بسياسة البيت الأبيض.

وقال ترامب إن "ستيف شخص جيد، ولكنني أمرتهما بتسوية الأمور بينهما وإلا فإنني سأفعل ذلك بنفسي".

ويقول مراقبون إن مهمة التوفيق بين رؤيتي صهر الرئيس، وصديقه اليميني في غاية الصعوبة، خاصة وأن كلاً من بانون وكوشنير قد تمكنا من اكتساب نفوذ هائل داخل البيت الأبيض. فمن خلال موقعه ككبير الإستراتيجيين في الإدارة الجديدة، اكتسب بانون السلطة من خلال المساعدة في تحقيق ترامب لنصره الانتخابي المفاجىء، لدرجة أنه تفاخر بين أوساطه الخاصة في بداية تولي الإدارة الجديدة الحكم بأنه اختار أعضاء حكومة ترامب بنفسه.

وفي أول تصريح له عقب إقالته، قال بانون لموقع "بلومبرغ نيوز"، إنه "إذا كان هناك أدنى التباس، فاسمحوا لي بتوضيح الأمور: أغادر البيت الأبيض، وأذهب لمواصلة المعركة دفاعاً عن ترامب وضدّ معارضيه في الكابيتول ووسائل الإعلام وفي عالم الأعمال".

وفي مقابلة لصحيفة "ويكلي ستانداردز"، قال بانون إن "رئاسة ترامب هي التي كافحنا من اجلها". واضاف "ما زال لدينا حركة هائلة وسنفعل شيئا ما خلال هذه الرئاسة، لكنه سيكون شيئا آخر".

من جهة ثانية، أعلن الموقع الالكتروني "برايتبارت نيوز"، الناطق باسم التيار اليميني المتطرف في الولايات المتحدة، والذي أسسه بانون، أن ستيف عاد منذ الجمعة إلى ممارسة مهامه فيه بصفته مديراً تنفيذياً للموقع. وقالت وكالة "فرانس برس"، إن بانون ترأس، الجمعة، الاجتماع التحريري الأول له في الموقع منذ عودته إليه.