عفرين: "وحدات الحماية" تُعبئ الشارع ضد "الهجوم" التركي

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2017/07/05
مظاهرة في الشيخ مقصود منددة بالعملية العسكرية التركية المرتقبة (انترنت)
قصف الجيش التركي من قواعده في تركيا وفي ريف حلب، بعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية في تل رفعت والشيخ عيسى وأم حوش ومطار منغ وجبل برصايا وعين دقنة، ومواقع ومعسكرات لـ"الوحدات" في ريف عفرين. القصف المدفعي والصاروخي كان عنيفاً بشكل غير مسبوق.

وكانت "وحدات الحماية" قد دعت أهالي منطقة عفرين وباقي المناطق التي تسيطر عليها في ريف حلب الشمالي للخروج في مظاهرات منددة بالعملية العسكرية المرتقبة التي تلّوح بها تركيا ضدها.  وتندرج الحملة للتعبئة الشعبية في إطار الحرب الإعلامية المضادة التي تقودها "الوحدات" ضد التدخل التركي المحتمل.

وبثّ "المرصد السوري لحقوق الإنسان" شريطاً مصوراً، يظهر أعداداً كبيرة من المتظاهرين في عفرين، نددوا بالتدخل التركي، و"العملية العسكرية التي تعتزم تركيا تنفيذها بمشاركة فصائل عاملة بريف حلب، ضد قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمادها".



في المقابل، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، إن الاستعدادات العسكرية التركية في شمال غرب سوريا إجراءات مشروعة ضد أي تهديد من القوات الكردية في منطقة عفرين وإن تركيا سترد على أي تحرك عدواني.

وأضاف قورتولموش في مقابلة مع وكالة "رويترز"، إن "هذا ليس إعلانا للحرب. نحن نقوم باستعدادات ضد تهديدات محتملة... هذا إجراء مشروع حتى يتسنى لنا أن نحمي استقلالنا. لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام من يرسلون صواريخ من عفرين".

في موازاة ذلك، قال قائد "وحدات حماية الشعب" سيبان حمو إن الانتشار العسكري التركي قرب مناطق يسيطر عليها الأكراد في شمال غرب سوريا يصل إلى "مستوى إعلان حرب" في مؤشر على خطر حدوث مواجهة كبرى.

واتهم حمو، في مقابلة مع "رويترز"، إن تركيا تقوم بالإعداد لحملة عسكرية. وقال إن "هذه التحضيرات العسكرية وصلت إلى مستوى إعلان الحرب وقد تفضي إلى اندلاع الاشتباكات الفعلية في الأيام القادمة".

وكانت بلدة كفرنايا التي تسيطر عليها "الوحدات" جنوبي تل رفعت في ريف حلب الشمالي، قد شهدت الثلاثاء، مظاهرة حملت لافتات منددة بالتدخل التركي، ووجهت التحية للمناطق الواقعة تحت سيطرة "الوحدات" في ريف حلب الشمالي المسماة: "الشهباء". وتداول نشطاء محسوبون على "الوحدات" مقاطع مصورة للمتظاهرين يجوبون شوارع البلدة ويحملون لافتات وأعلام "سوريا الديموقراطية" ورايات أخرى للتشكيلات العسكرية التي تتكون منها.


الناشط الإعلامي، عبداللطيف نورس، قال لـ"المدن"، إن سكان بلدة كفرنايا من العرب، والتظاهرة التي خرجت نظمتها "وحدات الحماية"، ولا تتجاوز نسبة من شاركوا في التظاهرة من أبناء البلدة 10 بالمئة، وهم عائلات بعض المقاتلين في "قوات سوريا الديموقراطية" من أبناء البلدة الذين انشقوا عن المعارضة نهاية العام 2015. أما باقي المتظاهرين فهم عناصر ونشطاء وموظفون تابعون لـ"الوحدات" من مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي وعفرين.

وأضاف نورس: "لا تملك الوحدات قاعدة جماهيرية في المناطق التي تسيطر عليها في ريف حلب، في المناطق ذات الغالبية الكردية في عفرين وما حولها، أو ذات الغالبية العربية في تل رفعت وما حولها، بسبب سياسات الوحدات التعسفية بحق المدنيين، وتحاول من خلال دعوة الشارع للخروج تنديداً بالتحركات التركية اظهار نفسها كقوة تمتلك حاضنة شعبية تدافع عنها".

وكان "المجلس المحلي" لمدينة عفرين التابع لـ"المجلس الوطني الكردي"، قد أصدر الإثنين، بياناً طالب فيه ما أسماه بسلطات الأمر الواقع (الوحدات) بالتخلي عن سياساتها الانفرادية وسلوكها الاستبدادي وعدم تسخير الأكراد لخدمة سياسات واجندات "العمال الكردستاني" الذي الحق أفدح الأضرار بوحدة الصف الكردي ومقومات صموده.

وشدد بيان المجلس على ضرورة عدول "الوحدات" عن نهجها الاستبدادي ومراجعة سلوكها وأتباع سياسة عقلانية تلبي وتتماشى مع مصالح الشعب خاصة في هكذا ظروف تاريخية. كذلك ناشد البيان إقليم كردستان العراق، حكومةً ورئاسةً، ببذل مساعيهم لحث السلطات التركية على عدم الاستمرار في مخططها بشن المعركة.