القدس تنتصر: الآلاف يدخلون الأقصى..والاحتلال يقمع المصلين

المدن - عرب وعالم
الخميس   2017/07/27
أكثر من 10 آلاف فلسطيني دخلوا المسجد بعد دقائق من فتح باب حطة (Getty)
اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي باحات المسجد الأقصى، مساء الخميس، بعد فترة وجيزة من دخول المصلين الفلسطينيين لآداء صلاة العصر، ما أدّى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أدّت إلى إصابة 41 فلسطينياً على الأقل. وأوضحت "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" أن الإصابات تنوعت ما بين اعتداء بالضرب وإصابات بالرصاص المطاطي وغاز الفلفل وقنابل الصوت.

ونقلت وكالة "الأناضول" التركية، عن شهود عيان، قولهم إن الشرطة الاسرائيلية قمعت المصلين قرب بابي حطة والأسباط أثناء دخولهم إلى المسجد واعتقلت عدداً من الشبان، كما أنها أغلقت كافة بوابات المسجد. وبحسب الشهود إن القمع تركز في منطقة "مُصلى قبة الصخرة"، وأن القوات الإسرائيلية تحاصر المصلين من كافة الاتجاهات.

وبالرغم من التصعيد الإسرائيلي، أدى عشرات الآلاف من الفلسطينيين صلاة العصر في الأقصى ومحيطه، للمرة الأولى منذ 12 يوماً، وذلك بعد أن فتحت الشرطة الاسرائيلية باب حطة، تحت ضغط المرجعيات الاسلامية في القدس التي هددت بالعودة إلى الاعتصامات ما لم تفتح قوات الاحتلال البوابات المؤدية للمسجد.

وبحسب "الأناضول" فإن ما يزيد عن 10 آلاف فلسطيني دخلوا المسجد بعد دقائق من فتح باب حطة، مرددين التكبيرات ورافعين الأعلام الفلسطينية.

وكانت المرجعيات الإسلامية في القدس قد دعت المصلين إلى دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة العصر، الخميس، بعد إعلان الشرطة الإسرائيلية رفع "كافة التدابير الأمنية" التي كانت قد وضعتها على أبوابه بعد 14 تموز/يوليو الجاري.

وقالت المرجعيات الإسلامية في بيان تلاه رئيس المجلس الأعلى للأوقاف في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب، إنها تدعو جميع المصلين إلى الدخول الجماعي إلى ساحات المسجد، معلنة "النصر" على اسرائيل "في هذه الجولة". وطالب البيان بأن يدخل المصلون المسجد "مكبرين مهللين وألسنتنا تنهج بالدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ أقصانا وقدسنا وشعبنا بما يليق بمكانة المسجد الاقصى المبارك، ونفوت الفرصة على عدونا المتربص بنا".

وأعلن سلهب أن "صمود أهالي القدس ووحدتهم هو الذي أرغم الاحتلال على التراجع عن قرارته الاخيرة بحق المسجد الأقصى". كما أشاد سلهب بدور الأردن والملك عبد الله بن الحسين، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والفصائل الفلسطينية على دورهم في "نصرة المسجد الأقصى"، ودعاهم إلى "بذل المزيد لحماية المسجد من اجراءات الاحتلال".

وكانت الشرطة الاسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق الخميس، أنها أزالت خلال ساعات الليل "كافة التدابير الأمنية" التي تم وضعها على مداخل الأقصى. ونقلت وكالة "الأناضول" عن المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري قولها، إن القوات الاسرائيلية أزالت كافة الاجراءات الجديدة، بما يشمل الجسور الحديدية المعلقة والمتاريس الحديدية، وذلك بعد أيام من رفع بوابات التفتيش الاكتروني والكاميرات لذكية.

من جهة ثانية، أقرّ الكنيست الاسرائيلي في جلسة تصويت أولى من أصل 3، الأربعاء، تعديل قانون يقيّد أي تصويت مستقبلي حول التنازل عن أجزاء من القدس للفلسطينيين.

وينص التعديل على ضرورة تصويت 80 نائباً، على الأقل، من أصل 120، لصالح أي اقتراح بتسليم أجزاء من المدينة إلى "طرف أجنبي". وصوت 51 من الائتلاف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لصالح التعديل، فيما رفضه 41 نائباً في المجمل.

واقترح بعض نواب المعارضة الإسرائيلية من اليسار، إعادة رسم حدود القدس بشكل لا تشمل بعض الأحياء الفلسطينية، التي يقولون إنها لا علاقة لها بالمجتمع الإسرائيلي ويجب أن تكون جزءاً من دولة فلسطينية في المستقبل.