"تحرير الشام" تتمدد في ريف حلب..و"الزنكي" تغازلها

المدن - عرب وعالم
الأربعاء   2017/07/26
بيان "الزنكي" هو بمثابة بيعة جديدة لـ"هيئة تحرير الشام" (انترنت)
تمكنت "هيئة تحرير الشام" من التوسع في أرياف حلب الجنوبية والغربية والشمالية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعدما انضمت إلى صفوفها كتائب وسرايا مسلحة كانت تتبع لـ"حركة أحرار الشام" التي انحسرت بشكل كبير على خلفية العملية العسكرية التي شنتها ضدها "الهيئة" في إدلب وريفي حلب وحماة.

ومن الكتائب البارزة التي أعلنت ولاءها لـ"الهيئة": "كتائب إمام المجاهدين ابن تيمية" التي تسيطر على سلسلة مرتفعات جبلية في ريف حلب الشمالي الغربي بالقرب من مدينة دارة عزة في مواجهة "وحدات الحماية" الكردية في عفرين. ومن المواقع المهمة التي تتمركز فيها "ابن تيمية" جبل الشيخ بركات الذي يضم شبكة كبيرة من أبراج الاتصالات المدنية والعسكرية التي تخدم مناطق المعارضة في الشمال. كما يتمتع الجبل الوعر والأكثر ارتفاعاً في المنطقة بأهمية عسكرية كبيرة من حيث الموقع المشرف على مناطق واسعة تسيطر عليها "وحدات الحماية" في منطقة عفرين.

وبدأت "كتائب ابن تيمية" بعدما أصبحت واحدة من تشكيلات "الهيئة" بوضع يدها على كل المؤسسات والمقرات والمعدات الخدمية الثقيلة التي كانت تتبع لـ"أحرار الشام" في دارة عزة وريفها القريب، ومن بينها المحكمة ومشفى "الريح المرسلة".

وفي ريف حلب الجنوبي حققت "الهيئة" توسعاً جديداً بالسيطرة على جبهات ومواقع تماس مع مليشيات النظام، بعدما انضمت إلى صفوفها كتائب كانت تابعة لـ"الأحرار". ولم تكن "الهيئة" بحاجة إلى عمليات عسكرية أو مداهمات لتنفيذ مهمتها بابتلاع كتائب "الحركة"، بل جرى الأمر بسهولة وبالتراضي ومن دون مواجهات.

في الضواحي الشمالية لحلب ظلت الجبهات وانتشار فصائل المعارضة المسلحة من دون أي تغيّرات جوهرية. ولـ"الهيئة" في الضواحي الشمالية ثقل سابق يتركز في عندان وكفر حمرة وحريتان. وتتقاسم "الهيئة" الجبهات هناك مع "فيلق الشام" و"حركة نور الدين الزنكي" و"لواء الحرية الإسلامي" و"جيش ادلب الحر". تلك الفصائل تتقاسم السيطرة مع "الهيئة" غربي وجنوبي حلب. وتتصدر "الهيئة" القائمة في عدد النقاط والمواقع العسكرية التي تقع تحت قبضتها.

الأوضاع الميدانية في ريف حلب على الصعيدين العسكري والمدني لا تبدو مستقرة، ويتوقع الشارع تغيرات قادمة لا محالة وإن كان الهدوء هو المخيم الآن. والفاعل الرئيس في أرياف حلب بات "هيئة تحرير الشام" وسط  مشاورات ولقاءات بين الفصائل و"الهيئة" التي أصدرت في 23 تموز/يوليو بيان طمأنة، تحدث عن استمرار الثورة وركز على ضرورة تسليم المناطق لإدارة مدنية.

"حركة نور الدين الزنكي" كانت قد أصدرت بياناً، قبل يومين، رحبت فيه باقتراحات "الهيئة"، وجاء فيه: "ايماناً منا بضرورة جمع الصف ووحدة الكلمة ورأب الصدع الحاصل في الساحة لاستمرار الثورة في مسارها الصحيح واستجابة لدعوة هيئة تحرير الشام في بيانها الأخير بعنوان الثورة مستمرة والذي يدعو الى تشكيل ادارة مدنية تحكم المناطق المحررة وتشارك فيه كل الفعاليات الشرعية والثورية والسياسية والمدنية وتتفرغ القوى العسكرية من كل الفصائل لمقارعة النظام المجرم دفعاً وفتحاً فإننا نبين ما يلي: تأييدنا لهذا المشروع الذي يتيح لأهلنا ادارة المناطق المحررة بعيداً عن السطوة العسكرية، ونؤكد على ضرورة أن تكون الحاكمية لله سبحانه وتعالى والمرجح الوحيد لذلك المشروع هو الشريعة الاسلامية، ونؤكد على ضرورة المسارعة في الدعوة لمؤتمر عام لجميع الفصائل العسكرية والفعاليات المدنية والثورية".

وقال ناشطون إن بيان "الزنكي" هو بمثابة بيعة جديدة لـ"هيئة تحرير الشام"، وربما يكون الخطوة الأولى لعودة "الزنكي" إلى صفوف "الهيئة" بعدما كانت قد انشقت عنها بالتزامن مع معارك إدلب.