المركز الثقافي التركي في بيروت يتذكّر محاولة الانقلاب الفاشلة

عباس سعد
الجمعة   2017/07/14
الذكرى تحوّلت بإيجابية إلى "يوم الديموقراطية والوحدة الوطنية في تركيا" (أرشيفGetty)
بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا، عقد السفير التركي في لبنان شاغطاي أرجييس، مؤتمراً صحافياً في المركز الثقافي التركي في بيروت.

قد يبدو غريباً بعض الشيء أن يحتفل المرء بـ"سنة على فشل انقلاب غيره"، إلّا أنّ هذه الذكرى تحوّلت بإيجابية إلى "يوم الديموقراطية والوحدة الوطنية في تركيا"، يوم سيحتفل به أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كدليل على تفاني الشعب التركي والتزامه بالديموقراطية ليلة 15 تموز/يوليو 2016، مستذكرين بحزن 250 شخصاً قضوا خلال محاولة الإنقلاب.

بدأ المؤتمر بإستعراض السفير لشريط فيديو يصف فيه كيف "واجه الأتراك في تلك الليلة قتلة يديرون دباباتهم ضد المدنيين الأبرياء ويقتلون عسكريين رفضوا الإنضمام إليهم. وقد استعملوا طائرات مقاتلة لقصف برلمانهم الوطني والمجمع الرئاسي ومقر المخابرات الوطنية والقوات الخاصة ومواقع استراتيجية حيوية كما حاولوا اغتيال رئيسنا".

بعد ذلك توجّه السفير بخطابه إلى لوم العالم الخارجي الذي "غاب عن ذهنه حدّة محاولة الإنقلاب هذه والصدمة التي تركتها عند الشعب التركي". فبالنسبة له "عدد من وسائل الإعلام الدولية عن قصد أو غير قصد لم تنتبه إلى أن الأتراك من جميع الأطياف والخلفيات السياسية اتحدّوا في تلك الليلة وواجهوا هذه المحاولة الإنقلابية الغادرة للدفاع عن حقوقهم وديمقراطيتهم وبلدهم".

وأضاف أرجييس "صور ما يسمّى برجل الدبابة في ميدان تيانانمن في بكين عام 1989 عُرفت كواحدة من أكثر الصور الأيقونية في القرن العشرين. ففي ليلة محاولة الإنقلاب في تركيا لم يكن هناك صورة واحدة، بل عدد من الصور الأيقونية التي أظهرت مئات من الناس العاديين العزل واقفين أمام الدبابات".

بعدها، انتقل السفير إلى الكلام عن "منظمة فتح الله (غولن) الإرهابية" أو"فيتو"، وقال إنه "بلا شك فإن فتح الله غولن المُسمّى بإمام الكون والذي يقيم بالفعل في بنسلفانيا مع عملائه السريين الذين تسللوا داخل الجيش التركي والشرطة والقضاء، خططوا ونظموا هذه المحاولة الإنقلابية الشنيعة". وأضاف "إننا نعتبر فيتو جيلاً جديداً هجيناً لمنظمة إرهابية يقوم على النفاق والإخفاء والسرية".

وتحدّث السفير التركي عن الإجراءات والتحقيقات الإدارية والجنائية والقانونية العادلة التي قامت بها السلطات التركية بعد محاولة الإنقلاب، مؤكداً أن حالة الطوارئ التي أُعلن عنها مباشرة بعد محاولة الإنقلاب، والتي تمتد حتّى منتصف تموز/يوليو 2017، "هي في الواقع في توافق تام مع تشريعاتنا الوطنية والتزاماتنا الدولية وسيستمر إيلاء أقصى قدر من الإهتمام للحفاظ على التوازن الصحيح بين الحريات ومتطلبات الأمن".

وشدّد أرجييس على قوّة تركيا وشعبها الذي صمّم بعزم على الحفاظ الديموقراطية الوطنية في البلاد "لأنها هي الطريقة الوحيدة لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومصادره"، مشيراً إلى أن الدولة التركية "تطمح إلى أن تكافح، في آن واحد مع تدميرها للعمود الفقري لفيتو، المنظمات الإرهابية الأكثر خطورة وهي حزب العمال الكردستاني وداعش".

ونبّه السفير التركي من أن "التهديد لا يقتصر فقط على تركيا بل لدى فيتو هياكل مهمة مماثلة في العديد من البلدان ولذلك فإننا نستمر في تنبيه أصدقائنا ضدّ فيتو". وختم كلامه قائلاً إن "محاولة الإنقلاب لم تزعزع الوضع في تركيا بل إن تركيا اليوم أقوى وأكثر صموداً ووحدة من أي وقت مضى. إن كفاحنا ضد الإرهاب بجميع أنواعه لم يضرّ بالإقتصاد ولم يعوق مسار الحياة اليومي".