جنيف-7: منصات المعارضة تتقارب..والمفاوضات تتباعد

دينا أبي صعب
الثلاثاء   2017/07/11
Getty ©
مظلة اساسية استند إليها المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مع انطلاق جولة المحادثات السابعة في جنيف، تمثلت في اتفاق هامبورغ وسريان اتفاق الهدنة في الجنوب السوري. لكن رغم ذلك، لم يتوقع أن تحقق هذه الجولة خرقاً كبيراً في جدار الازمة، يفضي الى احراز تقدم سياسي في جنيف يضمن بقاءها كمسار مواز لعملية أستانة.

وبينما تبحث اجتماعات الثلاثاء التقنية مسألة الانتخابات في سوريا، انتهى اليوم الأول من محادثات جنيف السابعة باجتماع لمنصات المعارضة الثلاث، القاهرة وموسكو والهيئة العليا للمفاوضات، عقد في فندق "لو رويال" في مقر إقامة الهيئة، نقلت عنه مصادر معارضة أنه كان "سلساً وودياً، ويهدف لتشكيل وفد معارض واحد وليس موحداً" قد يتمكن من المشاركة في هذه الجولة من المباحثات.

المصدر أشار إلى توافق لافت حيال القضايا الأساسية بين المنصات الثلاث، إلا أن ضغوطاً خارجية "فرضت على وفد الهيئة العليا للمفاوضات قبول هذا التوجه، لكن اعتراض الفصائل العسكرية على هذه الخطوة يبقى المانع الابرز حالياً امام دمج وفد المعارضة"، خصوصاً وأن فصائل المعارضة ترى أن منصتي موسكو والقاهرة تحملان خطاباً أقرب إلى النظام السوري، وهو موقف تبنّاه طويلاً أعضاء في الهيئة العليا.

الاجتماعات المشتركة لمنصات المعارضة ليست الاولى من نوعها، فقد سبق واجتمعت لجان تقنية مشتركة لمرتين خلال الفترة الفاصلة بين جولتي جنيف الاخيرتين مع خبراء الامم المتحدة، فيما أعلنت الامم المتحدة عن عقد اجتماعات اضافية لهذه اللجان، الثلاثاء، من دون الاشارة الى لقاءات ذات طابع سياسي كما هو المعتاد، ويشار الى ان اخر اجتماعات هذه اللجان تم الاسبوع الماضي، وصف بالـ"نوعي" وشهد تقدماً على مستويات عديدة من بينها طرحه ورقة الاثني عشر بنداً التي سبق لدي ميستورا أن قدمها للوفود في جولات سابقة.

دي ميستورا، السعيد بهذا التقارب، استضاف رؤساء الوفود المعارضة الثلاثة، نصر الحريري (الهيئة العليا للمفاوضات) ومهند دليقان (منصة موسكو) وجمال سليمان (منصة القاهرة)، على مائدة الغداء، املاً أن تشكل هذه المرحلة جسراً للعبور الى انجاز فعلي في محادثات جنيف يوازي ما تحقق في أستانة، الذي مهد لاتفاق هامبورغ بدأ على اساسه الاحد تطبيق اتفاق التهدئة في درعا والسويداء والقنيطرة.

دي ميستورا قال إن مناطق خفض التوتر والمراقبة العسكرية "لا ينبغي ان تكون تحضيراً لمناطق نفوذ او تقسيم سوريا"، في حين اعتبر مايكل راتني المبعوث الاميركي الخاص لسوريا في رسالة وجهها للمعارضة، ان الاتفاق الروسي الاميركي تم التوصل اليه في عمان، الجمعة الماضي، وهو يهدف لإنهاء العنف وإنقاذ أرواح السوريين، مع الالتزام "بوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وجميع محادثاتنا حول الجنوب تستند إلى هذه المبادئ، وهذا الاتفاق ليس خطوة باتجاه تقسيم سوريا. وإنما محاولة لإنقاذ الأرواح وخلق مناخ أكثر إيجابية لعملية سياسية وطنية برعاية الأمم المتحدة". ويشمل الاتفاق مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية على حدود الأردن والجولان غربي السويداء، ولا يشمل المناطق الواقعة شمال السويداء أو القلمون، ويفترض ان تبحث الدول الضامنة، الولايات المتحدة وروسيا، في تفاصيل مراقبة نظام وقف اطلاق النار، وسبل ردع المخالفين وآليات معاقبتهم، بما فيها إمكانية نشر قوات مراقبة وتشكيل مركز مراقبة.

واعتبر دي ميستورا ن هذه المرحلة ستمهد لـ"تبسيط الازمة"، نظراً لكثرة "اللاعبين" والعوامل والتعقيدات الكثيرة في مسار الحرب السورية ما جعلها اكثر "أكثر النزاعات المعاصرة تعقيداً". وتوقع تكرار مشهد تحرير الموصل العراقية من قبضة تنظيم "داعش" في الرقة، نظراً للاجماع الدولي على موضوع محاربة الارهاب، وهو أمر سيؤدي بطبيعة الحال الى خفض التوتر والتصعيد "وهذا أمر يطالب به الشعب السوري والامم المتحدة على السواء". واعتبر دي ميستورا أن عملية خفض التوتر "هي مرحلة انتقالية بالغة الاهمية" لكنها لن تؤثر بأي شكل على وحدة وسلامة الاراضي السورية، وهذا امر تتفق عليه الاطراف الدولية المواكبة لعملية المفاوضات، وأنها ستساهم بشكل ملموس في التقدم في الملفات الانسانية وابرزها ملف المعتقلين وايصال المساعدات الانسانية والالغام المزروعة من قبل كل الفصائل المتحاربة على الاراضي السورية.