"سي.أي.إيه" تواصلت مع علي مملوك..ثم إنقطع الاتصال

المدن - عرب وعالم
السبت   2017/06/24
Getty ©
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن مدير الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه" مايك بومبيو، أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس "مكتب الأمن القومي" في سوريا علي مملوك، في شباط/فبراير، للبحث في مصير الصحافي الأميركي وضابط البحرية السابق أوستن تايس، المفقود في سوريا منذ خمس سنوات، وتعتقد واشنطن أنه معتقل في سجون النظام.

التواصل عبر فتح قناة خلفية يعتبر الأعلى مستوى بين البلدين منذ سنوات، وقد تمّ في أول أيام إدارة الرئيس ترامب، لحلّ تلك القضية، رغم أن مملوك متهم بارتكاب انتهاكات ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا، وهو على رأس قائمة الغقوبات الأميركية.

الاتصال هيّأ لمباحثات على مستويات أخرى، لمعرفة مصير تايس، قبل أن تتوقف الاتصالات بعد هجوم النظام الكيماوي على خان شيخون في ريف إدلب، وردّ الفعل الأميركي باستهداف مطار الشعيرات في آذار/مارس.

وكان أوستن تايس، قد خُطف في العام 2012، أثناء عمله كمراسل صحافي من المنطقة، قبل أن يظهر في مقطع مصور تظهر فيه مجموعة من المسلحين ببنادق قتالية. وبدا تايس في المقطع خائفاً وتحدّث بكلمات قليلة باللغة العربية. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن الحكومة السورية قامت بتصوير شريط الفيديو من أجل تحميل مسؤولية خطفه للمسلحين.

وتقول "نيويورك تايمز"، إن الولايات المتحدة متيقنة من أن الحكومة السورية تحتجز تايس، إلا أنها لا تملك أي دليل على ذلك. وما زاد من تعقيد هذه القضية، أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قال في عام 2016 لوكالة "اسوشيتد برس"، إن "السلطات السورية لا تحتجز أوستن تايس، ولا نمتلك أي معلومات عنه مطلقًا".

وبالنسبة إلى الحكومة السورية، فإن لديها دوافع للحديث مع مسؤولين أميركيين بارزين، وقضية الصحافي الأميركي تحقق لها ذلك، على الرغم من العداء بين دمشق وواشنطن.

ويعلّق السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد على هذه المسألة بالقول، إن "الحكومة السورية تسعى إلى تخفيف عزلتها. السوريون مرنون جداً، وبغيضون. دائماً يستطيعون النقاش، وهكذا يقومون بتسيير أعمالهم".

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين سيناريوهات متوقعة لما قد يقوله السوريون عن اختفاء تايس الطويل، ومنها أن الأميركيين بعد تلقيهم دليلاً على أن تايس على قيد الحياة، سيعلن السوريون أنهم وجدوا تايس وسيضعون سرداً لشرح اختفائه. وسيحاكم تايس على انتهاكه قوانين الهجرة في سوريا، ثم يصدر الرئيس السوري بشار الأسد عفواً عنه، وبعد وصوله إلى الأراضي الأميركية سيتصل ترامب بالأسد.