الرئاسة الفرنسية:روسيا تتدخل..وتعزز فرص السيناريو الاميركي

المدن - عرب وعالم
الخميس   2017/03/30
لوفيغارو: ماكرون ليس إلا فرانسوا هولاند ولكن بحلّة مختلفة (Getty)
قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، السيناتور ريتشارد بور، المُكلف بقيادة التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن موسكو تتدخل أيضاً في حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وأشار بور إلى أن الجلسة التي ستعقدها اللجنة، الخميس، ستتطرّق "خصوصاً إلى هذا الموضوع (...) إعلام الجمهور بشكل أفضل، ليس فقط في بلدنا وإنما في العالم أجمع حول ما تحضّره روسيا". وأضاف "أعتقد أنه من المنطقي القول استناداً إلى ما يعتقده الجميع أن الروس ضالعون بقوة في الانتخابات الفرنسية"، من دون أن يقدّم مزيداً من التفاصيل.

واعتبر بور إن "من مسؤولية" الولايات المتحدة "إطلاع بقية العالم على ما يجري لأننا بتنا أمام قدح وذم بمرشحين"، مضيفاً أنه "من المنطقي القول إن المسؤولين الأميركيين أخطروا الدول التي ستجري فيها انتخابات بصورة وشيكة (...) بشأن ما تعلمه الحكومة عن قدرات الروس ونواياهم".

وتظهر استطلاعات الرأي إنحسار المنافسة في الدورة الأولى، التي ستجري في أبريل/نيسان المقبل، بين المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرّف مارين لوبان، الداعمة للانفصال عن الاتحاد الأوروبي والتقرّب من روسيا.

وأطاحت التسريبات والفضائح القضائية بمرشح الحزب الجمهوري فرنسوا فيون، بينما يعاني الحزب الاشتراكي من انقسام يؤثر سلباً على المرشح بينوا هامون، في ظلّ اختيار أبرز شخصيات الحزب الحاكم دعم المرشح الأوفر حظاً، ماكرون، لمنع لوبان من الوصول إلى قصر الإليزيه.

وسلّطت الصحف الفرنسية، الصادرة الخميس، الضوء على إعلان رئيس الوزراء الفرنسي السابق وقطب الحزب الاشتراكي مانويل فالس نيته التصويت لصالح ماكرون. وهاجمت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية فالس واصفة إياه بأنه "عديم الوفاء".

وكتب لوران جوفران في الافتتاحية، إن "فالس تنكّر لتعهّده تأييد الفائز في الانتخابات التمهيدية للحزب الاشتراكي"، معتبراً أن هذا الأمر لا يشكلّ فقط تهديداً لمستقبل الحزب، بل هو "خيانة العهد التي ستلقي بظلالها على الانتخابات برمتها"، و"ستهدد بحلول نظام ما بعد الديموقراطية".

أما على الصفحة الأولى في "لوموند" فكُتب إن إعلان فالس هو "إطلاق رصاصة الرحمة" على الحزب الاشتراكي، فيما اعتبرت "لوفيغارو" أن الحزب الاشتراكي "يمرّ بأزمة قاتلة"، عازية السبب ليس فقط إلى "خيانة" فالس، بل أيضاً إلى عدم قدرة مرشح الحزب، هامون، على توحيد تيارات الحزب الواحد، مما أعطى مجالاً لليساري الراديكالي جان-لوك ميلانشون للمزاحمة على خط اليسار.

وتابعت "لوفيغارو" إن هذا الأمر يُعدّ "سابقة تاريخية" وينهي فصلاً من سيرة اليسار كان الرئيس السابق ميشال ميتران قد افتتحها منذ "مؤتمر ابينه" قبل نصف قرن، وهو التقليد القائم على توحيد مختلف التيارات ضمن برنامج مُوحّد. وتوقعت الصحيفة انضمام الرئيس فرانسوا هولاند شخصياً إلى حملة ماكرون، مضيفة أن هذا الأمر يؤكد مقولة مرشّح اليمين فرانسوا فيون بأن "ماكرون ليس إلا فرانسوا هولاند ولكن بحلّة مختلفة".

وبينما تواصل استطلاعات الرأي ترجيح كفة ماكرون للفوز في الدورة الثانية أمام لوبان، حذّر فالس من أن تكون هذه الاستطلاعات تقلّل من الدعم الذي تحظى به مرشحة اليمين المتطرف، وذلك على غرار السيناريو الأميركي حيث أظهرت وسائل الإعلام واستطلاعات الرأي المختلفة تقدّم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، غير أن صناديق الاقتراع وأصوات المجمع الانتخابي كانت المفاجأة الكبرى التي أدت لفوز دونالد ترامب بالرئاسة.

ويحذّر مراقبون من حصول مفاجأة كبرى مماثلة في الانتخابات الفرنسية، خاصة وأن استطلاعات الرأي تبيّن أن 40 في المئة من الناخبين لا يعرفون لمن سيصوتون في الانتخابات، أو حتى إذا كانوا سيتوجهون للاقتراع يومي 23 أبريل/نيسان و7 أيار/مايو، وهو أمر غير مسبوق في فرنسا.

وقال فالس في مقابلة مع قناة "بي إف أم" الإخبارية، إن دعمه لماكرون يهدف لعرقلة اليمين المتطرف من الوصول إلى كرسي الإليزيه . ورفض فالس اتهامه بـ"الخيانة"، قائلاً إنه يريد مساندة المرشح الإصلاحي والتقدمي الأكثر قدرة على الفوز على لوبان، معتبراً أنه لا يوجد سبيل "لإزاحة" لوبان من الوصول إلى جولة التصويت الثانية.