عزمي بشارة: الثورة السورية لم تكن إسلامية

المدن - عرب وعالم
الأحد   2017/03/26
بشارة: الأسد كان لديه مكتب قريب من القصر الجمهوري، وكان من الواضح أنه سيصبح رئيساً (علي علوش)

قال المفكر والباحث الدكتور عزمي بشارة، إن الثورة السورية لم تكن إسلامية كما يقول البعض، وإنما بعثية، وذلك بسبب سياسات اتخذها الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار إلى أنه التقى مع الأسد مرات عديدة، كان أولها قبل أن يصبح رئيساً بهدف التعرف عليه.

وقال بشارة في حلقة جديدة من حوار مع برنامج "وفي رواية أخرى"، على التلفزيون العربي، إن الأسد كان لديه مكتب قريب من القصر الجمهوري، وكان من الواضح أنه سيصبح رئيساً، ولذلك حصل حديث عام سياسي وفكري عن الأوضاع في المنطقة والصراع العربي الفلسطيني وخططه القادمة.


ولفت بشارة إلى أن الأسد بدا له كشاب لديه نزعة إصلاحية، إلا أنه بعد توليه مقاليد الحكم "توجه نحو الليبرالية الاقتصادية والسلطوية السياسية، والنظام كان يتخلص من بقايا ما يمكن تسميته اشتراكية الدولة"، وظهرت سياسة اقتصادية جديدة بسيطرة أبناء رجال الأعمال والمسؤولين وأجهزة الأمن على الدولة، لذلك "أرى أن من ثار على النظام في 2011 كانوا قواعد حزب البعث". وأضاف "التوجه لدى النظام تغير من الاعتماد على الفلاحين وقواعد حزب البعث للاعتماد على التحالف بين أبناء المسؤولين وأجهزة الأمن ورجال الأعمال".

وأضاف بشارة أن بشار كان يقول خلال اللقاء الأول إن لديه نزعة إصلاحية، وكان الانطباع أنه لم تكن لديه رواسب في العلاقة مع ياسر عرفات لعدم وجود تاريخ من الصراع بينهما، وأنه أقل حزبية من والده، ويرى أن القيادة القومية لحزب البعث ليس لها مكان.

وأوضح أن بشار، كان لديه سياسة مختلفة تتعلق بـ" لبرلة الاقتصاد وليس السياسة"، وهذا أهم ما ميَّز فترة حكمه؛ فالاقتصاد السوري كان في وضع صعب حيث يحكمه قطاع عام تمتلكه الدولة والتى بدورها تسيطر على رأس المال، ولكن فترة بشار تميزت بتشكيل طبقة قائمة على نظام القرابة، تحالف فيها أبناء المسؤولين مع رجال الأعمال وأجهزة الأمن، فنشط رأس المال الخاص خارج سيطرة الدولة، ولكنه كان تعبيراً عن قطاع خاص احتكاري.

وعن انطباعه عن شخص بشار أشار  بشارة إلى أنه حينما التقى بشار الأسد أول مرة لم يكن يجلس أمام شخص غبي، بل كان ذكياً ولكن ليس لديه حساسية لآلام الناس، وهو شاب غير عصامي لم يتعب فى المنصب ويشبه أبناء الأغنياء المدللين.


وعن حزب الله وزعيمه حسن نصرالله، قال بشارة إنه التقى الأخير مرات عديدة بعد الخروج من فلسطين عام 2007، مؤكداً أن "مواضيع النقاش لم تكن أمنية والحديث كان سياسياً". وأبدى بشارة إعجابه الشديد بالمقاومة اللبنانية في حربها ضد إسرائيل. وقال "موقفي كان في العموم مؤيداً للمقاومة، ومُعجباً بالنموذج الذي قدمته المقاومة اللبنانية ورغبتها في تحرير لبنان، وأنا كفلسطيني كنت مدركاً أن إسرائيل لن تتمسك بجنوب لبنان كتمسكها بالضفة الغربية والقدس". لكنه أكد أن موقفه اختلف الآن في أعقاب تدخل حزب الله في سوريا وقتاله إلى جانب قوات النظام السوري.